من العراء إلى المدنية.. "يمن الخير" مدينة سكنية للفقراء بلحج

تحتضن محافظة لحج (جنوب اليمن) أراضي صحراوية واسعة وتقبع هذه الأراضي بأطراف المحافظة وأغلبها يطل على سواحل خليج عدن وباب المندب النائية.
وفي هذه المناطق الجافة يتواجد عدد من السكان من أهالي تلك النواحي القصية، يعيشون في العراء داخل أكواخٍ مبنية من القش وعيدان الأشجار، يطلقون عليها "منازل".
كما أن هذه الأكواخ التي لا تقي من حر ولا تحمي من برد، موزعة في أماكن متفرقة ومتباعدة، ولا يمكن اعتبارها تجمعات سكنية.
ويُصنف هؤلاء السكان بأنهم من الفئات الأشد فقرًا، وذلك لاعتمادهم على تربية النوق وألبانها، التي ترعى في المناطق الصحراوية وتتغذى على نباتاتٍ تنمو بندرة.
وعطفًا على هذا الوضع المأساوي، تدخلت منظمة إنسانية، وبالتنسيق والتعاون مع السلطة المحلية في محافظة لحج، لتنفيذ مشروعٍ يهدف إلى إيواء هؤلاء الناس في مساكن مناسبة، وينقلهم من العراء إلى المدنية.
يمن الخير
المشروع كان عبارة عن مدينة سكنية متكاملة، تحت مسمى "يمن الخير"، نفذته منظمة YEMEN IHCRO، أو "الهيئة المستقلة للرعاية الإنسانية والإغاثة"، وافتتحه محافظ لحج اللواء ركن أحمد عبدالله التركي، نهاية العام للماضي.
ووفق القائمين على مشروع المدينة السكنية، فإنها مخصصة للأسر الأكثر فقرا في محافظة لحج، وهي الأسر التي لا تمتلك مساكن مناسبة في مناطقها السابقة، كالأكواخ وغيرها.
واختيرت مديرية القبيطة بمحافظة لحج، كمكان لاحتضان مدينة "يمن الخير" السكنية المخصصة للفقراء، وتحديدا في منطقة البعسس، بوادي ذر، شمال لحج.
مدينة متكاملة
مدير مشاريع الهيئة المستقلة للرعاية الإنسانية بمكتب عدن، مختار عبدالله السويدي، قال: إن مشروع "يمن الخير" تضمن بناء منازل لنحو 153 أسرة كانت تعيش في العراء وداخل أكواخ بدائية وتحت الأشجار.
وتحتوي المنازل التي تم إنشاؤها في المدينة، على أثاثٍ متكامل، كما أنها مجهزة بجميع الاحتياجات الضرورية، والتي تساهم في تغيير حياة هذه الأسر الفقيرة نحو الأفضل.
وأشار السويدي إلى أن المدينة تتضمن مرافق حيوية ملحقة بها، مثل مدرسة ومسجد، ووحدة صحية ومركز للتدريب والتأهيل كون المنطقة نائية، وفيها نسبة عالية من الأمية بين الأهالي.
بالإضافة إلى احتواء المدينة على أسواق عامة، وملاعب وحديقة أطفال وشوارع منظمة، ومساحات خضراء وبئر لمياه الشرب المعالجة.
كما كشف السويدي عن اعتزام الهيئة تنفيذ مشروع مماثل "يمن الخير 2" في وقت لاحق بمحافظة تعز؛ للأسر الأشد فقرًا؛ متى ما تم الحصول على مكان مناسب لإقامة المشروع، بالإضافة لمشروع آخر باسم "الأبراج" خاص لتسكين الأيتام.
تدخلات إضافية
القائمون على مشروع المدينة، أشاروا إلى أنه جاء لتحقيق أهدافٍ إنسانية، ودعم عشرات الأسر بالمنطقة، ورغم ما حققه المشروع، إلا أن هذه الأسر تحتاج إلى مزيدٍ من التدخلات لبناء منازل إضافية.
ولفتوا إلى حاجة الأطفال وكبار السن للوقاية من شدة البرد القارس وحرارة الصيف، كون هؤلاء الناس يعيشون في العراء وفي أكواخ بدائية، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، وفق وصف منفذي المشروع.
وحظيت مدينة "يمن الخير" برعاية من السلطة المحلية بالمحافظة، التي اعتبرتها الأولى من نوعها في اليمن، من حيث التجهيزات والبنية التحتية المخصصة للفقراء، كما أثنت السلطة المحلية بلحج على جهود منظمة IHCRO YEMEN، في دعم المجتمع