دون أن تشعر.. كيف يؤثر تغير المناخ على حياتك اليومية؟
يعتقد البعض أن تغير المناخ لا يؤثر في الحياة اليومية بشكل مباشر، أو أنها أزمة بعيدة المدى لا تأثير لها الآن، وهي تصورات خاطئة تمامًا.
يشكل تغير المناخ مصدر قلق حقيقي، في الوقت الحالي، ولدينا الكثير من الأدلة العلمية التي تشير إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري لكوكب الأرض تؤدي إلى تفاقم الأزمات المختلفة في حياتنا اليومية.
توصلت دراسات حديثة إلى أن التأثيرات، المباشرة أو غير المباشرة، الناجمة عن تغير المناخ، تتسبب بالفعل في معاناة الناس، وتجعل الحياة أكثر صعوبة، بل وتعوق قدرتهم على القيام بالأنشطة اليومية بنفس الحرية التي تمتعوا بها منذ عدة سنوات، على الرغم من أن معظمهم لا يدرك ذلك أو يفضل تجاهلها.
- هل سمعت من قبل عن الموت الحراري؟
- العين الإخبارية تدق ناقوس الإنذار: دلتا مصر إقليم الغرق المحتمل (تحقيق)
الإجهاد الحراري أثناء العمل
يجعل تغير المناخ بعض الأعمال في الهواء الطلق غير محتملة بسبب موجات الحر، والتي تسبب أيضًا حالات جفاف وحرائق مخيفة بشكل متزايد.
تؤدي زيادة الإجهاد الحراري أثناء العمل، بسبب الاحترار العالمي، إلى خسائر عالمية في الإنتاجية.
وفقًا لتقرير صادر عن منظمة العمل الدولية، سيضيع 2.2 بالمئة من إجمالي ساعات العمل بجميع أنحاء العالم في 2030، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وهي خسارة تعادل 80 مليون وظيفة بدوام كامل، وخسائر اقتصادية عالمية قدرها 2,400 مليار دولار أمريكي.
علاوة على ذلك، يحذر التقرير من أن هذا التقدير متفائل، لأنه يفترض أن متوسط الارتفاع في درجة الحرارة العالمية لن يتجاوز 1.5 درجة مئوية، كما أنه يفترض أن العمل في الزراعة والبناء، وهما من القطاعات الأكثر تضرراً من الإجهاد الحراري، يتم في الظل.
النوم أسوأ بكثير
يشعر ما يقرب من 62% من الأشخاص في جميع أنحاء العالم بصعوبات أثناء النوم، تجعلهم لا ينامون جيدًا، وفق دراسة منشورة في عام 2019.
تقول الدراسة إن السبب الرئيس لاضطرابات النوم تلك، هو ارتفاع درجات الحرارة في الأشهر الأكثر سخونة من العام، بل أن العديد من الليالي في أشهر الصيف، بات من المستحيل النوم فيها في بعض المناطق.
بجانب أن القلق والتوتر بين المتضررين من الحرائق والأعاصير والكوارث الطبيعية الأخرى، يسبب أيضًا صعوبات في النوم.
حساسية شديدة لم تحدث من قبل
تعد الزيادة في عدد الأيام الحارة في السنة بسبب الاحتباس الحراري، والوصول المبكر لمواسم الصيف الساخنة، إلى جانب تلوث الهواء وملوثات الجسيمات العالقة، أسبابًا رئيسة لتعقيد وتفاقم الحساسية لدى المرضى الحاليين.
على جانب أخر، تسببت نفس العوامل في إصابة العديد من الأشخاص حول العالم بمرض الحساسية، رغم أنهم لم يعانوا منها من قبل.
زيادة تكلفة السكن
يؤثر تغير المناخ أيضًا على السكن، سواء كنت تستأجر منزلاً أو تشتريه.
أصبح قطاع العقارات الآن يضع زيادة التأثيرات المناخية السلبية والكوارث في حسبانه أثناء بناء العقارات والمنازل، ويستخدم موادًا تناسب الوضع الحالي.
يرفع ذلك بالطبع من التكاليف المرتبطة بالبناء، بسبب ارتفاع ثمن تلك المواد، فينعكس ذلك على أسعار المنازل أثناء التأجير أو الشراء، ويلقي بظلاله أيضًا على أسعار التأمين على المنازل.
