المناخ ينضم للسياسة ويحجب الرؤية في أربيل وبغداد
عاصفة ترابية تضرب بغداد وأربيل وتحجب الرؤية في وقت تواجه فيه المدينتان أنواء سياسة أكثر خطرا
ضربت عاصفة ترابية معظم مدن إقليم كردستان والعراق لتتسبب في انخفاض حاد في مستوى الرؤية، لكن عواصف السياسة تبدو أشد خطرا.
وخلال السنوات الماضية اعتاد العرب والأكراد على تلك العواصف الترابية التي تمر عبر صحراء العراق مترامية الأطراف فتحمل الأتربة والرمال إلى المناطق الحضرية الأخرى داخل المدن فتقلل من جودة الهواء، لكن مخاوف أخرى تثيرها عاصفة السيطرة على كركوك التي تلقي بظلالها على البيئة السياسية.
وبدأت عاصفة السياسية مع العملية العسكرية للجيش العراقي في كركوك ومحافظة نينوى للسيطرة على مناطق متنازع عليها بين أربيل وبغداد ردا على مشروع استقلال إقليم كردستان الذي مررته أربيل في استفتاء الشهر الماضي.
وفيما ينتظر العراقيون مرور العاصفة الترابية سريعا دون سقوط ضحايا، يأملون أيضا في أن تمر العاصفة السياسية من دون أن يسقط المزيد من الضحايا، خاصة بعد أن أفادت مصادر عراقية وكردية، السبت، أن الاجتماع الأمني بين مسؤولين عسكريين عراقيين وممثلين عن إقليم كردستان الخاص بإنهاء القتال بين الجانبين، انتهى دون الوصول لاتفاق وتسوية المشكلات القائمة.
ويبحث عسكريون أكراد وعرب في الموصل وبرعاية أمريكية إعادة نشر القوات التابعة للحكومة المركزية في بغداد بمناطق متنازع عليها، وسيطرة بغداد على المنافذ الدولية والمطارات في إقليم كردستان.
وكان مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان من بين ضحايا العاصفة السياسية، فالرجل الذي تحمل المسؤولية السياسية عن استفتاء الانفصال أعلن حسب ما أفاد مسؤول بارز بالمجلس الوطني "البرلمان" بالإقليم، السبت، أنه وجّه رسالة للبرلمان تتضمن رفضه التمديد له في منصب الرئيس، من دون أن يقدم استقالة من المنصب الذي تنتهي الدورة الحالية له بحلول نوفمبر/تشرين الثاني.
وتسلط العاصفة الترابية الضوء على التحدي البيئي الذي يواجه إقليم كردستان والعراق في ظل اتساع رقعة الصحاري على حساب المساحات الخضراء، كما تسلط عاصفة السياسة الضوء على محاولات إيران تجريف التنوع في العراق وتجيير الصراع إلى بعده المذهبي.
وبالإضافة إلى مدن كردستان لاسيما أربيل، تأثرت مدن عراقية بالعواصف ومنها الموصل المجاورة لكردستان فضلا عن تكريت وديالي وبغداد وما حولها، لكن أكثر المناطق تضررا بالعاصفة الترابية مناطق الأنبار ما يعرقل العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي في مدينة القائم.
وتقول الولايات المتحدة الأمريكية إن العاصفة السياسية تعرقل أيضا العمليات العسكرية ضد داعش وتشتت الانتباه عن القضية الجوهرية المتمثلة في القضاء على التنظيم الإرهابي الذي اجتاح غرب العراق قبل 3 سنوات.
وقال سكان محليون إن العاصفة الترابية ألحقت أضرارا كبيرة بمنازل السكان وبمخيمات النازحين وتسببت في قطع إمدادات الكهرباء عن الموصل لعدة ساعات، لكن المخاوف من أن تلحق عاصفة السياسة أضرارا لا يمكن تدارك تداعياتها سريعا.
aXA6IDMuMTM4LjEzNS4yMDEg جزيرة ام اند امز