كيف يؤثر تغير المناخ على صناعة المأكولات البحرية؟ (حوار)
كشفت دراسة لجامعة تشارلز داروين الأسترالية عن الدور الذي يمكن أن يلعبه تغير المناخ في تهديد صناعة المأكولات البحرية.
وذلك بسبب ارتباطه بزيادة انتشار بكتيريا الضمة، التي يمكن أن تنال بعض سلالاتها المسببة للأمراض من الأحياء التي تعيش في الموائل المائية.
وعلى الصعيد العالمي، هناك زيادة في الأمراض مثل التهاب المعدة والأمعاء المرتبطة ببكتيريا الضمة، حيث تُعزى هذه الزيادة إلى تغير المناخ، حيث يمكن للبكتيريا استعمار مناطق جديدة في التيارات الدافئة، لتتسلل إلى الأحياء المائية، بما يجعل من استهلاكها عند استخدامها في صناعة المأكولات البحرية، خطرا على صحة الإنسان.
وخلال دراسة جديدة عرضت في مؤتمر "تربية الأحياء المائية الدولي" الذي عقد مؤخرا في داروين بأستراليا، نبه الفريق البحثي من جامعة "تشارلز داروين" لتلك المشكلة، والتي تتحدث عن تفاصيلها الدكتورة آنا بادوفان من معهد أبحاث البيئة وسبل العيش في الجامعة، والباحثة الرئيسية بالدراسة، في حوار خاص مع "العين الإخبارية".. فإلى نصه:
بداية ما هو الدافع وراء هذا البحث؟
هذا البحث له أهمية كبيرة نظرا للاهتمام المتزايد بتطوير صناعة المحار الصخري الاستوائي في شمال أستراليا، وبالتالي، نحن بحاجة ماسة إلى معرفة المزيد عن هذه البكتيريا ومعدلات نموها وكيف يمكن للسلالات المسببة للأمراض أن تهيمن فجأة على مياه البحر والمحار لتؤثر سلبا على سلامة الغذاء وصحة الإنسان.
وماذا وجدتم؟
اكتشفنا أكثر من 40 نوعا من بكتيريا الضمة في المياه الشمالية الدافئة، وحددنا الأنواع القليلة جدا منها التي لديها القدرة على تهديد صحة الحيوان أو الإنسان، وكان اللافت هو تأثير تغير المناخ على انتشارها، حيث تجد الفرصة المناسبة للنمو في بيئة المياه الدافئة.
وهذه الاكتشافات هي نتاج 10 سنوات من العمل، قمنا خلالها بقياس مستويات الضمة في مياه البحر وداخل الرخويات، بما في ذلك المحار، ووجدنا أن السلالات المسببة للأمراض تحدث في أقل من ثلاثة بالمائة من العينات، وحددنا تنوعا واسعا من أنواع الضمة، ووجدنا أن درجة الحرارة والملوحة والعناصر الغذائية تؤثر على وفرة الضمة.
ولماذا تكون بعض السلالات من البكتيريا مسببة للأمراض، وأخرى ليست مسببة لها؟
هذا ما سنعمل عليه أيضا، فنحن بحاجة ماسة إلى القيام بمزيد من العمل على السلالات المسببة للأمراض لمعرفة الجينات التي تمكنها من التسبب في المرض، ونحن نعرف بالفعل بعض الجينات، لكنها ليست موجودة دائما في العينات التي يتم عزلها من البشر المصابين، لذلك من الواضح أن هناك المزيد من الجينات التي يمكن العثور عليها.
وكيف سيفيد العثور على تلك الجينات؟
يمكن حينها استخدام هذه الجينات لتطوير اختبار متنقل لتوفير إنذار مبكر عن وجود سلالات ممرضة، وهذا من شأنه أن يوفر مزيدا من الطمأنينة لمنتجي المحار على وجه الخصوص، كما سيكون ذلك مفتاحا لفهم متى وكيف تسبب السلالات المسببة للمرض مشاكل عند البشر، وبمجرد أن نفهم هذا الأمر بشكل أكبر، سنكون قادرين على تقديم مساهمات أكثر أهمية لضمان الجودة لصناعة المحار الصخري الاستوائي في شمال أستراليا.
aXA6IDMuMTIuMzQuMTkyIA==
جزيرة ام اند امز