كلاريس ليسبكتور.. "كافكا الكتابة النسائية" في البرازيل
ليسبكتور تركت بصمة في أسلوبها السردي والحكائي كان يتم مقارنته بأسلوب فرانز كافكا، حتى إن النقاد أطلقوا عليها "كافكا الكتابة النسائية"
تحتفظ البرازيل باسم أديبتها كلاريس ليسبكتور كواحدة من أيقونات الكتابة لديها، فهي الكاتبة التي تركت في مختلف ألوان الأدب إسهامات واسعة، من قصة ورواية ومراسلات ومقالات، وحتى أدب الأطفال.
وتركت ليسبكتور (1920-1977) بصمة في أسلوبها السردي والحكائي، كان يتم مقارنته بأسلوب فرانز كافكا، حتى إن النقاد في بلادها أطلقوا عليها "كافكا الكتابة النسائية" في ربط دامغ اقترن باسمها عالمياً.
وفي عام 1921، وعندما كانت ليسبكتور طفلة رضيعة، جاءت إلى البرازيل مع أسرتها كلاجئة، حيث جاؤوها هاربين من المذابح في أوكرانيا التي مزقتها الحرب، ولعل هذه التجربة المبكرة مع اللجوء والحرب والتعايش أول ما صقل تجربة ليسبكتور الأدبية، حتى صارت واحدة من أكثر كاتبات البرازيل تأثيراً في القرن الـ20.
وكانت روايتها الأولى "قريباً من القلب البري" التي صدرت عام 1943 قادرة على خلق حالة اهتمام كبيرة باسم ليسبكتور، وتلتها بمجموعة بارزة من الأعمال منها "المدينة المحاصرة"، "الثُريا"، "قنديلة البحر"، "تفاح في الظلام" وغيرها، حتى وصلت محطتها الأخيرة برواية "ساعة النجمة" التي تعد واحدة من أبرز أعمالها، ورحلت بعد صدورها بقليل عن عمر يناهز 56 عاماً بعد معاناة مع المرض.
وتحتل "ساعة النجمة" مكانة خاصة من بين أعمال ليسبكتور بوصفها الرواية الأولى لها التي يتم نقلها إلى اللغة العربية، وذلك في ترجمة صادرة عن دار "الكتب خان" بمصر، التي أعلنت وقتها عزمها نقل عدد آخر من عناوين ليسبكتور إلى العربية وتقديمها للقارئ العربي.
وتدور "ساعة النجمة" في فلك بطلتها "ماكابيا"، وهي فتاة فقيرة من القرن الـ19 تعيش ضائعة في المدينة التي هاجرت إليها مع خالتها، وحيث تعمل طابعةً على الآلة الكاتبة، وتعيش مثل آلاف الفقيرات على الحدود الدنيا للحياة، وتدور حياتها بين خالتها المستبدة، وحبيبها المتطلع الفظّ أوليمبيكو، وجلوريا رفيقتها في العمل، وقصة مثلث العشق الذهبي بينهم، وتتطوّر حياة ماكابيا.
وأصدرت دار "الكتب خان" كلمة حول الرواية التي أصدرتها بالعربية نشرتها على الغلاف الخلفي للرواية جاء به إن "هذه الرواية القصيرة هي قصيدة طويلة عن بؤس فتاة وحيدة ومهمشة من مهاجري الأقاليم في مدينة متوحشة لا تراها ولا تهتم بمصيرها، وهي أيضًا تأمل دقيق في وعي الإنسان بشروط حياته وقدرته على تجاوزها من عدمه، وبينما يقصّ علينا الكاتب رودريجو تقلبات حياة ماكابيا، تستعرض لنا الكاتبة كلاريس ليسبكتور على لسانه أفكارها العميقة عن الأدب ومدى قدرته على الإمساك بالحقيقة أو تزييفها".
ويبدو انشغال أدب ليسبكتور بحياة المُهمشين وسيرهم المنسية في الكثير من أعمالها، ما وطّد علاقة لافتة بين مشروعها الأدبي وتلقي القراء في بلادها، حتى إن اسمها كان له وهج خاص في الكتابات النقدية.
وقدم الكاتب الأمريكي بنيامين موسر سيرة ذاتية عن ليسبكتور أطلق عليها "لماذا هذا العالم: سيرة ذاتية كلاريس ليسبكتور"، والتي تطرق فيها لمحطات حياة الكاتبة البرازيلية وقراءة في أعمالها التي وجد على تنوعها نوع من الاستبصار الغريب والباطني للواقع.