التغير المناخي يفسد زراعة ولاية "الخوخ" في أمريكا
ما بين تشريد الملايين، وإجبار الدول على اتخاذ إجراءات احترازية صارمة، تسبب التغير المناخي في سلب هوية الأماكن والمدن.
وتضررت ولاية جورجيا الأمريكية، التي تعرف بولاية زراعة الخوخ، من التغيرات المناخية، وتلقى المزارعون هناك تحذيرا جادا للبدء في للبحث عن بدائل لزراعة الخوخ في المستقبل.
وتمثل زراعة الخوخ أهمية كبرى لاقتصاد ولاية جورجيا الأمريكية، حيث تشير التقديرات إلى إنتاج نحو 65 مليون كيلوجرام من الخوخ سنوياً في الولاية التي تقع بجنوب الولايات المتحدة.
ووفق موقع "تري هاجر" المختص بأخبار الزراعة، تم تبليغ المزارعين في الولايةبالبدء في البحث عن بدائل لزراعة الخوخ، كون الظروف المناخية المستقبلية لن تكون مواتية للقيام بذلك على المدى البعيد.
وأوضح الموقع أن زراعة الخوخ، المحاصيل التي تتطلب طقسا باردا للازدهار، ومنذ عام 1960، شهدت معدلات درجات الحرارة في الشتاء بجورجيا، ارتفاعا بنحو 5 درجات فهرنهايت.
وبالفعل بدأ المزارعون في جورجيا في البحث عن بذور بديلة للخوخ، تستحمل درجة الحرارة المرتفعة.
وقبل هذا التحذير، طور معهد الأبحاث التكنولوجية في جورجيا روبوتا ذكياً لتقليم أشجار الخوخ، وجني الثمار، وغير ذلك من الأنشطة الزراعية المختلفة. لأن زراعة هذه الفاكهة شاقة ومكلفة من ناحية العمالة، حيث يتطلب هذا النشاط أعداداً كبيرة من العاملين، ويستهلك جهدا كبيراً ووقتاً طويلاً.
وبات التغير المناخي يمثل تهديدًا خطيرًا على الأمن الغذائي العالمي والتنمية المستدامة وجهود القضاء على الفقر، إذ إنها تُعد القضية الحاسمة في عصرنا، حيث يعيش سكان مختلف دول ومناطق العالم تحولًا في أنماط الطقس يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر؛ ما يزيد من أخطار الفيضانات الكارثية التي تهدد بدورها إنتاج الغذاء في العالم.
وإلى جانب التأثير على أسعار المواد الغذائية، يؤثر التغير المناخي أيضاً على عنصر إنتاج الغذاء بعدة طرق مباشرة وغير مباشرة. فهو يؤثر بشكل مباشر على إنتاج الغذاء من خلال التغير في الظروف الزراعية البيئية، وبشكل غير مباشر من خلال التأثير على نمو وتوزيع الدخل، وبالتالي على الطلب على المنتجات الزراعية.
وتبدو مشكلة التغير المناخي أكثر وضوحاً في حالة الفاكهة والخضراوات، التي تعتبر عنصراً أساسياً في النظم الغذائية الصحية؛ فمن المتوقع حدوث انخفاض في إنتاج وملاءمة هذه الأنواع في ظل درجات الحرارة المرتفعة خاصة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، حيث يقلل الإجهاد الحراري من ثبات الفاكهة ويسرّع من نضج الخضراوات؛ ما يؤدي إلى خسائر في الإنتاج، وتدهور في جودة المنتج، وزيادة في فقد الطعام وهدره.