الكاتبة السورية شهلا العجيلي: أكتب الروايات كما أحب أن أقرأها
الكاتبة السورية شهلا العجيلي تؤكد أنها لا تتوقف عن تجويد كتابتها، إذ تحاول تثبيت أسلوب معين في السرد وصنع شخصية مستقلة لها في الكتابة.
أكدت الكاتبة السورية شهلا العجيلي، صاحبة رواية "صيف مع العدو" التي وصلت إلى القائمة القصيرة للبوكر لهذ العام، أنها تحب أن تكتب الرواية كما تحب أن تقرأها.
وتابعت، خلال الندوة التي أقيمت في افتتاح مهرجان القاهرة الأدبي، مساء السبت: "هاجسي هو كتابة دراما التحولات، والفن الروائي يقوم بتلك الدراما في السرد لكي نمنح جغرافيات مختلفة ورؤى متباينة، وفي هذا الزمن يجب أن نقدم مع الفن قيمة معرفية، واللعبة هي هاجس كيف أصنع من الحكاية العادية شيئا جديدا".
وأضافت: "رواية (صيف مع العدو) تتضمن 3 رؤى نتعرف فيها على طبيعة الحياة العربية وننتقل منها إلى ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، وترصد الرواية مسار حركة البطلات اللاتي تعيدنا إحداها إلى حرب القرم، وانتقالات كثيرة إلى بيروت والقاهرة وكازينو بديعة مصابني في القاهرة، وأنتقل إلى الرُّقة في روايتي لأنها مدينتي وذاكرتي الأولى، ودائما حوادث التاريخ تجعل الأدب يحاول النجاة بالفرد مقابل انتصار الجماعات، كما أنها معقل الثقافة السريانية ومعقل الطب وعلم الفلك، وبها المرصد الكبير الذي يحج إليه كل مَن يريد قراءة السماء، وأنا أردت أن أنوه بكل هذه المصائر، ففكرة المكان بالنسبة لي هي جد مهمة".
وتابعت "العجيلي" أنها فضلت ضمير المتكلم للسرد لأنه ضمير "مخاتل"، ويصنع بُعدا حميميا في الرواية، وأوضحت: "القارئ دوما لديه شغف بمعرفة كواليس حياة الكاتب نفسه، فهذا الضمير يسهم في زيادة الإيهام بالحكايات الواردة في النص، وأنا أعلم أن ضمير المخاطب هو الأصعب، لأن به فكرة الوصايا، لكنه يفتقد الحميمية وبه سلطوية، ولا أحب ضمير المخاطب ولكن أحب ضمير الأنا".
وعن فكرة الأجيال، قالت: "نقدم أكثر من دراما للتحولات والرواية، لكن نستنتج أن حياة البشر متشابهة جدا، وما يختلف هو المظاهر والأدوات، ولكن الجوهر أو الأغراض المستمرة كما يسميها الشكلانيون، مثل الحب والكره والفقد، متشابهة".
وأشارت إلى أن هناك فارقا بين نساء "صيف مع العدو"، ونساء "سماء قريبة من بيتنا"، وقالت: "في روايتي سماء قريبة من بيتنا كانت هناك نساء حلب العظيمات وتحولات الأفراد تحت شجرة التاريخ، وعملت على طفولة البطلة وبيت العائلة والجماعات المتطرفة، أما في صيف مع العدو، فالحضور القوي كان من نصيب الحارة والمجتمع الأمومي، وهي ثيمة البنوة أي وجود حساسيات بين الأم والبنت والأب والبنت".
وأضافت: "نحن نفكر في أن الأمهات شيء مقدس، لأننا لا نفكر بفردية، ولكن بالنهاية هم أفراد وبشر، ففي مدينة الرقة بسوريا وبسبب تحولات الاشتراكية كان هناك انفتاح منذ سبعينيات القرن الماضي، وكثير من الشباب في مناطق الرقة النامية ذهبوا في منح لأوروبا للدراسة وتزوج هؤلاء الشباب بنساء، وأصبح هناك نوع من الهجنة بين الشباب السوري والفتيات الأوروبيات، اللاتي صرن أمهات فيما بعد، هذا بالإضافة إلى فكرة تعامل المجتمع معهن والاغتراب والحنين".
وأعربت عن أنها لا تتوقف عن تجويد كتابتها الروائية، حيث تحاول تثبيت أسلوب معين في السرد، وصنع شخصية مستقلة لها في الكتابة، والتطوير الدائم لفنيات الكتابة لديها.
وعن الرواية الملحمية قالت الكاتبة السورية إنها "تحدٍّ كبير ذهبت إليه في روايتي سماء قريبة وصيف مع العدو، واضطررت للخروج من الرقة لأنها مدينة صغيرة لا تستطيع حمل رواية ويجب ربطها بحركة خارجية، وحدث مفصلي أيضا".
aXA6IDE4LjExOC4yNTUuNTEg
جزيرة ام اند امز