قبضة الحوثي تخنق اليمنيين وانهيار الريال يشل الحياة
انعكس التردي المعيشي وتدهور الاقتصاد المحلي؛ الذي تشهده اليمن حاليا، على كل مناحي الحياة بالبلاد، وتسبب بتعطيل ملامحها العامة.
هذا الانعكاس تجسد في تعليق الدراسة الجامعية، وإغلاق شامل للمخابز والمحال التجارية؛ والتعبير الشعبي عن هذه المعاناة؛ كنتيجة حتمية للتراجع التاريخي للعملة المحلية جنوبا فيما تخضع مناطق الانقلاب الحوثي شمالا لقبضة أمنية قاسية خنقت أنفاس الناس من القدرة على التعبير عن المجاعة التي تنهش أحشاءهم.
وكان سعر صرف الدولار الأمريكي خلال تعاملات مساء الأحد قد سجل 1650 ريالا يمنيا، بينما تجاوز سعر صرف الريال السعودي -الأكثر تداولا- 440 ريالا حسب مصادر مصرفية لـ"العين الإخبارية".
كما ألقى التدهور الاقتصادي في البلاد بظلاله على موظفي الدولة، الذين لم تعد مرتباتهم تفي بمتطلبات الارتفاع السعري؛ ما دفع نقاباتهم لإعلان الإضراب عن العمل، خاصة في الجامعات اليمنية.
التردي الحاصل في الوضع الاقتصادي العام انعكس على المستوى الشعبي، حيث أطلق ناشطون ومواطنون دعوات للاحتجاج والتظاهر في عدة مدن يمنية
واليوم الأحد، شهدت مدينة تعز مظاهرات شعبية تطالب الحكومة اليمنية بوضع حد للتدهور المعيشي، وإنقاذ الريال اليمني.
تعليق الدراسة
اليوم الأحد، بدأت هيئات التدريس بجامعات عدن وحضرموت وأبين إضرابا شاملا عن العمل، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية.
وتحدثت البيانات الصادرة عن الجامعات اليمنية التي رصدتها "العين الإخبارية"، عن ضرورة إعادة النظر في الرواتب، ومساواتها بأسعار الصرف الراهنة؛ حتى يواجه موظفو الجامعات تبعات الغلاء.
كما طالبت بتخصيص 5% من إيرادات الجامعات من النفقة الخاصة والتعليم الموازي لتوفير مواصلات مجانية لطلاب الجامعة وموظفيها، عقب مضاعفة أجور النقل نتيجة ارتفاع أسعار الوقود.
مخابز
الجامعات لم تكن وحدها من تأثر بالوضع الاقتصادي وتراجع سعر صرف العملة المحلية في اليمن، فالقوت اليومي للمواطنين هو الآخر يواجه تهديدا حقيقيا.
فالسلع الأساسية كالدقيق والقمح وغيرها، تضاعفت تكلفتها، الأمر الذي عجزت بسببه المخابز والأفران عن مواجهة تكاليف صناعة الخبز، فاضطرت لإغلاق أبوابها أمام المواطنين.
بالإضافة إلى إغلاق المحال التجارية والمولات الكبرى في مدينة عدن تحديدا؛ نتيجة ارتفاع أسعار البضائع بما نسبته 90 % خلال الأسابيع الأخيرة، وفق تقارير محلية ودولية.
إضراب
وبالتوازي مع كل ذاك، يواصل الصرافون في عدن، منذ يوم السبت، تعليق أعمالهم المصرفية، بدعوة من جمعية الصرافين؛ عقب وصول أسعار صرف الريال اليمني لمستويات "كارثية".
وناشدت الجمعية في التعميم، الذي وجهته إلى كافة منشآت وشركات الصرافة وشبكات التحويل المحلية، رئيس الجمهورية بضرورة اتخاذ قرارات عاجلة لوقف التدهور الحاد في سعر العملة المحلية.
كما طالبت الأشقاء في دول التحالف العربي بالتدخل لمعالجة الأوضاع الإنسانية ودعم الاقتصاد اليمني.
في المقابل، حمل خبراء اقتصاديون، شركات الصرافة مسؤولية التورط في عملية تراجع سعر الريال اليمني، من خلال المضاربة بأسعار العملات الأجنبية.
خاصة مع إجراءات البنك المركزي اليمني بإغلاق مئات شركات الصرافة ومنشآت التحويل المالي غير القانونية والمخالفة، بعد اكتشاف علاقتها المشبوهة بمليشيات الحوثي.
ويؤكد خبراء اقتصاديون أن نسبة كبيرة من شركات الصرافة في المناطق المحررة "جزء من المشكلة" التي يعاني منها الريال اليمني، ويمارسون أعمالا تخدم الحرب الاقتصادية التي تشنها المليشيات.
إجراءات حكومية
من جانبه، ترأس رئيس الوزراء اليمني معين عبدالملك، الأحد، في العاصمة المؤقتة عدن، اجتماع للحكومة وآخر لقيادة البنك المركزي اليمني وجمعية الصرافين، للوقوف أمام تطورات أوضاع سعر صرف العملة الوطنية، والتنسيق المشترك لمواجهة المضاربة، بحسب وكالة "سبأ" الرسمية.
وأكد عبدالملك أن المسؤولية تشاركية ولا يمكن التنصل منها تحت أي ذرائع أو اعتبارات ويجب أن يستشعر الجميع مسؤولياتهم على المستوى الحكومي والخاص والشعبي.
وأعرب عبدالملك عن ثقته أن الاشقاء والأصدقاء لن يتركوا الشعب اليمني وحيدا في هذه المعركة الاقتصادية، امتدادا لمواقفهم المشرفة والشجاع على المستوى العسكري في مواجهة مشروع إيران الدموي والتخريبي في اليمن عبر وكلائه من مليشيات الحوثي الانقلابية.
في السياق، أقر اجتماع حكومي حزمة إجراءات سريعة لتخفيف آثار التدهور الاقتصادي الحاد والارتفاعات السعرية غير المسبوقة على المواطنين بالتركيز على وصول الدعم المباشر إلى المستحقين، بالتوازي مع النقاشات مع الأشقاء في السعودية، حول حزمة الدعم الاقتصادي العاجلة والمتوقعة.
وأقر الاجتماع دعم المخابز في عدن والمحافظات المحررة بما من شأنه بيع الخبز بأسعار مناسبة للمواطنين ودعم توفير الوقود للصيادين والعاملين في القطاع الزراعي بأسعار مناسبة وآخر في مجال النقل والمواصلات ودعم شركة النفط لتفعيل دورها.
وتأتي هذه الإجراءات كآليات إسعافية مؤقتة لدعم ومساندة المواطنين في هذا الظرف الحرج، وأن الأساس إحداث تحسن في الوضع الاقتصادي وإيقاف التدهور، وفقا للحكومة اليمنية.
aXA6IDMuMTI4LjIyNi4xMjgg جزيرة ام اند امز