هل تتأثر أسماك القرش بالتغير المناخي؟ خبير بيئي يجيب
تلعب أسماك القرش دورًا محوريًا في دعم النظام البيئي، لكن على الرغم من ذلك، تتأثر بشكل ما بما يحصل من تغيرات في البيئة من حولها،
ولكنها مرنة وتحاول التكيّف مع هذه التغيرات، لكن إلى أي مدى قد يمتد تأثرها. هذا دفعنا للتواصل مع الدكتور طارق تمراز، أستاذ البيئة البحرية في جامعة قناة السويس. إليكم نص الحوار.
كيف تؤثر التغيرات المناخية على حياة أسماك القرش؟
حسنًا، التغيرات المناخية تؤثر على البحر بعدة طرق، أبرزها رفع درجات حرارة المياه، وهذا يؤثر على الملوحة ولو نسبيًا. من ناحية أخرى، تتغير الخصائص الكيميائية للمياه، نتيجة ذوبان غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يزيد من درجة حموضة المياه. هذا بدوره يؤثر على الكائنات البحرية وأنماط تكاثرها وأوقات فقس البيض.
هل يمكن للتغير المناخي أن يؤثر على أنماط هجرة القرش؟
أسماك القرش من الأسماك التي تتحرك لمسافات بعيدة في أثناء نشاطها اليومي، في نطاق يصل إلى 70 كيلومترًا، ومع قلة الغذاء، يضطر القرش للسباحة إلى مسافات أبعد بسرعة أعلى، ما يزيد من قوته وكفاءته في أثناء السباحة، لكن هذا يجعله يستكشف مناطق جديدة. وقد تضطر للهجرة من مكان إلى آخر، وهذا أمر طبيعي؛ لأن الكائن يبحث عن البيئة الصالحة الغنية بالغذاء، ودرجات الحرارة فيها مناسبة وكذلك الخصائص الكيميائية للمياه؛ حتى يستقر فيها. ويُعرف هذا السلوك عالميًا بـ«الهجرة للشمال».
هل تؤثر التغيرات المناخية على تفاعل أسماك القرش مع أقرانها؟
في ظل هذه التغيرات الطارئة على البيئة المحيطة، وقلة الموارد الغذائية المتاحة، يحصل تنافس بين أسماك القرش؛ خاصة إذا كانت من نفس الفصيلة، وهذا نعرفه في المجتمع العلمي على أنه تنافس على نفس مصدر الغذاء ونفس المكان. ما قد يؤثر على سلوكها مع بعضها البعض. يمكنني القول إنها تكون أكثر عدوانية في البحث عن فرائسها.
ما تعليقك على هجوم القرش على الإنسان، هل للتغيرات المناخية يد ما في الأمر؟
تحصل تغيرات في سلوك القرش، لكنه لا يبرر هجومه على الإنسان، خاصة وأنّ الإنسان ليس في قائمة الطعام المفضلة لدى القرش. وبالنسبة لحوادث هجوم القرش على الإنسان؛ فلا بد من دراسة خصائص المكان والقرش نفسه، وأيضًا سلوك الإنسان الذي تعرض لهجوم والمراكب المحيطة.
من الطبيعي أننا عندما نكون في الغابة أن نصادف أسدًا، ومن الطبيعي في البحر أن نصادف قرشًا؛ إنما أن نتعرض للهجوم من القرش بطريقة شرسة، لا بد من البحث عن الأسباب سواء البيئية الخاصة بالمكان نفسه والتنوع الغذائي به، وسلوك السائحين أو هل هناك إطعام للقروش أو غوص للتصوير مع القروش أو أي من الممارسات الخاطئة، ثم دراسة القرش نفسه ومحتويات المعدة؛ لمعرفه هل هناك متبقيات غذاء بها؟ هل هناك أي إصابات أو أسباب أدت إلي هذه الطريقة الهجومية؟ لأن القرش يتناول غذاءه من الأسماك وليس من الإنسان؛ فلم نكن علي قائمه طعام القروش ولا حتي في أي مكان مثل جنوب أفريقيا أو أمريكا.
إنّ عدد مرات هجوم أسماك القرش في سنة 2020 في العالم وصل إلى 57 حالة هجوم بدون أسباب أدت إلى 10 وفيات: 6 في أستراليا، 3 في أمريكا وواحدة في الكاريبي. طبقًا لإحصائيات جامعة فلوريدا، ملف هجمات أسماك القرش العالمي، لذلك يجب دراسة الأسباب ومقارنتها مع مثيلاتها عالميًا؛ للوقوف على المسببات الحقيقية؛ حتى لا نترك المجال للشائعات أو لأصحاب الأغراض المختلفة.
aXA6IDM0LjIwNC4xNzYuNzEg
جزيرة ام اند امز