قبل COP28.. دعوة "مهمة" من الوكالة الدولية للطاقة للحكومات
دعت الوكالة الدولية للطاقة حكومات العالم بالالتزام بمضاعفة الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول 2030، قبل قمة المناخ المقبلة COP28 بدبي.
قالت الوكالة الدولية للطاقة في أحدث تقرير لها: "إنه لمن المشجع أن نرى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، الرئيس المعين لمؤتمر COP28، يضع هدف الطاقة المتجددة إلى جانب هدف مضاعفة التقدم في كفاءة الطاقة، على رأس جدول أعمال المؤتمر. الآن، تحتاج الحكومات إلى التعجيل بالتزامات واضحة بشأن هذه الأهداف".
ذكر التقرير أن كمية الطاقة المتجددة المضافة ارتفعت في جميع أنحاء العالم بنسبة 13٪ تقريبًا في عام 2022، ومن المتوقع أن تقفز بمقدار الثلث في عام 2023.
نحو صافي صفر
أشار التقرير، الصادر في 21 يوليو/تموز الجاري، إلى أن درجات الحرارة القياسية في جميع أنحاء العالم خلال الأسابيع الأخيرة تدق ناقوس الخطر، وتحذر من أن الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية أمر بالغ الأهمية، لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.
وفق التقرير، يتطلب تحقيق هذا الهدف اتخاذ إجراءات قوية في قطاع الطاقة لتحقيق خفض كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم بحلول عام 2030، وستلعب تكنولوجيات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح دور حاسم في هذا الصدد.
- مفاجأة بشأن تقنيات احتجاز وإزالة الكربون.. ما هي؟
- مرونة المدن.. حل مبتكر للتكيف مع المناخ تقوده "مجموعة السبع"
تحدد خارطة الطريق العالمية للوكالة الدولية للطاقة نحو صافي الصفر بحلول عام 2050، والتي نشرت لأول مرة في مايو/أيار 2021، وسيتم تحديثها هذا العام قبل مؤتمر تغير المناخ COP28، مسارًا لقطاع الطاقة من شأنه أن يحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
يوضح المسار أنه، بالتوازي مع مضاعفة التقدم في كفاءة الطاقة، فإن توسيع نطاق مجموعة واسعة من تقنيات الطاقة النظيفة هذا العقد ضروري لخفض الطلب على الوقود الأحفوري والوصول إلى صافي الصفر بسرعة كافية.
ضمن هذه المجموعة من التقنيات، فإن أهم رافعة لتحقيق الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO2 ) المطلوبة بحلول عام 2030 هي مضاعفة القدرة العالمية المركبة للطاقة المتجددة بثلاثة أضعاف بحلول نهاية العقد الحالي.
قالت الوكالة إن توسيع القدرة المتجددة على هذا النطاق من شأنه أن يجنب العالم حوالي 7 مليارات طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بين عامي 2023 و2030، وهو ما يعادل إزالة جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الحالية من قطاع الطاقة في الصين.
نمو مذهل ولكن
أكد التقرير أنه تم إحراز تقدم مذهل في توسيع قدرة الطاقة المتجددة، حيث من المتوقع أن تسجل الإضافات أكبر زيادة مطلقة لها على الإطلاق في عام 2023.
ارتفعت كمية الطاقة المتجددة المضافة في جميع أنحاء العالم بنسبة 13٪ تقريبًا في عام 2022.
وفي عام 2023، من المتوقع أن تقفز بمقدار الثلث نظرًا للزخم المتزايد للسياسات وارتفاع أسعار الوقود الأحفوري والمخاوف المستمرة المتعلقة بأمن الطاقة والتي تؤدي إلى نشر واسع للطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح، وفقًا للتقرير التحديثي بشأن سوق الطاقة المتجددة الصادر عن وكالة الطاقة الدولية الشهر الماضي .
يمكن أن يتجاوز توليد الكهرباء العالمية من مصادر الطاقة المتجددة، الفحم، في وقت مبكر من العام المقبل، اعتمادًا على الظروف الجوية.
كما أن مصادر الطاقة المتجددة تسير على الطريق الصحيح لتغطية النمو في الطلب العالمي على الكهرباء خلال العامين المقبلين.
على الرغم من هذه الإنجازات الكبيرة، إلا أن التقرير يشير إلى أنه هناك حاجة إلى مزيد من التقدم، لأنه وفق خارطة الطريق نحو الصفر الصافي للوكالة الدولية للطاقة منذ عام 2021، فإن تحقيق صافي انبعاثات صفرية من قطاع الطاقة بحلول عام 2050 يعتمد على قدرة العالم على مضاعفة سعة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030.
تحقيقا لهذه الغاية، قالت الوكالة في تقريرها إنه يجب على الحكومات في جميع أنحاء العالم الالتزام بمضاعفة القدرة المتجددة العالمية 3 مرات بحلول عام 2030 قبل انعقاد COP28 بنهاية نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
مضاعفة الطاقة المتجددة
سيسمح التوسع بهذه السرعة لنمو توليد الطاقة المتجددة بأن يتجاوز إجمالي الطلب على الكهرباء، والذي من المتوقع أن يزداد بقوة في السنوات القادمة بدعم من كهربة أنظمة الطاقة، وزيادة استخدام التبريد مع ارتفاع درجات الحرارة، ونمو الطلب القوي في الاقتصادات الناشئة والنامية.
