العراق في عين جحيم "التغير المناخي".. كيف الخلاص؟
تعد العراق خامس أكثر دول العالم تأثراً بالتغيرات المناخية من تلوث وتصحر إلى جفاف وعواصف غبارية وانخفاض في الإيرادات المائية.
وبفعل التغير المناخي يزداد الضغط على الموارد الأساسية ما يؤدي إلى حدوث خلل في بعض القطاعات المهمة التي يُعتمد عليها في توفير فرص لكسب العيش، مثل الزراعة.
وعلى مدار عقدين ماضيين، تسبب الانخفاض المطرد في هطول الأمطار في العراق، بالإضافة إلى الارتفاع في درجات الحرارة، في حدوث بعض ظروف الجفاف السيئة ونتج عن ذلك انخفاض إنتاج بعض محاصيل مهمة مثل القمح.
وفي إطار كبح جماح التغير المناخي، تسعى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لتحقيق مجموعة من الأهداف بالتعاون مع حكومة العراق، للوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية باريس، لتحقيق مجموعة من الأهداف للتخفيف من حدة تأثير تغير المناخ والآثار الناجمة عنه من تدهور بيئي.
ويتم ذلك عن طريق تعزيز حلول الطاقة المتجددة وتنفيذ المشاريع الخاصة بها، وأنظمة إدارة المياه والحوكمة، وتحسين إدارة الموارد الاستراتيجية، وتحسين إدارة وحوكمة موارد الطاقة، واستعادة الأراضي الزراعية، والدعم المقدم إلى الشركات التي تطور الابتكارات الذكية مناخياً.
وتتعاون الوكالة الأمريكية مع القطاع الخاص في العراق، والمجتمعات المتضررة من تغير المناخ، لمعالجة قضايا تغير المناخ عن طريق سهولة الوصول إلى فرص الاستثمار وتمويل الشركات التي تقدم حلولًا مبتكرة للحفاظ على موارد المياه والطاقة.
واستثمرت الوكالة ما يزيد على 150 مليون دولار، منذ عام 2015 وحتى الآن، للعمل على توفير المياه في العراق وتحسين إدارتها، وزيادة وصولها لأكثر من 12 مليون عراقي.
ودعمت الوكالة، الشركات العراقية المتوسطة والصغيرة التي تعمل في مجالات المياه والطاقة والزراعة لتطوير المشاريع التي تزيد من إنتاج الغذاء بشكل مستدام.
وتلقى رواد الأعمال حوالي 500 ألف دولار أمريكي على هيئة استثمارات مبتكرة صديقة للمناخ في قطاع الزراعة، ووفرت المشاريع المبتكرة أكثر من 4 ملايين لتر من المياه، وأكثر من 700 ميغاوات ساعة من الكهرباء، وأكثر من 9000 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
ودعم مشروع الحوكمة ومساءلة الأداء التابع للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وزارة البيئة العراقية لتنفيذ نماذج تقديم الخدمات الصديقة للمناخ في مجالات إدارة الكهرباء والمياه والنفايات الصلبة، وتعزيز الحوكمة الرشيدة للمناخ.
ويهدف التعاون الأمريكي العراقي لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتعزيز أهداف المرونة المناخية، وزيادة استخدام الطاقة المتجددة.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور جاسم الفلاحي، الوكيل الفني لوزارة البيئة العراقية، أن الحكومة العراقية باتت تهتم اهتماماً غير مسبوق بالمجال البيئي، حيث ركزت بشكل أساسي على مجموعة من الموضوعات، منها: التغير المناخي والتأثيرات الناتجة عنها، الطاقات المتجددة، التصحر، الجفاف.
وأشار الفلاحي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى أن الحكومة العراقية تتجه في الوقت الحالي لإنتاج الطاقة من محطات الطاقة الشمسية، واستكمال مسودة قانون للطاقة المتجددة، ويتخذ مجلس الوزراء العراقي إجراءات وقرارات لتشجيع التحول نحو الطاقات المتجددة.
وأضاف: "اتخذت العراق إجراءات كثيرة مؤخراً، لمواجهة التصحر والعواصف الغبارية وتدهور الأراضي، وهو ما تم الإعلان عنه في مؤتمر المناخ في البصرة، وأهم نتائج هذا المؤتمر مبادرة زراعة 5 ملايين شجرة".
وختم حديثه قائلاً إن الدولة تعمل على مواجهة التصحر وعمل مصدات الرياح، لتثبيت التربة ومنعها من التدهور من خلال إنشاء الغابات والأحزمة الخضراء للمساهمة في تحسين الهواء.
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMTM0IA==
جزيرة ام اند امز