موجات الحر تضرب أمريكا وتقتل 658 سنويا

موجات الحرارة تتفاقم في المناطق الحضارية، بفعل المركبات والعمليات الصناعية ووجود الأسمنت والأسفلت الذي يحتفظ بالحرارة
درجات حرارة قياسية وأمطار.. ضدان قلما يجتمعان في فصل واحد ما يؤكد أن هناك تغيرا واضحا في المناخ على مستوى العالم.
- الموجة الحارة في أوروبا.. مؤشر خطير لتفاقم أزمة تغير المناخ
- تغير المناخ والتصحر والأمن الغذائي تتصدر مباحثات جنيف
في أمريكا طالت بعض المدن، التي يعيش بها أكثر من 80% من التعداد السكاني للبلاد، ضربات غير متكافئة جراء تغييرات المناخ، ولا يرجع السبب فيها فقط للكثافة السكانية ولكن بسبب هياكلهم التحتية القائمة غير الملائمة غالبا.
وتفاقمت موجات الحر بشكل كبير في المناطق الحضارية، بفعل المركبات والعمليات الصناعية ووجود الأسمنت والأسفلت الذي يحتفظ بالحرارة.
"الناس يأتون إلى المناطق الحضارية ولا يمكن وقفهم"، هكذا قالت تشاندانا ميترا، الأستاذ المساعد بجامعة أوبرن الأمريكية، التي تدرس آثار الحرارة على المدن، والتي تعرضت لآثار تغير المناخ في مسقط رأسها كالكوتا الهندية، مشيرة إلى أن "الجميع يطمحون لأن يكونوا في مناطق حضارية".
وتشبه ميترا المشكلة بـ"من يضع إصبعه في وعاء ماء في حين يزيد شخص ما الحرارة تدريجيا"، مشيرة إلى أنه "ربما خلال 50 أو 60 عاما، سيكون العيش في بعض المدن غير محتمل. قد تكون هناك نقطة اللاعودة"، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، هذا ويرى خبراء أن الحرارة تعد إحدى أكثر القضايا مدعاة للقلق، خاصة في المدن.
وتتوقع دراسة أجرتها جامعة ميريلاند ونشرت هذا العام، أنه بحلول 2080، ستصبح دنفر في حرارة ورطوبة مدينة بورجير في ولاية تكساس، وستشعر مدينة فيلادلفيا بمزيد من الحرارة والجفاف، أقرب لمدينة ممفيس في ولاية تينيسي، أما نيويورك فسيكون المناخ فيها مشابها لمدينة جونزبورو في ولاية أركنساس.
وتبين من الدراسة أنه حال تواصل الانبعاثات بوتيرتها الحالية في المدن، ستختبر البلاد زيادة في الحرارة بمتوسط 8.2 فهرنهايت (4.5 درجة مئوية)، والعيش في مناخ يشبه مناخ مدن تقع على مسافة 850 كيلومترا جنوب مسقط رأسهم.
تأثير المناخ على المدن الأمريكية
طبقا لمراكز مكافحة الأمراض في أمريكا، يموت متوسط 658 شخصا سنويا لأسباب تتعلق بالحرارة، ومنذ عام 1999 لـ2010، كانت هناك تقارير بوقوع 8081 حالة وفاة متعلقة بالحرارة في الولايات المتحدة، وكانت أكثر شيوعا بين السكان الأكبر سنا والأصغر سنا والأكثر فقرا.
وإلى جانب أعداد الوفيات، هناك حالات انقطاع الكهرباء. فكما شهد سكان نيويورك هذا العام، يمكن للحرارة الزائدة والإفراط في الطلب على الكهرباء من أجل مكيفات الهواء أن تتسبب في أعطال شبكة الكهرباء أو أجزاء منها.
وقال كورت شيكمان، المدير التنفيذي لمبادرة "جلوبال كول سيتيز أليانس"، التي تهدف لتسريع تحول المدن حول العالم إلى نمط أكبر برودة وصحة، فإن ارتفاع الحرارة من 80 فهرنهايت إلى 90 فهرنهايت سيتطلب طاقة إضافية بـ20 لـ25%، وارتفاع الحرارة لـ95 فهرنهايت سيتطلب تقريبا مزيدا من الطاقة بـ40%، كما يمكن للحرارة الزائدة أن تتسبب في تبخر المياه اللازمة لتبريد محطات الطاقة، ما سيضطر بعضها للتوقف عن العمل.
وتتمثل أهم المشاكل الناجمة عن الحرارة في أعطال البنى التحتية مثل شبكات الكهرباء، كما يمكن للأسفلت أن يذوب جراء الحرارة الزائدة، وقد تتمدد قضبان السكة الحديد، وقد يكون لارتفاع الحرارة تأثير أيضا على المطار؛ فعلى سبيل المثال، لم تتمكن بعض الطائرات من الإقلاع من مطار فينيكس عندما تخطت درجة الحرارة 118 فهرنهايت بسبب كثافة الهواء.
محاولة أمريكية للاستجابة
هناك عدة طرق تتجه إليها المدن للتصدي للحرارة وهطول الأمطار الغزيرة، من بينها تدريب بعض مجموعات المساعدة الصحية في مدينة نيويورك على التعرف على علامات الإجهاد الحراري، وأوصت دراسة لجامعة "تكساس إيه أند إم" بتحسين التواصل بين الوكالات التابعة للحكومة والوكالات الفيدرالية والمحلية من أجل التصدي لمشكلة الفيضانات في المناطق المحلية.
وهناك أيضا النباتات والأشجار إذ إنها لا توفر فقط الظل، بل يمكنها خفض درجة حرارة الجو، حيث إن زرع مزيد من النباتات والأشجار –كما فعلت مدينة نيويورك ببرنامج المليون شجرة– يمكنه خفض درجة حرارة المدينة فضلا عن امتصاص مياه الأمطار الزائدة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTIyIA==
جزيرة ام اند امز