"سوريا الديمقراطية" تطالب بتدخل دولي ضد "الاعتداءت التركية"
التحالف الكردي العربي اعتبر أن الغارات التركية على مواقعه تأتي ردًا على تقدمه في معركة الرقة، فيما قال أردوغان إن غاراته ستتواصل
طالبت "قوات سوريا الديمقراطية" المجتمع الدولي بالتدخل لوضع حد لما وصفته بـ"العدوان" التركي على الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم في شمال شرق سوريا.
وفي بيان لها نشرته على موقعها الإلكتروني مساء الثلاثاء قالت القوات المكونة من تحالف كردي- عربي: إن الطيران التركي "قام بالعدوان على مقر القيادة العامة لوحدات حماية الشعب في قرجوخ (كراتشوك)؛ ما أدى إلى مقتل 20 مقاتلا ومقاتلة وجرح العشرات.
واعتبرت "قوات سوريا الديمقراطية" أن هذا القصف يأتي في ظل الانتصارات التي حققتها ضمن حملة "غضب الفرات" لتحرير الرقة من داعش.
كما اعتبرت أن أنقرة أرادت من هذا الهجوم تخفيف الضغط الذي تمارسه "قوات سوريا الديمقراطية" بالتنسيق مع "قوات التحالف الدولي ضد داعش" وعرقلة تقدم حملة تحرير الرقة.
واتهمت "قوات سوريا الديمقراطية" تركيا بأنها "تسيء" باستمرار إلى علاقات حسن الجوار من خلال "انتهاكات لا تعد ولا تحص بحق مواطنينا ومقاتلينا في شمال سوريا وروج أفا".
وعلى هذا طالبت المجتمع الدولي بالتدخل لوضع حد "لهذا العدوان والانتهاكات المستمرة على أراضينا".
وتشن "قوات سوريا الديموقراطية" حملة باسم "غضب الفرات" منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قالت إن هدفها طرد تنظيم داعش الإرهابي من مدينة الرقة بشمال سوريا.
وسبق أن أعربت تركيا عن رفضها أن يكون للأكراد دور في معركة الرقة، معتبرة أنهم "إرهابيين" مثل داعش.
ويعد هذا من ملفات الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة التي تستعين بالأكراد بشكل رئيسي في معاركها بشمال سوريا.
و"قوات سوريا الديمقراطية" هي أبرز الفصائل التي تقاتل ضد تنظيم داعش في محيط مدينة الرقة في الأشهر الأخيرة، وذلك بدعم من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي تقوده الولايات المتحدة.
من جانبه أعلن الجيش التركي عن مقتل نحو 70 من أعضاء حزب العمال الكردستاني "بي كا كا" الانفصالي في غارات نفذها الجيش على مواقعه في جبل سنجار بشمال العراق وجبل (كراتشوك) بشمال شرق سوريا.
وبرر ذلك بأن الغارات هدفها "تدمير أوكار إرهابية تابعة لمنظمة "بي كا كا" الانفصالية التي تستهدف أمن ووحدة تركيا".
وأعربت الولايات المتحدة عن "قلقها العميق" إزاء ضربات جوية نفذتها طائرات تركية في شمال سوريا والعراق، مشيرة إلى عدم حصول أنقرة على موافقة التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وأضاف "تونر" أنهم يتفهمون أحقية تركيا في حربها ضد منظمة "بي كا كا" الإرهابية، ولكنه طالب بـ"التنسيق الوثيق".
وبدورها نددت الحكومة العراقية، الثلاثاء، بالغارات الجوية التركية.
وقال المتحدث باسم الحكومة، سعد الحديثي، في بيان، إن "الحكومة العراقية تدين وترفض الضربات التي تقوم بها الطائرات التركية على الأراضي العراقية" واعتبرها "انتهاكا للقانون الدولي والسيادة العراقية.. كما تؤثر سلبا على جهود العراق والمجتمع الدولي في الحرب ضد الإرهاب".
ورغم التنديد والرفض العراقي والقلق الأمريكي إزاء تلك الغارات، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في لقاء مع وكالة "رويترز" الثلاثاء أن تركيا "ستواصل عملياتها العسكرية هناك وفي شمال سوريا حتى القضاء على آخر إرهابي".
ومدينة الرقة بؤرة صراع عالمي في المرحلة المقبلة؛ حيث يتسابق للسيطرة عليها كل من الجيش السوري الحكومي مدعوما من روسيا وإيران، والمليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، وتنظيم داعش الإرهابي، والجيش التركي ومعه فصائل مسلحة أخرى على رأسها الجيش السوري الحر.
كما تكتسب معركة الرقة زخما وأهمية خاصة في هذا التوقيت؛ لأنها تتزامن مع المعركة الجارية للقوات العراقية لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل بشمال العراق، وهي المركز الرئيسي لداعش في العراق.
وشمال سوريا عموما ساحة لهذا الصراع الدولي، وتتقاسم الدول السابقة النفوذ فيه، فالفصائل المدعومة من تركيا تسيطر على مساحات من الأراضي على الحدود مع تركيا، منها الباب وجرابلس، فيما يتقدم الجيش السوري الحكومي وحلفاؤه إلى الشرق من حلب وإلى الشرق من تدمر.