تجدد اشتباكات "الهلال النفطي" في شرق ليبيا
قوات الجيش الوطني الليبي في شرق البلاد تقول إنها استعادت السيطرة على مرفأين نفطيين بعد أن شن حرس المنشآت النفطية هجوما مضادا، وسيطر على أحدهما لفترة قصيرة.
قالت قوات الجيش الوطني الليبي في شرق البلاد إنها استعادت السيطرة على مرفأين نفطيين بعد أن شن حرس المنشآت النفطية هجوما مضادا، الأحد، وسيطر على أحدهما لفترة قصيرة.
والسدر وراس لانوف ضمن 4 موانئ انتزعت قوات الجيش الوطني الليبي، الموالية للمشير خليفة حفتر القائد العسكري في شرق ليبيا، السيطرة عليها من فصيل في حرس المنشآت النفطية يقوده إبراهيم الجضران يومي 11 و12 سبتمبر أيلول.
ودار القتال في وقت تستعد فيه المؤسسة الوطنية للنفط الحكومية لاستئناف صادرات النفط من الموانئ المحاصرة منذ أعوام، ولم يتضح ما إذا كانت الشحنات ستتأثر.
وقال العقيد أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي إن القوات الموالية لحفتر صدت هجوما في راس لانوف بدعم من ضربات جوية، وإنها تتعقب قوات الجضران بعد فرارها من ميناء السدر الذي كانت قد سيطرت عليه في وقت سابق من اليوم.
وأكد مصدر بقطاع النفط الليبي أن الجيش الوطني الليبي سيطر على الميناءين.
ومن جانب أخر، قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن ناقلة يجري تحميلها في ميناء رأس لانوف انسحبت إلى مسافة آمنة مع اشتباك قوات متناحرة بالقرب من الميناء اليوم.
وذكرت مؤسسة النفط في بيان أن ميناء راس لانوف نفسه لم يتأثر بالقتال حتى الآن لكن الوضع في تغير مستمر.
وأضافت المؤسسة أن حريقا نشب في صهريج لتخزين النفط لحقت به أضرار من قبل في ميناء السدر المجاور لكن من المتوقع أن تسيطر فرق الإطفاء على الحريق سريعا.
وتثير الاشتباكات مخاوف من نشوب صراع جديد على موارد النفط الليبية. فقد أخذت قوات الجضران صف حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس في حين أن حفتر شخصية خلافية ويتهمه معارضوه بمحاولة إرساء حكم عسكري.
وتسبب الاقتتال والصراعات السياسية في خفض إنتاج ليبيا من النفط إلى نسبة ضئيلة جدا من إنتاجها قبل انتفاضة عام 2011 والذي كان يبلغ 1.6 مليون برميل يوميا.
وقال مسؤول في الجيش الوطني الليبي إن حريقا شب في صهريج بميناء السدر الذي تضرر بالفعل من قتال سابق. وأظهرت صور من راس لانوف دخانا أسود يتصاعد من مناطق سكنية.
وصرح مسؤول بميناء راس لانوف بأن ناقلة كانت قد رست يوم الخميس لتحميل شحنات من النفط لم تبرح مكانها. وهذه هي الناقلة الأولى التي ترسو بالميناء منذ حوالي عامين.
وقال المسماري ومتحدث باسم الحرس الموالي لحفتر إن المقاتلين الموالين للجضران كانوا مدعومين من سرايا الدفاع عن بنغازي وهي قوة شنت هجوما تم دحره ضد الجيش الوطني الليبي بشرق البلاد هذا العام.
وقالا أيضا إن مقاتلين من الجيش الوطني الليبي رأوا الجضران اليوم الأحد خلال الاشتباكات وقالوا إنه كان مصابا في الكتف، وتعذر الاتصال بالمتحدث باسم الجضران للتحقق من النبأ.
وقال المسماري إن مقاتلا من الجيش الوطني الليبي قتل وأصيب ثلاثة في اشتباكات اليوم الأحد، ولم يرد ذكر لأرقام قتلى أو جرحى في صفوف قوات الجضران.
* حصار
سيطر الجيش الوطني الليبي على الموانئ قبل أسبوع وتزامن ذلك مع بدء عطلة عيد الأضحى ولم يواجه مقاومة تذكر، ودعا زعيم قبلي كبير قوات الجضران لتغيير ولائها.
وبعد أن دخل الجيش الوطني الليبي موانئ السدر وراس لانوف والزويتينة والبريقة قال إنه سيسلمها إلى المؤسسة الوطنية للنفط بحيث يمكن استئناف التصدير.
وكان الجضران يحاصر منذ فترة طويلة موانئ السدر وراس لانوف والزويتينة ولم يسفر اتفاق أبرمه في الآونة الأخيرة مع حكومة الوفاق الوطني عن تحقيق تقدم ملموس.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط يوم الخميس رفع حالة "القوة القاهرة" عن الموانئ المحاصرة وقالت إن التصدير سيستأنف على الفور من الزويتينة وراس لانوف.
وأضافت أنها ستبدأ التصدير في أقرب وقت ممكن من ميناء السدر وستواصل التصدير في ميناء البريقة الذي ظل مفتوحا.
وقال مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط: "ستستأنف الصادرات على الفور من مينائي الزويتينة وراس لانوف وستتواصل كما كانت سابقا من ميناء البريقة...سيتم استئناف التصدير من ميناء السدر في أقرب وقت ممكن."
وبعد أن سيطر الجيش الوطني الليبي على الموانئ قال صنع الله: إن إنتاج ليبيا النفطي قد يرتفع إلى 600 ألف برميل يوميا في غضون شهر وإلى 950 ألف برميل يوميا بنهاية العام من حوالي 290 ألف برميل يوميا حاليا.
لكنه أوضح أن هذا يتوقف على تلقي المؤسسة الوطنية للنفط تمويلا جديدا وعلى فتح الموانئ وخطوط الأنابيب المغلقة وبقائها مفتوحة.
aXA6IDMuMTQ3LjQ4LjEwNSA=
جزيرة ام اند امز