معجم المناخ.. ماذا نعني بالصمود المناخي؟
أصبح التغير المناخي واقعا لا جدال فيه، ويحتاج العالم التعايش معه "الصمود المناخي"، وتعزيز المرونة المناخية.
بالنظر في السجل الأحفوري للأرض، نجد أنّ هناك أسلافا لكائنات تعيش على سطح الأرض منذ ملايين السنين، وما زالت موجودة لليوم، ربما في أشكال مختلفة قليلًا، ويرجع ذلك للتغيرات الجينية التي ساعدتها على التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة. وهذا شكل من أشكال المرونة المناخية؛ التي تساعد الكائنات الحية على البقاء.
المرونة المناخية
وهو مصطلح يُشير إلى قدرة المجتمعات على إدارة التأثيرات المناخية، والتنبؤ بها وتقليل الأضرار الناتجة عنها، ومن ثمّ التعافي منها، وإعادة النشاط الاقتصادي والاجتماعي من جديد. وتختلف المرونة المناخية عن التكيّف المناخي؛ إذ تشتمل المرونة على تخفيف الانبعاثات، في نفس الوقت، اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعايش مع الواقع المحيط، ما يمكن أن نطلق عليه صمود المجتمعات والدول مناخيا.
تعزيز المرونة المناخية
ولتحقيق المرونة المناخية، يجب على الحكومات والمؤسسات الكبيرة تبني بعض الاستراتيجيات التي من شأنها تعزيز المرونة المناخية، مثل: التكيف والتخفيف.
- التخفيف: وتتضمن الإجراءات اللازمة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، والتحوّل إلى مصادر الطاقة المتجددة، وإغلاق مصانع الفحم والغاز، وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة غير المتجددة عمومًا؛ خاصة الوقود الأحفوري. واستخدام مواد وأدوات صديقة للبيئة.
- التكيف: وهي تشتمل على الاستراتيجيات التي تساعد البشر على التكيف مع الظروف الجديدة التي لا رجعة فيها. ويساعد التكيف في تجنب التهديدات المستقبلية والحالية للتغيرات المناخية. وتشمل استراتيجيات التكيف على: تحسين البنية التحتية في المناطق الأكثر عرضة للفيضانات والأعاصير والظواهر الطقسية المتطرفة. وتعزيز شبكة الكهرباء؛ حتى تستطيع تحمّل الظروف الجوية القاسية. وزراعة الأشجار للحد من درجات الحرارة المرتفعة في بعض المدن والمناطق خلال فترة الصيف خاصة.
تطرح «اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي» (UNFCCC)، نحو 6 خطوات؛ لتعزيز المرونة المناخية، وإعادة تشكيل مسار التنمية على المدى الطويل، ومن ضمن هذه الاستراتيجيات، ما يلي:
- رفع مستوى الوعي بالتغيرات المناخية، وتوضيح أنّ المستقبل لن يكون مثل الماضي.
- إجراء تقييمات دورية لمخاطر التغير المناخي.
- إدخال الإجراءات المناسبة حيز التنفيذ.
- توسيع نطاقات تطبيق الإجراءات اللازمة.
- مراقبة التقدم في تنفيذ الإجراءات.
- الاهتمام بالخبرات والمعرفة والحلول الlطروحة.
ماذا يحدث إذا لم نطبق المرونة المناخية؟
كل الآثار السلبية للتغير المناخي التي تتوقعها أو لا تتوقعها قد تحدث في حال عدم الاهتمام بالمرونة المناخية، ومن ضمن تلك الآثار:
- تواتر الظواهر الطقسية المتطرفة، مثل الفيضانات والأعاصير والسيول.
- انتشار الأمراض على نطاق واسع.
- تدهور جودة الهواء والمياه.
- ارتفاع مستوى سطح البحر.
- تغير أنماط هجرة وتكاثر الكائنات الحية.
كل ذلك يأتي بالسلب على حياة البشر، ويهدد بقائهم. لكن مع تعزيز استراتيجيات المرونة، يستطيع سكان الأرض التأقلم وضمان مستقبل أكثر أمانًا للأجيال القادمة.