4 ظواهر "عنيفة".. تغير المناخ يعصف بشواطئ الولايات المتحدة

توقعت دراسة صدرت في عام 2020، أن نصف شواطئ العالم قد تختفي في الـ75 عامًا القادمة بسبب تغير المناخ.

كما وجدت دراسة أجريت عام 2023، أن 70 ٪ من شواطئ كاليفورنيا يمكن أن تتعرض للتهديد.

الاحترار وتآكل الشواطئ

بينما يتدفق الأمريكيون على الشاطئ هذا الصيف، غالبًا ما يتم استقبالهم بأخبار مقلقة؛ قد تكون وجهتهم الأسماك الميتة أو الأعشاب البحرية المتعفنة - وغالبًا ما يكمن الخطر من تيارات الأمواج الخطرة أو حتى هجمات أسماك القرش.

هذا، ومن المحتمل أن يكون هذا العام نذيرًا لأحداث أكثر تطرف تدمر شاطئ البحر. وفي ضوء ذلك، فقد أعلنت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، أن درجات حرارة المحيطات العالمية سجلت رقما قياسيًّا في مايو/أيار من العام الجاري، وهو الشهر الثاني على التوالي؛ حيث حطمت درجات حرارة المحيط رقمًا قياسيًّا.

تجدر الإشارة إلى أنه، قد يظهر التأثير الأكثر وضوحًا من الاحترار العالمي، في ارتفاع مستوى سطح البحر الذي سيؤدي على مدى سنوات إلى تآكل الشواطئ، وتهديد المنازل الساحلية والمستنقعات الممتدة على الساحل.

من هذا المنطلق، يعتقد الخبراء إنه في عالم يزداد احترارًا، من المقرر أن تزداد هذه المشكلات سوءًا.

ومن جانبه أشار "تود كروول"، مدير معهد البيئة في جامعة فلوريدا الدولية: 'المناخ يتغير ويتغير بشكل جذري'. ولا ينبغي أن يُعزى أي يوم شاطئي مدمر بشكل مباشر إلى ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية؛ لكن الارتفاع في درجات حرارة الغلاف الجوي والمحيطات يغير بسرعة امتداد الخط الساحلي حيث تلتقي اليابسة والماء.

• تآكل الشاطئ.. خطر كارثي يواجه ساحل غزة

فيما يلي بعض تداعيات ارتفاع درجة حرارة المحيطات على الشواطئ في الولايات المتحدة:

1- سمك ميت ذو رائحة كريهة

جرفت المياه آلاف الأسماك الميتة على الشواطئ على طول ساحل خليج تكساس؛ حيث حذر المسؤولون الجمهور من الابتعاد عن المياه بسبب ارتفاع مستويات البكتيريا والزعانف الحادة على الأسماك المتعفنة، كما حدث الشيء نفسه في لويزيانا في يونيو/حزيران الماضي عندما تسبب ارتفاع درجات الحرارة والعواصف في 'سلسلة من نفوق الأسماك'، وفقًا لوزارة الحياة البرية والثروة السمكية بالولاية. هذا، وقد شهدت فلوريدا حدثًا كبيرًا في عام 2020 قتل عشرات الآلاف من الأسماك في خليج بيسكين.

وفي ضوء ذلك، يُرجع "كروول" السبب وراء موت الأسماك، إلى انخفاض معدلات الأكسجين إلى الصفر؛ حيث يحتوي الماء الدافئ على كمية أقل من الأكسجين. كما أشار مسؤولون في كوينتانا بيتش كاونتي بارك، إلى أنه عندما ترتفع درجات حرارة المياه عن 70 درجة، أصبح من الصعب على أسماك تكساس، ومعظمها من أسماك الطحالب، الحصول على ما يكفي من الأكسجين للبقاء على قيد الحياة، مما أدى إلى موت ونفوق الأسماك.

من ناحية، يرى الخبراء أنه يمكن أن يؤدي هذا الموت إلى تجديد أنظمة المياه بمجرد عودة درجات الحرارة إلى طبيعتها، مما يضيف العناصر الغذائية إلى الماء والقاع.

2- المزيد من الأعشاب البحرية (الطحالب) ذات الرائحة الكريهة

تنمو كتل الأعشاب البحرية بشكل أكبر عندما تحتوي على المزيد من العناصر الغذائية، عبر الغبار المتطاير على البحر من الصحراء الكبرى في أفريقيا، والمُحمل بالحديد والفوسفور المخصب، مما يسمح للطحالب بالنمو.

وفي ضوء ذلك، نمت الطحالب، وهي نوع طبيعي من الطحالب الكبيرة، بمعدل ينذر بالخطر هذا الشتاء؛ حيث يمتد حزام عبر المحيط الأطلسي من أفريقيا إلى فلوريدا وشبه جزيرة يوكاتان ويبلغ عرضه 200 إلى 300 ميل.

يتعامل رواد الشواطئ في فلوريدا مع كتل ثقيلة من الأعشاب البحرية البنية المتعفنة؛ حيث تنجرف رقعة هائلة من السرجسوم Sargassum غربًا وتتراكم على الشواطئ الرملية البيضاء. وفي هذا الصدّد، وصف "كيفين بوزويل"، مدير برنامج الأحياء البحرية بجامعة فلوريدا الدولية، السباحة بين الأعشاب البنية "السرجسوم"، بأنها مثل السباحة بين الشجيرات؛ حيث لها حكة، فضلًا عن أنه من الممكن، أن يؤدي استنشاق كبريتيد الهيدروجين إلى صعوبة التنفس، خاصة لمرضى الربو.

3- تيارات الأمواج الخطرة

كل عام يموت أكثر من 100 أمريكي في تيارات التمزق، ومع تغير المناخ وزيادة درجة الحرارة العالمية، فإن هناك المزيد من الطاقة في البيئة، لأن الحرارة = الطاقة. وبالتالي، فمع زيادة درجات حرارة الأرض، تزيد من الرياح، مما يزيد بدوره من الأمواج؛ حيث إن واحدة من الطرق التي يمكن أن تخرج بها تلك الطاقة، تكمن في زيادة تكوين الموجة. وفي هذا الصدّد، أشار "بوستاني"، إلى أن الأمواج هي مجرد شكل آخر من أشكال الطاقة، فهي طاقة حركية.

•  هل تتأثر أسماك القرش بالتغير المناخي؟ خبير بيئي يجيب

4- هجمات أسماك القرش

تؤثر المياه الأكثر دفئًا على سلوك أسماك القرش، مما يجعلها تهاجر إلى مناطق لم يسبق لها مثيلا من قبل. ونظرًا لأن العديد من أسماك القرش هي حيوانات مفترسة، فإن هذه التغييرات في تحركاتها يمكن أن يكون لها تأثيرات هائلة على النظم البيئية للمحيطات.

كما تجدر الإشارة إلى أن أسماك القرش تظهر أكثر في المناطق التي يسكنها البشر، كما أنها تتحرك مع درجات حرارة المحيط.

مسارات التحرك

يجب على الولايات المتحدة تكثيف الجهود للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على مدى العقود الثلاثة المقبلة؛ حيث يؤدي تغير المناخ إلى تفاقم الكوارث ويهدد الشواطئ، والحياة البحرية والصحة العامة في جميع أنحاء البلاد.