ندرة الغذاء
أوشك عصر الوفرة الغذائية الفائقة في محلات السوبر ماركت، حيث يمكن شراء الأطعمة والمشروبات من جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن موسم النمو، على الانتهاء.
تعطل إنتاج الغذاء العالمي بالفعل بسبب تغير المناخ، وقريبًا، قد يكون من الصعب العثور على المحاصيل الأساسية مثل الأرز ومنتجات القمح، والفواكه مثل الخوخ والكرز، أو في حال توفرها لن يستطيع المستهلك العادي تحمل تكلفتها.
كما يمثل الارتفاع التدريجي لدرجات الحرارة خطرًا كبيرًا على إنتاج البن، ويزيد من صعوبة زراعة حبوب القهوة الجيدة، مما تسبب في اختفائها أو ارتفاع أسعارها في السنوات الأخيرة.
ارتفاع فواتير الكهرباء والغاز
مع ارتفاع درجات الحرارة، يحتاج الناس إلى تبريدًا إضافيًا عبر استخدام مكيفات الهواء والمراوح، ما يرفع من قيمة فواتير الكهرباء.
كما أن الطلب المتزايد على الكهرباء، خاصة خلال فترات الذروة، يمكن أن يؤدي أيضًا إلى إرهاق الشبكة الكهربائية، مما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي.
على جانب أخر، يتسبب تغير المناخ في ارتفاع أسعار الطاقة، ما يؤدي لزيادة في تكاليف المعيشة وقيمة الفواتير.
فقدان المساحات الطبيعية
يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار والتصحر إلى حرمان بعض المناطق من هطول الأمطار، ويتسبب في انخفاض منسوب الأنهار، مما يعني جفاف البحيرات والبرك والآبار، بل واختفاءها في بعض الأماكن.
بسبب ذلك، تقل أعداد الأماكن الطبيعية التي يمكن للبشر زيارتها في فصل الصيف للهروب من الحر والتهدئة والاستجمام والاستمتاع بالطبيعة، بجانب التأثيرات البيئية الأخرى.
ندرة المياه أو تلوثها
يتسبب التغير المناخي في اضطراب أنماط الطقس، مما يؤدي إلى حدوث ظواهر جوية شديدة مع صعوبة توقع وفرة المياه.
يؤدي ذلك بدوره إلى تفاقم ندرة المياه وتلوث مصادرها، ويمكن أن تؤثر مثل هذه التأثيرات بشكل كبير على كمية وجودة المياه التي يحتاجها الأطفال والبشر عمومًا للبقاء على قيد الحياة.
تواجه بعض المناطق في العالم بالفعل صعوبة في الوصول إلى مياه الشرب الآمنة بسبب تغير المناخ، كتونس والعراق والصومال.
بينما تسببت المنافسة على المياه، في نشوب نزاعات، كما هو الحال في الكاميرون.
صحتك في خطر
تغير المناخ هو أكبر تهديد صحي يواجه البشرية، وتسبب آثاره أضرارا صحية من خلال تلوث الهواء، والأمراض، والظواهر الجوية الشديدة، والتهجير القسري، وانعدام الأمن الغذائي، والضغوط على الصحة العقلية.
تودي العوامل البيئية، كل عام، بحياة حوالي 13 مليون شخص، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
عند حدوث الكوارث، تنتشر أمراض مثل الكوليرا والتيفوئيد والأمراض المميتة الأخرى، التي يكون الأطفال عرضة للإصابة بها بشكل خاص.
كما يؤدي تغير المناخ إلى زيادة احتمالات انتشار الأوبئة كفيروس كورونا، لأنه مع ارتفاع درجات الحرارة، ستضطر الحيوانات البرية إلى تغيير بيئاتها، والعيش بالقرب من التجمعات البشرية، مما يزيد من فرص انتقال الفيروسات بين الأنواع والتسبب في الوباء التالي.
الأجنة والرضع
أظهرت دراسة منشورة في 2022 بعدد خاص من مجلة “طب وبائيات الأطفال وفترة ما حول الولادة”، أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية بسبب أزمة تغير المناخ، يتسبب، في اضطراب الحمل وزيادة خطر الولادة المبكرة، وزيادة عدد الأطفال الصغار الوافدين للمستشفيات من أجل العلاج، بجانب اكتساب بعض الأطفال أرطالًا إضافية في أوزانهم.
aXA6IDE4LjExNy4xMDYuMjMg جزيرة ام اند امز