لتعزيز انتشار حلول الطاقة المتجددة.. الإمارات تستضيف اجتماعاً للتحالف الدولي للطاقة الشمسية
استضافت العاصمة الإماراتية أبوظبي، اليوم، الاجتماع الإقليمي الخامس للتحالف الدولي للطاقة الشمسية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وذلك بمشاركة نخبة من قادة قطاع الطاقة في العالم بهدف تعزيز انتشار حلول الطاقة الشمسية، تماشيا مع استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP 28".
وأكد المشاركون في الاجتماع على الحاجة الملحّة لتطوير حلول الطاقة الشمسية المتقدمة ونشرها على نطاق واسع، فضلاً عن تحديث البنية التحتية والشبكات، ومضاعفة قدرات توليد الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، كما شدد المتحدثون على الإجراءات التحويلية اللازمة للحفاظ على مسار ارتفاع درجة حرارة العالم عند 1.5 درجة مئوية، والتصدي للتحديات التي يفرضها التغير المناخي.
وركزت نقاشات الاجتماع الخامس لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، الذي شهد مشاركة رفيعة المستوى من العديد من الدول الجزرية الصغيرة والدول النامية، حول حشد الدعم لالتزام رئاسة دولة الإمارات لمؤتمر COP28 بتسريع الانتقال العادل للطاقة.
وشملت مجالات التركيز الرئيسية للاجتماع تعزيز تقنيات التخفيف من تأثيرات التغير المناخي، وتعزيز الفرص الاجتماعية والاقتصادية، وضمان مشاركة الجميع في الرحلة نحو مستقبل مستدام.
وفي كلمته الرئيسية للاجتماع، قال سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية: "إن للطاقة الشمسية دورا محوريا في تشكيل المشهد المستقبلي للطاقة، ودفع مسيرة التنمية المستدامة، والتصدي للتغير المناخي. وإذ نوجه أنظارنا اليوم نحو مؤتمر COP28، فقد بات واضحاً أن الطاقة الشمسية لم تعد مجرد جزء من الحلّ، بل هي المفتاح لتحقيق مستقبل منخفض الكربون. فمن خلال تسخير إمكانات تقنيات الطاقة الشمسية، يمكننا اتخاذ خطوات كبيرة نحو تقليل انبعاث غازات الاحتباس الحراري ورسم مسار محدد للحدّ من الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية".
وأوضح "أن استضافة الاجتماع الإقليمي الخامس للتحالف الدولي للطاقة الشمسية في أبوظبي تعزز التزامنا بحشد الدعم العالمي لحلول الطاقة الشمسية التحويلية. ومن خلال التعاون والتنسيق الدولي مع الشركاء الرئيسيين، مثل التحالف الدولي للطاقة الشمسية، يمكننا المساعدة في تعزيز الوصول إلى الطاقة ودعم المجتمعات الأكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي".
- تحلية المياه بالطاقة المتجددة.. أحد مرتكزات الإمارات على مسار تحقيق الحياد المناخي
- 13 مليون فرصة عمل.. الطاقة المتجددة سلاح في وجه البطالة
وأضاف: "يجب أن نغتنم هذه اللحظة لتسريع انتشار الطاقة الشمسية، وتحفيز الابتكار، وضمان عدم تخلف أحد عن الركب في انتقال الطاقة. ومن خلال دفع التعاون بين الدول والاستفادة من التطورات في مجال الطاقة الشمسية، يمكننا الدخول في عصر ازدهار الطاقة النظيفة، وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، وخلق فرص العمل، وبناء أنظمة طاقة مرنة تعود بالفائدة على الشعوب والكوكب في آن معاً".
وتطرق الاجتماع أيضاً إلى القضية الملحّة المتعلقة بتمويل المناخ. إذ يشير تقرير "توقعات تحولات الطاقة العالمية" الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، إلى الحاجة لاستثمارات بقيمة 150 تريليون دولار أمريكي في حلول الطاقة المتجددة للحفاظ على الاحترار العالمي عند أقل من 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2050. وفي حين بلغ حجم الاستثمار العالمي عبر جميع تقنيات تحول الطاقة مستوى قياسياً عند 1.3 تريليون دولار أمريكي في عام 2022، إلا أنه لا بد من مضاعفة الاستثمارات السنوية بأكثر من أربع مرات للحفاظ على مسار 1.5 درجة مئوية.
وقال الدكتور أجاي ماثور، المدير العام للتحالف الدولي للطاقة الشمسية: "يسعدنا أن نستضيف الاجتماع الخامس لآسيا والمحيط الهادئ في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تمتلك واحدة من أقل تكاليف الطاقة الشمسية بقيمة 2 ونصف سنت لكل كيلو واط/ساعة، ما يمثل نموذجاً واعداً لمستقبل الطاقة الشمسية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. لقد تجاوزت الطاقة الشمسية بالفعل التوقعات الخاصة بها بشكل كبير خلال العقد الماضي، وأثبتت فاعليتها في تمكين الوصول إلى الطاقة بأقل تكلفة للسكان الذين يصعب الوصول إليهم، وتوفير أمن الطاقة للاقتصادات النامية، فضلاً عن كونها عاملاً حاسماً في تسريع تحول الطاقة على مستوى العالم".
