تغير المناخ يشعل "حروب الأسماك" في المستقبل القريب.. دراسة صادمة
تصميم سياسات عالمية أكثر شمولية لتعزيز كوكب آمن وصحي ومزدهر للأجيال القادمة
يدرس باحثون بجامعة إكستر البريطانية الحالات التي يمكن أن يشعل فيها تغير المناخ الصراعات بالمستقبل على ثروات النظام البيئي للمحيطات، وخاصة الأسماك.
يركز موضوع المشروع البحثي الجديد، الذي حصل على منحة قدرها 1.1 مليون جنيه إسترليني من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، بشكل خاص، على الطرق التي قد يؤدي فيها الاحترار العالمي لإشعال "حروب الأسماك" بين الدول.
يعد المشروع، الذي يحمل عنوان "حروب الأسماك المستقبلية: مطاردة ثروة النظام البيئي للمحيطات"، واحدًا من بين 11 مشروعا يتلقى تمويلا إجماليا قدره 18 مليون دولار كجزء من مبادرة أبحاث مينيرفا التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية.
يدعم البنتاجون الأبحاث المتخصصة في العلوم الاجتماعية والسلوكية حول الموضوعات ذات الصلة بالأمن القومي الأمريكي، وتم اختيار هذا المشروع البحثي لقدرته على تقديم مساهمات تأسيسية في العلوم الاجتماعية ومواءمتها مع استراتيجية الدفاع الوطني للولايات المتحدة.
يهدف الباحثون إلى تطوير نظرية ومناهج اقتصادية جديدة لقياس القيمة الاقتصادية لمصايد الأسماك في سياق تغير المناخ وتزايد الصراع الجيوسياسي على المحيطات.
- مسؤول بـ"فاو" يكشف لـ"العين الإخبارية" أضرار المناخ على غذاء العالم
- أول محاكمة في تاريخ أمريكا.. بطلها التغير المناخي
هروب الأسماك
يقول الباحثون إن الأسماك تسبح إلى القطبين بسبب ارتفاع درجة حرارة المحيطات الناجم عن تغير المناخ، ما قد يؤدي مستقبلًا إلى الصيد غير القانوني والصراعات والنزاعات بشأن حقوق الصيد.
اعتمد فريق البحث على دراسات سابقة، صادرة عن علماء من جامعتي "بريستول" و"إكستر" البريطانيتين، أكدت نتائجها أن أعداداً كبيرة من الأسماك والحيوانات البحرية تفر باتجاه القطبين الشمالي والجنوبي، لتلوذ بهما هرباً من ارتفاع درجات حرارة المحيطات بالقرب من خط الاستواء، ما أدى إلى تغيرات واسعة النطاق في أعداد الأنواع البحرية وتوزيعها.
سيقوم فريق البحث، على مدى ثلاث سنوات، بتطوير نظرية اقتصادية جديدة لتقييم المخزونات المتعددة من الموارد البحرية، والتي سيستخدمونها جنبا إلى جنب مع البيانات الجديدة حول النزاعات والأحداث التعاونية لتحقيق فهم أعمق للنزاع المستقبلي على مصايد الأسماك.
سيركز بحثهم أيضًا على نتيجتين محتملتين لتفاقم الاحترار العالمي وتغير المناخ، يمكن أن يؤدي كلاهما إلى نزاع على مصايد الأسماك في المستقبل.
تتمثل النتيجة الأولى في أن تنتقل الأرصدة السمكية من موقع إلى آخر، مما يغير خريطة توافر الأسماك في دول العالم، وإمكانية وصول هذه الدول إلى الأرصدة السمكية.
تتمثل النتيجة الأخرى في تناقص المساحة الكلية التي توجد فيها الأرصدة السمكية، مما يؤدي إلى تنافس المزيد من الدول على نفس الأرصدة.
الصراعات المستقبلية
تُعدّ الثروة السمكية إحدى أهم المصادر الطبيعية التي تمد ملايين الناس بالغذاء في جميع أنحاء العالم، وتُسهم في توظيف حوالي 10% من السكان.
قال الدكتور إيثان أديكوت من معهد الأراضي والبيئة والاقتصاد والسياسة (LEEP) التابع لكلية إدارة الأعمال بجامعة إكستر وعضو الفريق البحثي: "غالبا ما تسلط الدراسات والأبحاث الضوء على استنزاف موارد العالم كسبب ونتيجة لحالة الطوارئ المناخية العالمية، ولكن لم تولي أي أبحاث من قبل اهتمامًا كافيًا للطرق التي سيعيد بها تغير المناخ توزيع الثروة والإنتاجية ورأس المال".
وأضاف أديكوت: "التعرف على تأثير مستخدمي الموارد المختلفة على استدامة الأصول الطبيعية أثناء عبورهم حدود الإدارة، يمكن أن يساعد في تصميم سياسات عالمية أكثر شمولية لتعزيز كوكب آمن وصحي ومزدهر للأجيال القادمة.".
قال الدكتور ديفيد مونتغمري، مدير العلوم الاجتماعية في مكتب وكيل وزارة الدفاع الأمريكية للبحوث والهندسة: "نحن نعيش في عالم ديناميكي، والعديد من التحديات التي نواجهها اجتماعية أو تحتوي على عناصر اجتماعية داخلها" ،
وأضاف: "إن الاستفادة من نقاط القوة في مؤسسات البحث الأكاديمي، تساعد وزارة الدفاع الأمريكية على تحديد مصادر الصراعات الحالية والمستقبلية، مع التركيز على فهم أفضل للمسارات الاجتماعية والسياسية للمناطق الرئيسية في العالم.".
جدير بالذكر أن الصيد التجاري في الولايات المتحدة، يوظف 1.2 مليون أمريكي ويولد أكثر من 165 مليار دولار سنويًا.
aXA6IDE4LjExOC4xMTkuMTI5IA== جزيرة ام اند امز