اشتباكات واغتيالات غربي ليبيا.. السلاح يفرض سطوته

لم تهدأ بعد رشقات الرصاص في مدن الغرب الليبي، حتى تجددت الاشتباكات المسلحة في طرابلس والزاوية خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، مُعلنةً مرحلة جديدة من الانفلات الأمني والفوضى، وسط صمت رسمي وخوف شعبي متزايد.
فيما كانت العاصمة طرابلس تودع ضابطاً رفيعاً بالجيش الليبي، العميد علي رمضان الرياني، الذي اغتيل على يد مجموعة مسلحة داخل منزله، كانت مدينة الزاوية تشهد حرب شوارع مدمرة بين المليشيات، مخلفة دمارًا في الممتلكات وحالة من الذعر بين السكان.
صراع مدروس
تأتي هذه التطورات في سياق معقد تحركه حسابات سياسية وأطماع اقتصادية، بحسب خبراء ومحللين.
ويرى المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني، أن ما يحدث ليس مجرد نزاعات عشوائية، بل هو صراع مدروس للسيطرة على مراكز النفوذ، خاصة مدينة الزاوية ذات الأهمية النفطية والاقتصادية.
وأضاف الترهوني، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن الاضطرابات الأخيرة تأتي في وقت تصاعد فيه الحراك الشعبي المطالب بإنهاء الفساد وإجراء انتخابات، وهو ما تخشاه أطراف نافذة تستفيد من الفوضى، لذلك تستخدم المليشيات كأداة لقمع هذا الحراك وإجهاض أي محاولة للاستقرار.
من يحكم فعليًا؟
بحسب مصادر أمنية، تسيطر شبكات مليشياوية مرتبطة بمستشارين حكوميين نافذين على مناطق واسعة تمتد من زوارة حتى جنزور، جنوب العاصمة حيث تنشط عمليات تهريب الوقود والبشر بالتنسيق مع مافيات دولية.
الزاوية، التي تضم واحدة من أهم مصافي النفط الليبية، أصبحت مسرحًا لعمليات إجرامية منظمة تقودها جماعات متعددة الولاءات، تقتسم السلطة بعيدًا عن رقابة الدولة الضعيفة، مما يجعل أي محاولة لإرساء الاستقرار أو فرض القانون مهمة شبه مستحيلة في المدى القريب.
السلاح.. الفاعل الأول منذ 2011
منذ سقوط نظام معمر القذافي، تعاني ليبيا من انتشار غير مسبوق للسلاح؛ إذ تشير التقديرات إلى وجود أكثر من 29 مليون قطعة سلاح خارج سيطرة الدولة، في بلد لا يتجاوز عدد سكانه 7 ملايين نسمة
هذا الانتشار الكثيف للسلاح جعل من العنف لغة الحوار الوحيدة بين الفرقاء، وحول المليشيات المسلحة إلى أطراف سياسية تفرض شروطها بالقوة، مما يعمق الأزمة ويعقد مسارات الحل السياسي.
aXA6IDE4LjIyNC43MC4xOTMg
جزيرة ام اند امز