وأضاف أن "ما حققته الطاقة النظيفة في العالم اليوم يمثل نقطة تحول محورية لتحويل التزامات الطاقة الطموحة إلى خطوات عملية نضمن أمن الإمدادات. وبينما نقترب من التقييم العالمي والموعد النهائي لعام 2030، وفي حين نشهد أيضاً تزايد حدة تأثيرات المناخ في جميع أنحاء العالم، فمن المهم أن نتعامل مع هذا التحدي بشكل جماعي، ونوحد حلولنا ومواردنا معاً لمواجهة التحدي المتمثل في ضمان الوصول الشامل إلى الطاقة النظيفة، والالتزام ببرنامج عمل لمواصلة التصدي لهذه التحديات".
ومن جانبها، قالت الدكتورة نوال الحوسني، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، إن استضافة الإمارات للاجتماع الخامس للجنة الإقليمية لمنطقة آسيا والمحيط الهادي في "التحالف الدولي للطاقة الشمسية" تعكس الدور الريادي لدولة الإمارات في تسريع تبني حلول الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية بالتحديد، كونها عضوا مؤسسا للتحالف الدولي للطاقة الشمسية.
وأضافت في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام": "نفتخر بأن دولة الإمارات تمتلك ثلاث من أكبر محطات الطاقة الشمسية العالمية وبأقل كلفة، ويعد هذا انجاز تاريخي لدولة الإمارات"، وأشارت إلى تبني دولة الإمارات للتقنيات الحديثة وحلولها منذ بداية اطلاق استراتيجية تنويع مصادر الطاقة والتحول نحو اقتصاد مبني على المعرفة، مما ساهم في ترسيخ مكانتها الرائدة في قطاع الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة ككل.
ولفتت إلى جهود دولة الإمارات الرامية نحو تحقيق اهداف استراتيجية الحياد المناخي بحلول 2050، وذلك عبر التسريع في وتيرة عمل قطاع الطاقة المتجددة والنظيفة ومضاعفة دورها، مشيرة إلى استراتيجية دولة الإمارات للطاقة لعام 2050 التي أعلن عنها سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية في مطلع الشهر الجاري، حيث تنص الاستراتيجية على مضاعفة دور الطاقة المتجددة والنظيفة بالإضافة إلى مضاعفة حلولها، مؤكدة على أن ستشهد دولة الإمارات تدشين مشاريع كبيرة في هذا المجال للوصول إلى الحياد المناخي.
وفي إطار استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP 28"، قالت الحوسني " نشهد جهود كبيرة لدولة الإمارات وجميع شركائها نحو تسريع وتوفير التمويل اللازم لمشاريع الطاقة المتجددة وتبني كافة الحلول لمواجهة التحديات المناخية" وأوضحت بأن المؤتمر سيسهم في الإعلان عن مشاريع استثمارية في دولة الإمارات وخارجها سواء في الدول النامية او المتقدمة في هذا المجال".
وسلط التحالف الدولي للطاقة الشمسية الضوء على أهمية تنويع استثمارات الطاقة المتجددة بما يعود بالنفع على جميع مناطق العالم، حيث تتركز الاستثمارات حالياً بشكل غير متناسب في عدد قليل من الدول، بينما تحصل الدول الأقل نمواً على أقل من 1% من الإجمالي. ويشار إلى أن الانتقال إلى الطاقة النظيفة وضمان حصول الجميع على الطاقة، يتطلب من العالم استثمار 12.5 تريليون دولار أمريكي في الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، لكن الاستثمارات العالمية الحالية في الطاقة الشمسية لا تمثل سوى 10% تقريباً مما هو مطلوب.
وفي ظل تجاوز السعة العالمية التراكمية للطاقة الشمسية الكهروضوئية المركبة 1 تيراواط، وفي حين أصبحت الطاقة الشمسية الكهروضوئية أرخص مصدر للكهرباء الجديدة في العديد من المناطق، شدد التحالف الدولي للطاقة الشمسية على إمكانية زيادة نشر الطاقة الشمسية لتحقيق انخفاض أكبر في التكاليف. وعلى ضوء ذلك، يدعو التحالف المزيد من الدول إلى زيادة عمليات التصنيع لتعزيز المرونة العالمية والاستدامة في سلاسل توريد الطاقة الشمسية.
لا شك أن الوصول إلى الطاقة لا يزال يمثل تحدياً كبيراً، لا سيما في الاقتصادات الأكثر عرضة لتأثيرات المناخ. وفي هذا السياق، أوضح التحالف أن 9% من سكان العالم كانوا لا يزالون يفتقرون إلى الكهرباء في عام 2021، مما يؤكد ضرورة تضافر الجهود لتحقيق الوصول العالمي الشامل للطاقة بحلول عام 2030.
وتطرق الاجتماع الإقليمي الخامس أيضاً إلى الدعم الذي يقدمه التحالف للدول الأعضاء من خلال برامجه التسعة لتوسيع نطاق انتشار الطاقة الشمسية وتعزيز الوصول إلى الطاقة. وتمت كذلك مناقشة المبادرات الرئيسية للتحالف، مثل STAR-C، وSolarX Startup Challenge، وتمويل الطاقة الشمسية، إلى جانب إطار الشراكة القطرية ومشاركة القطاع الخاص.
ويمثل الاجتماع الإقليمي الخامس للتحالف الدولي للطاقة الشمسية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في أبوظبي خطوة حاسمة نحو مستقبل مستدام مدعوم بالطاقة الشمسية. ومن خلال تعزيز التعاون الدولي والحلول المبتكرة، يسهم هذا الحدث في جعل العالم أقرب إلى تحقيق أهداف الطاقة المتجددة وحماية كوكب الأرض للأجيال القادمة.