جيمس كليفرلي.. هل يصبح زعيم حزب المحافظين القادم؟
فيما يواجه حزب المحافظين الحاكم فترة عصيبة مع اقتراب الانتخابات العامة في بريطانيا، وفي ظل الضغوط المتزايدة على رئيس الوزراء ريشي سوناك، تتكرر الدعوات للإطاحة به والبحث عن زعيم جديد قادر على قيادة الحزب للفوز في الانتخابات.
دعوات جاءت في ظل حماس الكثيرين لوزيرة التجارة كيمي بادينوك لخلافة سوناك، ووسط تردد اسم وزير الداخلية جيمس كليفرلي بشكل متزايد بين المحافظين المعتدلين.
وعلى الرغم من أن الكثيرين داخل الحزب يبدون أكثر حماسة لوزيرة التجارة كيمي بادينوك لخلافة سوناك، فإنه يظهر اسم وزير الداخلية جيمس كليفرلي بشكل متزايد بين أوساط المحافظين المعتدلين الذين يبحثون عن مرشحهم في المنافسة المقبلة على الزعامة، بحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
ويشيد موظفو الخدمة المدنية باستعداد كليفرلي الدائم للاستماع، ففي وزارة الداخلية يعمل على إعادة بناء الأسوار التي حطمتها سلفته المقال سويلا برافرمان.
والوزير الذي يحب الرغبي يُعرف بأنه اجتماعي، وهو ما يعتبر كليفرلي أنه يكون أحيانا خطأ، قائلا في وقت سابق: «أتحدث كثيرًا وأحيانًا أتحدث بصراحة شديدة، وهو ما أعتقد أن الناس يحبونه حتى لا يحبونه».
وخلال مسيرته «لم يسع كليفرلي لتحقيق أهدافه الخاصة، ولم يكن صعوده بسبب أي تسلق غير عادل»، وفقا لزميل سابق له أرجع بقاءه في 4 حكومات محافظة إلى نهجه القائم على تنفيذ المطلوب بشكل موثوق.
وقال: «لقد كان هناك في الوقت المناسب وفي المكان المناسب، وكان أمينا»، مضيفا: «لقد صنع عددا قليلا من الأعداء ولم يتسبب في أي كوارث كبيرة».
لكن لم يحقق كليفرلي انتصارات عظيمة، فعلى الرغم من تفكيره العميق في بعض المواضيع المعقدة، من الإرهاب إلى حركة «حياة السود مهمة»، فإنه لم يكشف بعد عن رؤية سياسية أوسع أو قسوة استراتيجية لهزيمة المنافسين.
وامتدح أحد الوزراء السابقين كليفرلي باعتباره «معتدلاً ومعقولاً»، فيما قال آخر إنه «التفضيل الثاني للجميع»، قائلا إنه «المرشح الذي لا يكرهه أحد، ولكنه لم يقم بعد بحشد أتباع من المؤمنين الحقيقيين المتحمسين».
ولد كليفرلي عام 1969 لأم من سيراليون وأب من ويلتشير، ونشأ في جنوب لندن، حيث كان الأطفال يضايقونه لأنه مختلط العرق ورسخت طفولته الصعبة إيمانه بالتقشف المالي، الأمر الذي يجعله من نوع المحافظين الذي يربك اليسار.
وانضم وزير الداخلية جيمس كليفرلي إلى الجيش قبل أن تنهي إصابة سيئة في ساندهيرست مسيرته العسكرية، التحق بعدها بكلية إيلينغ للتعليم العالي (جامعة غرب لندن الآن) لدراسة إدارة الضيافة، حيث التقى زوجته سوزي ثم حصل على وظيفة في مجال النشر التجاري.
ورغم تواضعه فإن كليفرلي لا يفتقر للثقة، فعندما كان يطرق الأبواب كناشط جديد في الحزب قبل انتخابات عام 2001 أذهله عداء الناخبين السود للمحافظين، ووجدت المذكرة التي كتبها حول كيفية التغلب على ذلك طريقها للقيادات الحزبية، رغم قلة خبرته السياسية، قبل أن يُنتخب لعضوية مجلس لندن في 2008.
وأشاد رجل الأعمال والمنافس السابق لرئاسة بلدية حزب المحافظين ستيفن نوريس بـ«العمل الرائع» الذي قام به كليفرلي كوزير للخارجية، معتبرا أنه «رجل يسهل الإعجاب به».
لكن نوريس قال إنه «لا يمتلك فلسفة ذكية عظيمة.. وصل إلى ما لم يحلم به في الحكومة البريطانية، لكونه رجلا لطيفا يمكنه نزع سلاح أكثر الناس عدوانية، وهو ما جعله مفيدا لـ4 رؤساء وزراء متعاقبين».
ومع ذلك تبدو زلات لسان كليفرلي مشكلة، لكن سياساته أقل فظاظة من لغته فلم يكن متعصبا لـ«البريكست»، رغم دعمه النابع من حماسه للأسواق الحرة، وهذه المرونة جعلته مفيدا لرئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي التي عينته نائبا لرئيس الحزب في 2018 قبل تعيينه وزيرا للبريكست في 2019.
وأعلن كليفرلي ترشحه لزعامة المحافظين قبل أن ينسحب ويدعم بوريس جونسون، لكن شراكتهما لم تنجح وجرى تخفيض رتبته ليعمل في وزارة الخارجية.
وبعد استقالة جونسون عاد للحكومة كوزير تعليم مؤقت، ثم عينته تراس وزيرا للخارجية، وهو المنصب الذي استمر فيه في بداية حكومة سوناك، قبل أن يتولى وزارة الداخلية.
aXA6IDMuMTQ1LjM0LjIzNyA= جزيرة ام اند امز