قنافذ البحر.. قصة الموت الغامض (مقابلة)
![الفريق البحثي أثناء التجارب المعملية](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2023/8/08/143-135713-climate-change-sea-urchins_700x400.jpg)
عندما تقود سيارتك خلال عاصفة ممطرة، وكانت إطارات سيارتك تفتقر إلى المكابح فسوف تنزلق مركبتك، هكذا التحديات التي تواجهها القنافذ.
فعندما تهطل الأمطار الغزيرة على النظم البيئية القريبة من الشاطئ والمياه الضحلة، تواجه قنافذ البحر تحديا مشابها، حيث يمكن أن يؤدي هطول الأمطار الغزيرة إلى تغيير تركيز الملح في مياه المحيط، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الملوحة، والتغيير الطفيف في الملوحة يمكن أن يؤثر على قدرة قنافذ البحر على ربط أقدامها الأنبوبية بشكل آمن بمحيطها، مثل الإطارات التي تمسك بالطريق، وتصبح هذه مسألة حياة أو موت للمخلوقات الشوكية الصغيرة، لأنها تعتمد على هياكلها اللاصقة للتحرك في المنطقة الصخرية التي ضربها الأمواج بالقرب من شاطئ البحر.
وبسبب تغيرات المناخ، أصبحت قنافذ البحر تواجه خطر الموت الغامض، وهو ما دعا فريق بحثي من جامعة سيراكيوز الأمريكية إلى استكشاف كيفية تأثر القدرات اللاصقة لقنفذ البحر بمستويات مختلفة من ملوحة المياه، ونُشر العمل في مجلة علم الأحياء التجريبية، لكنه آثار العديد من التساؤلات حول أهمية قنافذ البحر التي دعت الفريق البحثي لإجراء تلك الدراسة، وما الذي يمكن عمله لإنفاذها.
وخلال مقابلة خاصة عرضت العين الإخبارية هذه الأسئلة وغيرها على أوستن غارنر ،أستاذ الأحياء بجامعة سيراكيوز الأمريكية، والباحث الرئيسي بالدراسة.
لماذا الاهتمام تحديدا بقنافذ البحر؟
بقاء قنافذ البحر، يعتبر أمرا حيويا للحفاظ على التوازن داخل النظم البيئية البحرية، فقنافذ البحر مسؤولة عن رعي حوالي 45٪ من الطحالب على الشعاب المرجانية، وبدون قنافذ البحر ، يمكن أن تتضخم الشعاب المرجانية بالطحالب الكبيرة، والتي يمكن أن تحد من نمو الشعاب المرجانية، ومع أهمية الشعاب المرجانية لحماية السواحل والحفاظ على التنوع البيولوجي ، من الأهمية بمكان حماية قنفذ البحر.
وما الذي يهدد تلك القنافذ؟
نظرا لأن تغير المناخ العالمي يتسبب في تقلبات الطقس التي تتراوح من موجات الحرارة والجفاف إلى الأمطار الغزيرة والفيضانات ، فإن الكميات الكبيرة من المياه العذبة التي تتدفق على النظم البيئية القريبة من الشاطئ تعمل على تغيير الموائل، ودرسنا تأثيرات انخفاض الملوحة وكيف تغير قدرة قنافذ البحر على السيطرة والتحرك داخل موطنها.
وماذا وجدتم؟
وجدنا أنه في حين أن العديد من الحيوانات البحرية يمكنها تنظيم كمية الماء والأملاح في أجسامها ، فإن قنافذ البحر ليست فعالة في هذا الأمر، ونتيجة لذلك ، تميل إلى أن تكون مقيدة بمدى ضيق من مستويات الملوحة، ويمكن أن يتسبب هطول الأمطار الغزيرة في إلقاء كميات هائلة من المياه العذبة في المحيط على طول الخط الساحلي، مما يؤدي إلى انخفاض سريع في تركيز الملح في مياه البحر.
وكيف تأكدتم من تأثير انخفاض تركيز الملح على أداء القنافذ؟
قمنا بتقسيم مجموعة من قنافذ البحر معمليا إلى 10 مجموعات في مستويات ملوحة مختلفة داخل خزانات، وترواحت من المحتوى العادي إلى محتوى الملح المنخفض جدا، واخبرنا مع كل مجموعة مقاييس مختلفة، بما في ذلك الاستجابة الصحيحة (قدرة قنافذ البحر على قلب نفسها) ، والحركة (السرعة من نقطة إلى أخرى) والالتصاق (القوة التي تنفصل بها أقدامها الأنبوبية عن السطح)، ووجدنا أن استجابة قنفذ البحر وحركته وقدرته على الالتصاق كلها تأثرت سلبا بظروف الملوحة المنخفضة.
وما خطورة ذلك؟
"عندما نرى هذا الانخفاض في الأداء في ظل الملوحة المنخفضة جدا، فقد نبدأ في رؤية تحولات في الأماكن التي قد تعيش فيها قنافذ البحر نتيجة عدم قدرتها على البقاء عالقة في مناطق معينة تعاني من انخفاض الملوحة، ويمكن أن يغير ذلك مقدار رعي قنفذ البحر الذي يحدث ويمكن أن يكون له تأثيرات عميقة على النظام البيئي.