معجم الأرض.. ماذا نعني بـ«حساسية المناخ»؟
يُستخدم مصطلح «الحساسية» في سياقات عديدة، وعادةً ما يُوحي بوصول نظام ما إلى أقصى درجة من المقاومة، ثم يظهر عليه التأثر.
وبدأ استخدام مصطلح «حساسية المناخ» منذ وقت طويل، ليكون البشر على دراية بما يحصل حولهم، ولتحفيز صناع القرار لاتخاذ الإجراءات والسياسات اللازمة للحفاظ على متوسط درجات الحرارة العالمية وإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
ما هي حساسية المناخ؟
وحساسية المناخ مصطلح يُشير إلى مدى تأثر النظام -بشكل إيجابي أو سلبي- نتيجة المحفزات المتعلقة بالمناخ، وتشمل تلك المحفزات: تواتر الظواهر الطقسية وتقلبات المناخ وتزداد حساسية المناخ بصورة واضحة مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية بمقدار يتراوح بين 1.5 إلى 4.5 درجة مئوية فوق مستوى عصر ما قبل الصناعة.
مقاييس حساسية المناخ
تُوجد 3 مقاييس رئيسية يستخدمها العلماء؛ لقياس حساسية المناخ، وهي:
1- حساسية المناخ المتوازنة (ECS)
تُعد المسطحات المائية، خاصة المحيطات بمثابة بالوعات كربونية كبرى، تمتص كميات كبيرة من الغازات الدفيئة من الغلاف الجوي، مع زيادة كمية الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، تستغرق المحيطات وقتًا حتى تمتص تلك الغازات؛ ويحصل التوازن في توزيع الغازات الدفيئة بين المحيطات وسطح الأرض، والكمية المتبقية فوق السطح، تتسبب في زيادة متوسط درجات الحرارة العالمية، ومقدار هذه الزيادة هو حساسية المناخ المتوازنة.
2- استجابة المناخ العابرة (TCR)
وهو الزيادة في مقدار درجات الحرارة خلال الوقت الذي تتضاعف فيه الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، ويتزايد بمقدار 1% سنويًا. وهذا المقياس يختلف عن مقياس حساسية المناخ المتوازنة، لأنه يقيس حساسية المناخ قبل وصول غازات الاحتباس الحراري إلى نقطة التوازن بين المحيط والسطح.
3- حساسية نظام الأرض (ESS)
وهو مقياس يعني بالتغيرات الطارئة على نظام الأرض طويلة المدى، وتأتي تلك التغيرات بمثابة رد فعل على التغيرات المناخية، وتتمثل في بعض التغيرات في توزيع الغطاء النباتي أو الصفائح الجليدية، وغيرهم.
بات التغير المناخي حقيقة لا مفر منها، وإن عارض بعض المشككين، وارتفع متوسط درجات الحرارة العالمية عن عصر ما قبل الصناعة بما يزيد عن 1 درجة مئوية، وسجل عام 2023، أعلى السنوات في درجات الحرارة، ما جعل الخطر أقرب من المتوقع، ما دفع العالم لاتخاذ خطوات حاسمة، وأخيرًا استجاب مؤتمر الأطراف في دورته الثامنة والعشرين (COP28) في إكسبو دبي، بدولة الإمارات، للمطالب الدائمة بالانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
لكن، يحتاج ذلك إلى وقت طويل وتدابير كثيرة، ومع كل يوم يمر، تزداد حساسية المناخ.
aXA6IDMuMTYuMjAzLjI3IA== جزيرة ام اند امز