"أسماء مناخية" تنتقل إلى بطاقات الهوية
يترك المناخ علامات لا تمحى، حيث يؤثر على معيشتنا وما نأكله، وقام عالمان بتوثيق تأثيراته الأقل شهرة، وهي الأسماء المعطاة لنا، وذلك وفق دراسة نشرت في 26 مايو/أيار الجاري بدورية " العلوم الإنسانية التطورية".
وكشف الباحثان ريموند هيوي الأستاذ الفخري في علم الأحياء بجامعة واشنطن، ودونالد مايلز أستاذ العلوم البيولوجية في جامعة أوهايو، أن شعبية أسماء أشهر ومواسم معينة تتم تسمية الإناث والذكور بها، تختلف حسب المنطقة الجغرافية في الولايات المتحدة.
ويهيمن اسم "أبريل" على الأسماء الشهرية، التي تمنح للأشخاص في الولايات الجنوبية، حيث يصل الربيع في وقت مبكر من العام، أما يونيو فهو أكثر شعبية في الولايات الشمالية، حيث يزهر الربيع في وقت لاحق، والخريف أيضا أكثر انتشارا في شمال الولايات المتحدة، وهي منطقة تشتهر بأوراقها المتألقة المتساقطة.
ويقول هيوي في تقرير نشره الموقع الرسمي لجامعة واشنطن الأمريكية، بالتزامن مع نشر الدراسة: "اعتقدت أن المناخ والبيئة قد يؤثران على اختيار أسماء الأطفال، لكنني لم أفكر مطلقا في أننا سنرى اتجاها واضحا للأسماء الشهرية أو الموسمية، وذلك ببساطة لأن الآباء يأخذون في الاعتبار العديد من العوامل عند تسمية طفلهم، وبسبب هذه العوامل الأخرى، بما في ذلك الاتجاهات والتقاليد الثقافية القوية، توقعت أنه سيكون هناك الكثير من (التشويش الاجتماعي)، في البيانات ولدينا فرصة منخفضة في رؤية أي (إشارة بيئية)، لكن الإشارات كانت موجودة وكانت قوية".
ويضيف مايلز: "كان رد فعلي الأولي أننا قد لا نجد أي اتجاه في أسماء الأطفال، فلدى الآباء العديد من الأسباب لاختيار اسم لأطفالهم، على سبيل المثال، تكريم أحد الأقارب أو الممثل المفضل، لكن فوجئت بالتأثير البيئي الكبير على الأسماء المرتبطة بالمواسم والأشهر ".
وحلل الباحثون بيانات عن أسماء الأطفال من عام 1910 إلى عام 2021 جمعتها إدارة الضمان الاجتماعي الأمريكية، واستخدم باحثون آخرون هذه القاعدة من البيانات لتوثيق دورات الازدهار والكساد للأسماء عبر عقود، لكن هذه الدراسة هي الأولى التي بحثت عن دور المناخ.
وأظهرت البيانات أن فئة الأسماء المستندة إلى الشهر، كان الأكثر شيوعًا فيها شهور أبريل ومايو ويونيو وأغسطس، وكانت أكثر انتشارًا بين الفتيات الصغيرات 9 مرات مقارنة بالأولاد، و كانت الأسماء الموسمية أكثر عددًا في الفتيات 182 مرة عن الأولاد، وكان الصيف والخريف الأكثر شعبية بشكل عام، كما أن شهر أغسطس هو الشهر السائد أو اسم الموسم الذي كان أكثر شيوعا عند الأولاد.
وانخفض التردد النسبي لشهر أبريل/نيسان مع خط العرض لكل ولاية، مما يجعله أكثر شيوعا في الجنوب، بينما زاد الخريف بقوة مع خط العرض وكان أكثر شيوعا في الولايات الشمالية، وفي الولايات الواقعة على طول الحدود الجنوبية للولايات المتحدة القارية، كان شهر أبريل/نيسان أكثر شيوعًا من شهر يونيو، وكان العكس صحيحًا بالنسبة للولايات الواقعة على طول الحدود الشمالية، وكان الخريف هو الاسم الأكثر شيوعًا للموسم في ولايات الحدود الشمالية، ولكن ليس في الولايات الواقعة على طول الحدود الجنوبية.
ومن المحتمل أن تعكس الاتجاهات الجغرافية القوية لشهر أبريل/نيسان ويونيو/حزيران والخريف المناخ، ويعتبر شهر أبريل/نيسان أكثر شهرة في أماكن مثل تكساس وفلوريدا، حيث يصل طقس الربيع في وقت مبكر نسبيًا من العام، ويونيو/حزيران هو أكثر شعبية في الولايات الشمالية، مثل مين وويسكونسن، ويرتبط انتشار اسم الخريف في شمال الولايات المتحدة بألوان الخريف المثالية للصور في هذه المنطقة.
ويقول هيوي: "ما يجعل هذه الاتجاهات الجغرافية مدهشة للغاية بالنسبة لي هو أنه لا يزال بإمكاننا رؤيتها لشهري أبريل/نيسان ويونيو/حزيران والخريف على الرغم من أن هذه الأسماء مرت بدورات" ازدهار" و"كساد "على مدى عقود.
وكان شهر يونيو/حزيران يتمتع بشعبية كبيرة في أوائل القرن العشرين، لكن أبريل/نيسان صعد بعد الحرب العالمية الثانية، وبلغ ذروته في الثمانينيات، قال هيوي إن الأسماء الموسمية "غير معروفة فعليًا" حتى أواخر السبعينيات.
ويعمل تغير المناخ على تغيير الأنماط الموسمية، حيث "يصل" الربيع مبكرا ويصل الخريف "لاحقًا"، واهتم مايلز وهيوي بمعرفة ما إذا كانت أسماء الشهور والموسم تتغير أيضا، وما إذا كان شهر أبريل، على سبيل المثال، قد أصبح مؤخرا أكثر شعبية في الولايات الشمالية، ولم يجدوا تحولًا، والسبب في أن مثل هذه "الإشارة" -إن وجدت- قد يكون من الصعب رؤيتها، لأن بعض أسماء الأشهر قد تناقصت بشكل عام في شعبيتها في العقود الأخيرة.
ويقول هيوي: "من الممكن أيضا إننا بحاجة إلى مزيد من الوقت لمعرفة ما إذا كان تغير المناخ يؤثر على شعبية بعض هذه الأسماء".
aXA6IDEzLjU4LjE4OC4xNjYg جزيرة ام اند امز