معجم المناخ.. ما الفرق بين "التخفيف" و"التكيف"؟
ما الفرق "التخفيف" و "التكيف"؟ وما هو دورهما في أزمة تغير المناخ؟، وأسئلة كثيرة تتعلق بالعمل مع ملفات المناخ.
يتعلّق العمل المُناخي في العالم بمحورين أساسيين، يُطلق عليهما "التخفيف" و"التكيف"، ويعد هذان المصطلحان هما الأساس لكل المحادثات والمفاوضات المناخية .
"العين الإخبارية" تشرح ضمن سلسلة "معجم المناخ"، ما هو "التخفيف" وما هو "التكيف"، وما هو الفرق بينهما؟
تعرّف وكالة البيئة الأوروبية "التخفيف" بأنّه تدابير تهدف إلى الحد من تغير المناخ عن طريق منع أو خفض انبعاثات الغازات الدفيئة.
على سبيل المثال، هناك العديد من الإجراءات والمشروعات التي يمكن أن يتم تصنيفها ضمن فئة "التخفيف"، مثل مشروعات الطاقة المتجددة التي تهدف إلى الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة مثل طاقة الشمس والرياح، وبالتالي يتم تقليل الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة التي ينتج عنها انبعاثات كربونية كثيفة، أو مشروعات التشجيرالتي تساعد على امتصاص الكربون، وبالتالي كل هذه الإجراءات تساعد على تقليل إصدار الانبعاثات الكربونية من "المنبع".
أمّا "التكيف"، وفقاً لتعريف الأمم المتحدة، يعني التأقلم مع عواقب الظواهر المناخية والعمل على حماية الناس والمجتمعات من آثارها، وهذه العواقب من ضمنها الحرائق أو الفيضانات، أو الجفاف، أو ارتفاع الحرارة أو البرودة أكثر من المعتاد، أو ارتفاع مستوى سطح البحر.
وهناك الكثير من الإجراءات التي يمكن أن نعتبرها "إجراءات للتكيف" مثل أنظمة الإنذار المبكّر التي تساعد الناس على التنبؤ بالكوارث المناخية و الاستعداد مسبقاً لها، أو مشروعات الزراعة الذكية مناخياً التي تعمل على إيجاد بذور مقاومة للجفاف أو قادرة على تحمل الحرارة الزائدة لتقليل تضرر الزراعة بالتغيرات المناخية، أو إقامة الحواجز على سواحل البحار لحماية المدن الساحلية من الفيضانات المدمرة، وهكذا.
ويمكن القول بأن "التخفيف" و "التكيف" طريقتان مختلفتان ولكنهما متكاملتان للتعامل مع أزمة تغير المناخ والتقليل من الأخطار المرتبطة بها.
كيف يمكن تحقيق التخفيف والتكيف؟
عادة يرتبط الحديث عن تحقيق التخفيف والتكيف بالتمويل المناخي الذي يساعد البلدان على اتخاذ الإجراءات المرتبطة بهما، وحتى الآن، لم يحقق العالم التوازن بين الكفتين.
ورصدت العديد من التقارير الأخيرة أنه لا تزال هناك فجوة كبيرة بين التمويل المخصص للتخفيف على حساب المخصّص للتكيف، والذي يمثل حتى الآن نسبة صغيرة فقط من تمويل المناخ بشكل عام، بحوالي 20 في المائة، وفي المقابل، تزيد تكاليف التكيف المقدرة في البلدان النامية بمقدار خمسة إلى عشرة أضعاف عن التدفقات الحالية لتمويل التكيف وفقاً لتقرير "فجوة التكيف" الصادر عن الأمم المتحدة العام الماضي، والذي قدر أيضاً تكاليف التكيف السنوية في البلدان النامية بما يتراوح بين 160 مليار دولار أمريكي و 340 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، وما يتراوح بين 315و 565 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2050
ورصد التقرير وجود زيادة قدرها 5% في تمويل التكيف مقارنة بالعام الذي يسبقه، ومع ذلك، أكّد أنها زيادة غير كافية، وأن هناك حاجة ماسة إلى إرادة سياسية، واستثمارات طويلة الأجل في مجال التكيف
في السياق ذاته، رصد تقرير لـ مبادرة سياسة المناخ ن وهي منظمة دولية تتبع التمويل المناخي، أنه منذ عام 2011 وحتى 2020، قدّم العالم نحو 571 مليار دولار أمريكي كتمويل مناخي لصالح التخفيف، في مقابل 46 مليارا فقط لصالح التكيف.
ووجد تقرير آخر أصدرته المبادرة العام الماضي ، أن إجمالي التدفقات السنوية لتمويل المناخ في إفريقيا لعام 2020، لم تتجاوز 30 مليار دولار أمريكي، أي 11٪ فقط من احتياجاتها، من أصل 277 مليار دولار أمريكي مطلوبة سنويًا لتحقيق أهداف القارة المناخية بحلول عام 2030.
وطالب التقرير بزيادة تمويل إجراءات التكيف في إفريقيا بمقدار 6 أضعاف التمويل الحالي، والتخفيف بمقدار 13 مرة.