كما أن مضاعفة الطاقة المتجددة بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول نهاية العقد سيؤدي أيضًا إلى خفض توليد الطاقة من الفحم بمقدار النصف بين عامي 2022 و2030، وهو أكبر مصدر منفرد لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة.
تقول الوكالة إن مضاعفة الطاقة المتجددة بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030 هو هدف قابل للتحقيق وطموح في آن واحد، حيث إن الزخم القوي الأخير يمكن البناء عليه.
تضاعفت إضافات السعة السنوية من عام 2015 إلى عام 2022، حيث ارتفعت بحوالي 11٪ سنويًا في المتوسط، ما يعني أن مجرد معدل نمو سنوي أعلى قليلاً من شأنه أن يضع مصادر الطاقة المتجددة على المسار الصحيح لتحقيق هدف السعة لعام 2030.
سيتطلب هذا الهدف إجراءات سياسية أقوى من قبل الحكومات، ولا سيما لضمان سلاسل توريد التكنولوجيا المرنة، وتكامل نظام آمن وفعال من حيث التكلفة للطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح، ونشر مصادر الطاقة المتجددة في العديد من الاقتصادات الناشئة والنامية.
توفر الطاقة الشمسية الكهروضوئية على وجه الخصوص أرضية للتفاؤل بشأن وتيرة التوسع في الطاقة المتجددة، وهي في طريقها لتمثل ثلثي الزيادة في الطاقة المتجددة العالمية هذا العام، ومن المتوقع حدوث نمو قوي آخر في عام 2024.
في الوقت نفسه، من المتوقع أن تتضاعف القدرة التصنيعية لجميع قطاعات إنتاج الطاقة الشمسية الكهروضوئية، لتصل إلى 1000 غيغاواط سنويًا بحلول عام 2024، بقيادة الصين وعدد متزايد من المشاريع في الولايات المتحدة والهند وأوروبا .
بناءً على هذه الاتجاهات، سيكون لدى العالم ما يكفي من قدرة تصنيع الطاقة الشمسية الكهروضوئية في عام 2030 لتلبية مستوى الطلب السنوي المتوقع في مسار صافي الصفر للوكالة الدولية للطاقة.
يقول التقرير أيضًا إنه على عكس الطاقة الشمسية الكهروضوئية، لا تنمو سلاسل إمداد توربينات الرياح بالسرعة الكافية لمواكبة الطلب المتسارع على المدى المتوسط.
يرجع ذلك أساسًا إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتحديات سلسلة التوريد التي تقلل من ربحية الشركات المصنعة.
وإنه على الرغم من أن طاقة الرياح شهدت نموًا قويًا في عام 2023، إلا أن المزيد من النمو في العام المقبل غير مضمون، وسيعتمد على ما إذا كان يمكن للحكومات تقديم دعم أكبر للسياسات لمواجهة التحديات.
عوامل أخرى مهمة أيضًا
في حين أنه أمر بالغ الأهمية، إلا أن البناء السريع للقدرة المتجددة ليس الركيزة الوحيدة التي يجب أن تحدث ليتحقق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
يعد التسريع الكبير في تقدم تحسين كفاءة الطاقة على الصعيد العالمي، ركيزة رئيسية أخرى لخفض الانبعاثات من الآن وحتى عام 2030.
وحشد المؤتمر العالمي لوكالة الطاقة الدولية بشأن كفاءة الطاقة الشهر الماضي 45 حكومة وراء هدف مضاعفة التقدم السنوي في كفاءة الطاقة من حوالي 2٪ إلى أكثر من 4٪ بحلول نهاية العقد.
سيتعين على الطاقة النووية أن تتوسع أكثر في جميع أنحاء العالم، جزئيًا عن طريق جلب مفاعلات وحدات صغيرة إلى السوق، مع التغلب على بعض الصعوبات التي واجهتها مؤخرًا في الاقتصادات المتقدمة.
تحتاج السيارات الكهربائية إلى مواصلة توسعها السريع، خاصةً خارج الأسواق الرئيسية في الصين وأوروبا والولايات المتحدة.
كما سيساعد توافر واستخدام الهيدروجين والأمونيا منخفض الانبعاثات في توليد الطاقة في تقليل الانبعاثات من محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم والغاز.
مع ذلك، فإن التقدم في الكفاءة والطاقة النووية وانبعاثات الهيدروجين والنفط والغاز وجميع المجالات الأخرى لن يكون كافياً إذا لم يضاعف العالم الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، وتحتاج الحكومات إلى الالتزام به في COP28 للحفاظ على هدف الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
aXA6IDMuMTQ0Ljg2LjM4IA== جزيرة ام اند امز