كيف غير المناخ قائمة هدايا التزاوج عند العنكبوت؟

اكتشف العلماء أن الضغوط البيئية، مثل الاختلافات الكبيرة في هطول الأمطار والفيضانات، تميل إلى تغيير طقوس التزاوج للعناكب.

اكتشف العلماء في أمريكا الجنوبية وأستراليا خلال دراسة نشرت 17 أغسطس / آب بدورية "بي إم سي بيولوجي"، أن الضغوط البيئية، مثل الاختلافات الكبيرة في هطول الأمطار والفيضانات في الأنهار، تميل إلى تغيير طقوس التزاوج لعناكب "باراترشيليا أورناتا".

• التكيف المناخي.. خذوا الدرس من هذه الطيور (مقابلة)

وعناكب "باراترشيليا أورناتا"، توصف بأنها "عناكب شبه مائية"، وهي بحجم غطاء زجاجة تقريبا، وتوجد في الموائل النهرية بأوروغواي ودول أمريكا الجنوبية المحيطة.

وتجذب ذكور هذه العناكب الإناث بطرود الطعام المغلفة بالحرير، غير أنه خلال أوقات العجاف المعتدلة إلى القاسية، غالبا ما يقدم ذكور العنكبوت للإناث هدايا خادعة أو لا قيمة لها، بدلا من هدية غذائية.

وتقول عالمة الأحياء التطورية الدكتورة ماريا ألبو، من جامعة "لا ريبوبليكا" في أوروغواي:"وجدت دراستنا أن هذا السلوك ربما يتوافق مع فترات زمنية يصعب فيها العثور على الطعام ، لذا قد يغش بعض الذكور من خلال تقديم هدايا مزيفة".

وتضيف "في حين أن الذكور من بعض مجموعات العنكبوت يقدمون فريسة للإناث كوسيلة لإقناعهم بالتزاوج، فقد تكون هناك فترات أقل وفرة عندما يكون الذكور أكثر خداعا في هداياهم الزوجية".

وعندما تكون الظروف البيئية المحلية قاسية، تصبح هذه الطرود المزيفة أكثر شيوعا وليس الاستثناء ويصبح كل من الذكور والإناث أصغر حجما ويحتاجون إلى طعام أقل، كما يقول الباحثون، محذرين من التأثيرات طويلة المدى لتغير المناخ على العنكبوت والحشرات والكائنات الأخرى.

ويقول الدكتور برونو بوزاتو، وهو مؤلف مشارك في الدراسة في علم الأحياء في جامعة فلندرز، إن العناكب التي تقدم الهدايا تظهر سلوكيات متناقضة مع الأنواع الأخرى حيث تقدم هذه العناكب للإناث فريسة تم أسرها، كوسيلة لإقناعها بالتزاوج".

وفي أوقات الوفرة، عادة ما ترفض الإناث الذكور الذين يقدمون هدايا مزيفة، لكن قد يضطرون في النهاية إلى قبول الهدايا التي لا تحتوي على طعام بالداخل عندما يضطر معظم الذكور إلى الغش، كما يوضح بوزاتو.

وخلصت الدراسة أن سلوك الهدايا عديمة القيمة يتم تعزيزها من خلال الظروف البيئية شديدة الإجهاد مثل قلة هطول الأمطار والتغير المناخي الذي يمكن أن يؤثر على موائلها على ضفاف النهر والمجاري المائية في أمريكا الجنوبية، وهذا بدوره ينطوي على نقص واسع النطاق في الفرائس، وخصوبة الإناث، وانخفاض عام في حجم العنكبوت البالغ.