COP28 وتسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة المناخ.. نحو عالم جديد أفضل
تلعب التكنولوجيا دورا أساسيا في تحفيز العمل المناخي وبناء مستقبل أكثر اخضرارا واستدامة.
في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28 الذي انعقد في دبي نهاية العام الماضي، قال سيمون ستيل، الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ: "فقط من خلال العمل معًا وتسخير التكنولوجيا واتخاذ خطوات جريئة نحو عالم جديد أفضل وأكثر استدامة، سننجح في ترويض تغير المناخ".
وكان الاتفاق الرئيسي في COP28 هو نتائج التقييم العالمي الأول بموجب اتفاقية باريس، والمعروفة أيضا باسم "إجماع الإمارات" الذي يدعو الأطراف إلى اتخاذ إجراءات لتحقيق، على نطاق عالمي، مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة 3 مرات ومضاعفة تحسينات كفاءة استخدام الطاقة بحلول عام 2030.
في عام 2023، أطلقت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ آلية التكنولوجيا مبادرة حول الذكاء الاصطناعي (AI) للعمل المناخي (#AI4ClimateAction)، والذي يحظى الآن باهتمام ومشاركة متزايدة من مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة المهتمين باستكشاف دور الذكاء الاصطناعي كأداة قوية لتعزيز وتوسيع نطاق العمل المناخي التحويلي.
وينصب التركيز الرئيسي للمبادرة على البلدان النامية، ولا سيما أقل البلدان نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية، حيث شهدت الأشهر الماضية خطوة كبيرة لتغيير العمل في مجال تكنولوجيا المناخ بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاق باريس، مما مهد الطريق لمزيد من الطموح في هذا المجال الحاسم في عام 2024.
حيث تعد التكنولوجيا أيضًا وسيلة أساسية للتنفيذ لتحقيق التحولات الاجتماعية والاقتصادية غير المسبوقة اللازمة للحفاظ على هدف إبقاء متوسط درجة الحرارة العالمية عند حد أقصى قدره 1.5 درجة مئوية.
في COP28، استضافت اللجنة التنفيذية للتكنولوجيا (TEC) بالتعاون مع مركز وشبكة تكنولوجيا المناخ (CTCN) ورئاسة COP28 تم تنظيم حدث رفيع المستوى في إطار مبادرة #AI4ClimateAction لمناقشة الجوانب المختلفة لتطبيق الذكاء الاصطناعي في العمل المناخي للمساعدة في تسريع تنفيذ اتفاق باريس، على سبيل المثال، يمكن للنماذج التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن توفر أنظمة إنذار مبكر لتنبيه المجتمعات حول الكوارث الوشيكة.
ويمكن تحسين كفاءة وموثوقية أنظمة الطاقة المتجددة من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تتنبأ بالطلب على الطاقة وتحسن عمليات الشبكة.
عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد في دولة الإمارات أكد خلال إطلاق التحدي: "إن تسخير الذكاء الاصطناعي كأصل استراتيجي للتخفيف من تغير المناخ ينطوي على دمجه في السياسات والخطط الوطنية، ويسهل هذا التكامل استخدام تحليلات البيانات لمواءمة السياسات مع البيانات المناخية في الوقت الحقيقي، وبالتالي تعزيز فعاليتها ودفع التطور التكنولوجي والاكتشاف العلمي في مجال الطاقة، ولا ينبغي النظر إلى هذه التدابير والسياسات بمعزل عن غيرها، بل باعتبارها مبادرة عالمية موحدة، تعترف بأن تغير المناخ يتجاوز الحدود الجغرافية ويتطلب جهودا عالمية متضافرة".
قوة دافعة للنهوض بتكنولوجيا المناخ والابتكار
اعتبرت الأمانة العامة للاتفاقية الإطارية لتغير المناخ بالأمم المتحدة، أن اللجنة التنفيذية للتكنولوجيا ومركز وشبكة تكنولوجيا المناخ تشكل قوة دافعة للنهوض بتكنولوجيا المناخ والابتكار في عملية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وقد دعا سيمون ستيل في الحدث رفيع المستوى خلال COP28 الذي استضافته رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى التعاون الدولي في مجال التكنولوجيا والابتكار، كما أقر "بالالتزام العميق والقيادة الجديرة بالثناء للجنة التنفيذية للتكنولوجيا ومركز وشبكة تكنولوجيا المناخ".
