دفتر عزاء المناخ.. وفيات غير مسبوقة في تكساس

توفي أكثر من 300 شخص من تكساس بسبب الحرارة في عام 2023، وهو أكبر عدد شهدته الولاية منذ عام 1989.

غطت موجة حارة ساحقة ولاية تكساس في أواخر الصيف، مما ساعد على جعل عام 2023 ثاني أكثر صيف حار على الإطلاق في الولاية من حيث متوسط درجة الحرارة وواحد من أكثر مواسم الصيف تطرفًا من حيث 100 درجة مئوية.

وقد وجد العلماء أن تغير المناخ جعل موجات الحرارة هذه أكثر شيوعا وشدة وأطول أمدا.

وعلى إثر ارتفاع درجات الحرارة، توفي عدد قياسي من الأشخاص بسبب الحرارة في تكساس في عام 2023، حيث بلغت حصيلة إحصاءات الوفيات نحو 334 حالة وفاة، وهذا أكثر من ضعف العدد المسجل في عام 2011، والذي كان يُعد الرقم القياسي حتى عام 2021

ومن جانبه، أشار "هوسماي لوبيز"، عالم المحيطات في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، إلى أن 'الحرارة هي السبب الأول للوفاة المرتبط بالطقس في البلاد، وهذا يؤثر على الجميع'. 'سواء كان شابًا وبصحة جيدة أو كبيرًا في السن. الحرارة لا تهتم.'

ووفقًا لعالم المناخ  "جون نيلسن جامون"، كان عام 2023 هو العام الأكثر سخونة على الإطلاق في ولاية تكساس. وذكر نيلسن جامون أن الحرارة الشديدة أصبحت أكثر شيوعا في ولاية تكساس مع تفاقم تغير المناخ.

وعلى الصعيد العالمي، كان هذا العام هو العام الأكثر دفئا على الأرض على الإطلاق، وفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).

الخسائر الاقتصادية

نجت البلاد من 28 كارثة تتعلق بالطقس والمناخ كلفت البلاد خسائر تزيد على 92.9 مليار دولار، على الرغم من أن هذا المجموع قد يرتفع، حيث لا تزال أرقام التكلفة الناجمة عن حدث مناخي وقع في منتصف ديسمبر/كانون الأول قيد الحساب، تجاوز إجمالي 28 كارثة في جميع أنحاء البلاد في عام 2023 الرقم القياسي السابق البالغ 22 كارثة المسجل في عام 2020.

ومن بين تلك الكوارث الجوية والمناخية الـ28، أثرت 16 منها على ولاية لون ستار، مما أدى إلى تكبد أكثر من 20 مليار دولار من الخسائر المشتركة مع المناطق المجاورة، مع أكثر من 402 مليار دولار من إجمالي الخسائر منذ عام 1980، تتصدر تكساس أيضا البلاد من حيث التكاليف التراكمية؛ حيث إن إجمالي التكاليف التراكمية لجميع كوارث الطقس والمناخ الأمريكية التي تبلغ قيمتها مليار دولار منذ عام 1980 تتجاوز 2.66 تريليون دولار.

• حريق مرعب في تكساس.. الدخان الأسود يحجب الشمس

هذا، وأثرت ظروف الجفاف في عام 2023 على العديد من الولايات، من الغرب الأوسط العلوي إلى ساحل الخليج. علاوة على ذلك لم تخفف الحرارة الشديدة قبضتها خلال أشهر الصيف، مما أدى إلى تفاقم ظروف الجفاف من تكساس إلى ميسيسيبي.

ومن جانبه أشار "ديك أرندت"، مدير المراكز الوطنية للمعلومات البيئية في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA): إلى أن موجات الحرارة القياسية والجفاف وحرائق الغابات والفيضانات هي تذكير واقعي بعواقب اتجاه الاحترار طويل المدى الذي تشهده جميع أنحاء البلاد'.

كما أدى الجفاف والحرارة الشديدة إلى إتلاف المحاصيل الحقلية، واضطر مربو الماشية إلى بيع الماشية في وقت مبكر بسبب ارتفاع تكاليف التغذية. ومن بين أكثر من 250 مقاطعة في ولاية لون ستار كان أكثر من 200 مقاطعة خاضعة لحظر الحروق في ذروة الصيف الحار والجاف.

وفي الوقت نفسه، على طول نهر المسيسيبي السفلي، سمحت مستويات النهر المنخفضة بشكل قياسي للمياه المالحة من خليج المكسيك بالهجرة شمالًا. وأدى ذلك إلى حلول مكلفة للتخفيف من تسرب المياه المالحة.

تشير الأرقام إلى التكلفة الإجمالية والخسائر الناجمة عن موجة الجفاف والحرارة في وسط الولايات المتحدة في عام 2023، لكنها لا تعكس التكلفة أو الخسائر الخاصة بتكساس.

تفاقم التطرف

هناك اتجاه مثير للقلق في السنوات الأخيرة يظهر زيادة في أحداث الكوارث التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات والتي تحدث في نفس الوقت أو في تسلسل، إذ 'يؤدي تغير المناخ أيضًا إلى زيادة خطر حدوث ظواهر متطرفة متعددة في وقت واحد في مواقع مختلفة مرتبطة بأنظمة بشرية وطبيعية معقدة.

على سبيل المثال تسببت الحرائق الهائلة المتزامنة في العديد من الولايات الغربية والأعاصير الأطلسية المتتالية القياسية في عام 2020 في طلب غير مسبوق على موارد الاستجابة الفيدرالية لحالات الطوارئ، كما هو مذكور في التقييم الوطني الخامس للمناخ.

أحد الأمثلة الحديثة على الظواهر المتطرفة المركبة هو هجمة الطقس القاسي المتتالية عبر وسط وجنوب الولايات المتحدة في عام 2023، ومنذ عام 2018 بلغ متوسط عدد الأيام بين الكوارث التي تبلغ قيمتها مليار دولار 18 يوما فقط مقارنة بـ82 يوما في أوائل الثمانينيات.