"سوريا الديمقراطية" تتقدم في الرقة بغياب روسيا وتركيا
التحالف الكردي العربي يحقق مكاسب جديدة وينتزع 3 قرى من داعش بدعم أمريكي وسط غياب الجيش السوري وفصائل المعارضة الأخرى
حققت "قوات سوريا الديموقراطية" تقدمًا جديدًا في محيط مدينة الرقة بشمال سوريا؛ حيث سيطرت على 3 قرى جديدة شمال المدينة.
وبحسب ما نشره التحالف المكون من مقاتلين أكراد وعرب على موقعه الإلكتروني، الأربعاء، فإنه بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش الإرهابي، تمكن من انتزاع 3 قرى جديدة شمال الرقة، هي قرى أم تنك، وبير جربو، وجروا.
ويأتي هذا في إطار المرحلة الرابعة من عملية "غضب الفرات" التي شنتها "قوات سوريا الديمقراطية"، المدعومة أمريكيّا، باتجاه انتزاع الرقة من تنظيم داعش منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأضاف التحالف أنه يتوجه حاليًا نحو قرية حطاش.
وبذلك تقترب "قوات سوريا الديمقراطية" من سد الطبقة، المعروف باسم سد الفرات، وهو أكبر سدود سوريا، ويقع حاليا في قبضة داعش.
وفي إشارة إلى تفاؤلها باستكمال السيطرة على مدينة الرقة، أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية"، أمس الثلاثاء، تشكيل مجلس مدني لإدارة المدينة؛ ليكون جاهزًا لتولي أمورها عقب انتهاء المعارك.
و"قوات سوريا الديمقراطية" هي أبرز الفصائل التي تقاتل ضد تنظيم داعش في محيط مدينة الرقة في الأشهر الأخيرة، وذلك بدعم من التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي تقوده الولايات المتحدة، فيما لم تلُح بعد في الأفق بقية الأطراف المتحفزة للمشاركة في المعركة، مثل الجيش السوري الحكومي المدعوم من روسيا، أو الفصائل المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا.
ومدينة الرقة بؤرة صراع عالمي في المرحلة المقبلة؛ حيث يتسابق للسيطرة عليها كل من الجيش السوري الحكومي مدعوما من روسيا وإيران، والمليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، وتنظيم داعش الإرهابي، والجيش التركي ومعه فصائل مسلحة أخرى على رأسها الجيش السوري الحر.
كما تكتسب معركة الرقة زخما وأهمية خاصة في هذا التوقيت؛ لأنها تتزامن مع المعركة الجارية للقوات العراقية لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل بشمال العراق، وهي المركز الرئيسي لداعش في العراق.
وشمال سوريا عموما ساحة لهذا الصراع الدولي، وتتقاسم الدول السابقة النفوذ فيه، فالفصائل المدعومة من تركيا تسيطر على مساحات من الأراضي على الحدود مع تركيا، منها الباب وجرابلس، فيما يتقدم الجيش السوري الحكومي وحلفاؤه إلى الشرق من حلب وإلى الشرق من تدمر.