من الأمثلة على كيفية الاستفادة من هذا الزخم والتكنولوجيا والمساهمات المحددة وطنيا (المساهمات المحددة وطنيًا، وخطط العمل الوطنية للمناخ الخاصة بالبلدان) والجهود التعاونية لتعزيزها الأنظمة الوطنية للابتكار وتطوير ونشر وتوسيع نطاق التكنولوجيات المنخفضة الانبعاثات والقادرة على التكيف مع المناخ.
ويمكن تطبيق هذه التقنيات على أنظمة المياه والطاقة والغذاء، وأنظمة الطاقة، والمباني والبنية التحتية، إلى جانب قطاعات الأعمال والصناعة الأوسع.
ومن الأمثلة التي تبنتها الأمم المتحدة أيضا مبادرة الإنذارات المبكرة للجميع، والتي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وقادتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) ومكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR) ويهدف إلى ضمان حماية كل فرد على وجه الأرض من أحداث الطقس والمياه والمناخ الخطرة من خلال أنظمة الإنذار المبكر المنقذة للحياة بحلول نهاية عام 2027.
التنوع والشمول أمران حاسمان لتكنولوجيا المناخ الفعالة. وقد أطلقت اللجنة التنفيذية للتكنولوجيا ومركز وشبكة تكنولوجيا المناخ في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، مبادرة قائمة خبراء تكنولوجيا النوع الاجتماعي والمناخ والتي ستكون بمثابة تجمع عالمي للخبيرات في مجال تكنولوجيا المناخ وخبراء من الذكور والإناث في مجال المساواة بين الجنسين وتغير المناخ.
كما ضمت اللجنة التنفيذية للتكنولوجيا جهودها إلى منصة المجتمعات المحلية والشعوب الأصلية في إطار اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ للمشاركة في الاجتماع من أجل حوار بين أصحاب المصلحة المتعددين في COP28 وعرض التقنيات والتقنيات الأصلية من المجتمعات المحلية.
وستواصل آلية التكنولوجيا استخدام قدرتها على عقد الاجتماعات لدعم التغييرات التحويلية المتوافقة مع اتفاق باريس في مشهد سياسات تكنولوجيا المناخ وإجراءاتها من خلال هذا النهج التعاوني والتشاركي.
- دبلوماسية الهيدروجين.. الإمارات تقود الطريق لخلق «ممر أخضر» إلى العالم
- العمل المناخي في 2024.. رؤية استشرافية للمخاطر والجهود
السكرتارية العليا لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ دعت الأطراف وأصحاب المصلحة المعنيون لتقديم آرائهم، عبر بوابة التقديم بشأن الحفاظ على التعاون وتعزيزه بين آلية التكنولوجيا والآلية المالية بحلول 1 فبراير/شباط 2024، مع النظر في مجموعة من الأسئلة التوجيهية، كما أعلنت اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ أن التوجيه الخاص بتقديم الآراء بالنسبة لأصحاب المصلحة من غير الأطراف الذين ليس لديهم صفة مراقب متاح هنا.
ستقوم اللجنة التنفيذية للتكنولوجيا ومركز وشبكة تكنولوجيا المناخ، بالتشاور مع رئيس الهيئة الفرعية للتنفيذ (SBI)، بتنظيم ورشة عمل أثناء مؤتمر الأمم المتحدة القادم لتغير المناخ في بون في يونيو/حزيران 2024 (الدورة الستين للهيئة الفرعية للتنفيذ) لتقييم الروابط بين آلية التكنولوجيا والآلية المالية .
ومن المقرر أن يُعقد الاجتماع الثامن والعشرون للجنة التنفيذية للتكنولوجيا في الفترة من 16 إلى 18 أبريل/نيسان في كوبنهاجن، بالدنمارك، تليها الجلسة المشتركة للمجلس الاستشاري للجنة التنفيذية للتكنولوجيا ومركز وشبكة تكنولوجيا المناخ في 19 أبريل/نيسان، والاجتماع الثالث والعشرون للمجلس الاستشاري لمركز وشبكة تكنولوجيا المناخ في الفترة من 22 إلى 24 أبريل/نيسان.
والهدف الرئيسي هو تقييم تنفيذ برنامج العمل المشترك والنظر في نتائجه إجماع الإمارات، بما في ذلك برنامج تنفيذ التكنولوجيا والإرشادات المقدمة من الأطراف في اللجنة التنفيذية للتكنولوجيا ومركز وشبكة تكنولوجيا المناخ.