ببساطة.. ما هو علم المناخ؟
في الآونة الأخيرة، ركز علماء المناخ في أبحاثهم بشكل متزايد على التغيرات في مناخ الأرض التي حدثت منذ العصر الصناعي.
لقد أصبحت الأرض أكثر دفئًا مع توسع الصناعة البشرية وإطلاق المزيد من الكربون في الغلاف الجوي. وهذا التأثير، الذي يسمى الاحتباس الحراري، هو موضوع دراسة مهم بشكل خاص لعلماء المناخ. ومن خلال دراسة ظواهر علم المناخ، يستطيع علماء المناخ أن يفهموا ويتنبأوا بشكل أفضل بالتأثير طويل المدى لتغير المناخ الذي يسببه الإنسان.
ما هو مفهوم علم المناخ؟
علم المناخ هو علم دراسة الغلاف الجوي وأنماط الطقس على مر الزمن. يركز هذا المجال من العلوم على تسجيل وتحليل أنماط الطقس في جميع أنحاء العالم وفهم الظروف الجوية المسببة لها.
يمكن إرجاع الدراسات الأولى للمناخ إلى اليونان القديمة، لكن علم المناخ كما هو معروف الآن لم يظهر إلا مع ظهور العصر الصناعي في القرن التاسع عشر.
يسعى علماء المناخ إلى فهم ثلاثة جوانب رئيسية للمناخ:
- الجانب الأول: هو أنماط الطقس التي تحكم الظروف الطبيعية في مناطق مختلفة في جميع أنحاء العالم.
- ثانيًا: يحاول علماء المناخ فهم العلاقة بين الجوانب المختلفة للطقس مثل درجة الحرارة وأشعة الشمس.
- الجانب الثالث للمناخ الذي يدرسه علماء المناخ: هو الطريقة التي يتغير بها الطقس بمرور الوقت.
أظهرت نتائج هذا النوع من الأبحاث أن الأنشطة البشرية تؤثر على المناخ العام للأرض، كما هو الحال مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية. ونتيجة لذلك، يدرس علماء المناخ أيضًا الأسباب البشرية لتغير المناخ؛ إذ إنهم مهتمون بشكل خاص بالأنشطة التي تطلق غازات الدفيئة وارتباطها بالاحتباس الحراري.
بالإضافة إلى ذلك، ينظر علماء المناخ إلى التغيرات الطبيعية في الهواء والتيارات المحيطية مثل ظاهرة النينيو والنينيا، وهي مراحل في دورة متقلبة من درجة حرارة الهواء والمحيط فوق المحيط الهادئ.
يؤثر التذبذب بين مرحلتي النينيو الدافئة ومراحل النينيا الباردة على المناخات في جميع أنحاء العالم؛ إذ تؤدي أنماط تيارات المحيط هذه إلى تغيرات في الفرق الطبيعي بين درجات حرارة الغلاف الجوي ودرجات حرارة المحيط. ويأخذ العلماء في الاعتبار أيضًا تأثيرات النشاط الشمسي والتغيرات في الطاقة الشمسية على المناخ مع مرور الوقت.
يمكن أن تُسهم بعض الأحداث الطبيعية في ظاهرة الاحتباس الحراري، مثل الانفجارات البركانية، التي تطلق كميات كبيرة من الرماد والمواد الأخرى في الغلاف الجوي. على الرغم من أن هذه الأحداث تحمي الأرض من الإشعاع الشمسي من خلال إطلاق كميات كبيرة من غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، إلا أن غازات الدفيئة نفسها تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري. ومع ذلك، فإن الكثير من تغير المناخ الذي يدرسه علماء المناخ يرتبط بالنشاط البشري، خاصة استخدام البشر للوقود الأحفوري، الذي يعد المساهم الرئيس في غازات الدفيئة في الغلاف الجوي اليوم.
ما الفرق بين علم المناخ وعلم الأرصاد الجوية؟
في بعض الأحيان يتم الخلط بين علم المناخ وبين علم الأرصاد الجوية، والذي يعرف على أنه علم دراسة الطقس والتنبؤ بالطقس، إلا إن علم المناخ يركز بشكل أساسي على القوى الطبيعية والاصطناعية التي تؤثر على أنماط الطقس على المدى الطويل. ويطلق على العلماء المتخصصين في هذا المجال علماء المناخ، بينما يستخدم علماء الأرصاد الجوية المبادئ العلمية لفهم أو شرح أو مراقبة أو التنبؤ بظواهر الغلاف الجوي للأرض و/أو كيفية تأثير الغلاف الجوي على الأرض والحياة على الكوكب.
يدرس عالم المناخ الظروف الجوية المتوسطة على مدى فترة طويلة من الزمن، في حين يركز عالم الأرصاد الجوية على الأحداث الجوية قصيرة المدى التي تستمر لمدة تصل إلى بضعة أسابيع، هذا ويدرس علماء المناخ طبيعة المناخات محليا وعالميا والعوامل الطبيعية والبشرية التي تسبب تغير المناخ.
هل علم المناخ الحيوي فرع من علم المناخ؟
يُعد علم المناخ الحيوي Bioclimatology فرعا من علوم المناخ؛ إذ إنه يتعامل مع تأثيرات البيئة المادية على الكائنات الحية على مدى فترة طويلة من الزمن. ورغم أن "العالم أبقراط" تطرق إلى هذه الأمور قبل 2000 عام في أطروحته عن الهواء والمياه والأماكن، فإن علم المناخ الحيوي ما زال حديثا نسبيا. وقد تطور ليصبح مجالًا مهمًا للدراسة خلال الستينيات ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى القلق المتزايد بشأن تدهور البيئة.