قناديل البحر تداهم شواطئ المتوسط.. غزو غير مسبوق إثر تغيرات المناخ
إليكم الشواطئ الأكثر تضررًا بالقناديل هذا الصيف

تشهد السواحل المطلة على البحر الأبيض المتوسط هذا الصيف، غزوًا غير مسبوق لقناديل البحر منذ منتصف أغسطس/ آب، خاصة في شواطئ الريفييرا الفرنسية وكورسيكا، مسببة إزعاجًا كبيرًا للمصطافين ومخاوف لدى السلطات الصحية.
وبات بإمكان الرواد تتبع الشواطئ المهددة عبر خريطة تفاعلية أطلقها موقع ميدوسيو (Meduseo)، مما يتيح معرفة أماكن انتشار القناديل وتجنبها.
ولا تزال العديد من الشواطئ تعاني من وجود قناديل البحر خلال عطلة 15 أغسطس/ آب الطويلة. وقد سجل هذا الصيف كثافة غير اعتيادية لها على طول ساحل الكوت دازور.
قناديل صغيرة الحجم
ومنذ أواخر يوليو/ تموز، لوحظ تزايد ملحوظ في وصول نوع بلاجيا نوكتيلوتشا (Pelagia noctiluca)، وهو الأكثر شيوعًا في البحر المتوسط، إلى أجزاء واسعة من الساحل الممتد من إقليم فار حتى الألب-ماريتيم، إضافة إلى كورسيكا. ويمكن تمييزها بسهولة: فهي قناديل صغيرة الحجم ذات لون بنفسجي مع خيوط طويلة يصل طولها إلى عشرات السنتيمترات، وهي المسؤولة عن لسعاتها المؤلمة.
هذا النوع يعيش عادة في أعماق البحر، لكنه يُدفع نحو السواحل بفعل الرياح والتيارات البحرية، كما أن ارتفاع درجات الحرارة يسهم في انتشارها بشكل أكبر.
وتتشابه لسعتها مع صدمة كهربائية قصيرة، يتبعها غالبًا شعور بالحرقة والحكة. وفي حال حدوث لسعة على شاطئ مراقب، يُنصح بالتوجه مباشرة إلى مركز الإنقاذ للحصول على الإرشادات الطبية المناسبة.
نصائح للتعامل مع لسعة قنديل البحر
يجب شطف مكان اللسعة بمياه البحر فقط (وليس بمياه عذبة)، كما يمكن وضع القليل من الرمل أو الطحين أو حتى رغوة الحلاقة على مكان الإصابة، وباستخدام بطاقة صلبة (بطاقة مصرفية، بطاقة نقل أو بطاقة بريدية)، يمكن إزالة بقايا القنديل برفق من دون فرك الجلد، وأخيرًا، يعاد شطف المكان مجددًا بمياه البحر.
- رئيس مركز تغير المناخ المصري يكشف أسباب موجة الحر وتأثيرها على الزراعة (حوار)
- رسائل رئيس COP30.. العالم يواجه أزمة المناخ من قلب الأمازون
وبهذا الشكل، أصبحت مواجهة قناديل البحر جزءًا من "طقوس الصيف" على شواطئ المتوسط، لكن الوعي بالاحتياطات اللازمة قد يخفف من خطورة الموقف ويجعل الاستمتاع بالبحر أكثر أمانًا.
الشواطئ المليئة بالقناديل
ويتيح موقع ميدوسيو (Meduseo) الإلكتروني أداة تفاعلية يمكن من خلالها تحديد الشواطئ التي تم رصد قناديل البحر فيها يوميًا، كما يتيح للمصطافين الإبلاغ عن مواقع مشاهدتها.
والخريطة التفاعلية توضح بجلاء مدى انتشار قناديل البحر في البحر المتوسط والسواحل الأوروبية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. اللون الأحمر الذي يهيمن على أجزاء واسعة من السواحل الإسبانية، الفرنسية (خصوصًا الكوت دازور)، والإيطالية، يعكس كثافة مرتفعة جدًا للقناديل في هذه المناطق، مما يجعلها الأكثر عرضة للمخاطر على المصطافين. أما اللون البرتقالي، المنتشر في أجزاء أخرى من السواحل المتوسطية وحتى بعض شواطئ شمال أوروبا، فيدل على وجود متوسط "لبعض القناديل" لكنه يبقى كافيًا لإثارة الانتباه والتحذير.
في المقابل، تكشف الخريطة أن اللون الأخضر (غياب تام للقناديل) لا يكاد يظهر إلا في نقاط محدودة، بينما يشير اللون الأصفر إلى وجود "قليل جدًا" منها في بعض السواحل الإيطالية والبلقانية، وهو ما قد يطمئن المصطافين هناك. أما اللون الأزرق (مجهول) فيظهر في مناطق لم تُسجل بيانات كافية عنها. هذه الدلالات مجتمعة تعكس أن ظاهرة غزو القناديل باتت واسعة النطاق ومتفاوتة الشدة، إذ تضرب بقوة مناطق سياحية رئيسية في غرب المتوسط، بينما تتراجع قليلًا في شرق المتوسط حيث بقيت مستوياتها أقل وضوحًا.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز