"قناة الجزيرة" منذ تأسيسها مع مجيء نظام الحمدين في العام 1996، وتاريخها مبني على أجندات تخريبية في المنطقة العربية.
إذا كان ما يزال هناك أي شك أو عدم وضوح -لدى البعض- حول دور "قناة الجزيرة" ونظام الحمدين نحو تدمير المجتمعات العربية وإثارة الفوضى فيها، فإن تسريبات مراسلات هيلاري كلينتون؛ وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس باراك أوباما التي يتم تداولها هذه الأيام في وسائل الإعلام فضحت كل شيء، خاصة في تلك "الجولات المكوكية" التي تقوم بها بين الدوحة والقاهرة وواشنطن ولعقد لقاءات مع مسؤولي القناة وحمد بن جاسم وزير خارجية قطر السابق والمالك الفعلي للقناة.
حسب المراسلات فإن كل زيارة أو لقاء لكلينتون حمل قصة تخريبية في المنطقة لم يكن العقل العربي يستطيع أن يتخيلها، والتي تمت على يد تنظيم "الإخوان المسلمين" الذين ما زالوا يحلمون بالعودة من خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية وبدعم قطري كبير، وبالتالي فكل تفاصيل الزيارات التي كانت تقوم بها هيلاري باتت تفسر الآن مؤامرات تخريب استقرار المنطقة بدعم لوجستي وإعلامي من القناة القطرية التي لم تكن سوى "طابور خامس" ضد أبناء المنطقة.
ألقى البعض باللوم على موقف دول مكافحة الإرهاب عندما وضعت ضمن شروطها الـ"13" لعودة العلاقات مع قطر إغلاق "قناة الجزيرة"، لكن اليوم لم يعد هناك مبرر حقيقي للمترددين من العرب المحبين لأوطانهم بالاستمرار في إيجاد تفسيرات لقطر بعد ما حملته "مراسلات كلينتون" الخاصة، والتي تكشف حقيقة الأجندة التي ينوون تنفيذها على المنطقة العربية بأكملها، إلا إذا كانوا يؤيدون "الفوضى غير الخلاقة" لدولهم، وهنا أبسط وصف هو: خيانة وطن.
"قناة الجزيرة" منذ تأسيسها مع مجيء نظام الحمدين في العام 1996، وتاريخها مبني على أجندات تخريبية في المنطقة العربية، والمفارقة في الأمر أن يكون وصول الحمدين إلى السلطة وتأسيس القناة في عهد الديموقراطيين وأثناء حكم بيل كلينتون، زوج هيلاري مندوبة الفوضى، وبدأت معها رحلة خلخلة المجتمعات العربية من خلال القناة ثم يعود الديموقراطيون للحكم مرة ثانية في عام 2009 – 2016 وعادوا لاستكمال مشروعهم التخريبي في المنطقة مع "الإخوان المسلمين"، ثم في مرحلة لاحقة مع إيران بعد التوقيع على الاتفاق النووية عام 2015، لذا فإن التسريبات تعطي انطباعا بأن العودة قد تكون القادمة - إذا ما فازوا بالانتخابات الرئاسية- ربما يعني العودة للمشروع التخريبي بالاشتراك هذه المرة مع الرئيس التركي أردوغان "عراب الإخوان المسلمين" في المنطقة.
مراسلات كلينتون تمثل "فضيحة" للكثير من ملفات المنطقة المسكوت عنها حول دور نظام الحمدين في المنطقة ومعها ملف قناة الجزيرة ليس فقط في فترة ما كان يعرف بـ"الربيع العربي" وإنما كذلك في إفلات مسؤولي نظام الحمدين من الملاحقة القانونية في العديد من الدول الأوروبية، وكذلك الحصول على تنظيم فعاليات دولية كبرى "منطقياً غير مقبولة" مثل تنظيم كأس العالم لكرة القدم، ما يعني أن هناك من يدعم الحمدين في الخفاء ويوفر لهذا النظام المناخ المناسب كعربون لخدماته التخريبية، كي تبدو الصورة وكأنها "شطارة".
أهم ما تحقق من هذه المراسلات التي ما زالت تفتح ملفات كانت مغلقة، أنه لم يعد هناك شك حول دور قناة الجزيرة والقائمين عليها في تدمير المنطقة وتشريد أبنائها، وهو دور لا يخرج عن كونه دور: "القاتل المأجور"، من أي طرف يسعى لتدمير المنطقة سواءً تركيا أردوغان، أو إيران خامنئي، أو إدارة أوباما وهيلاري كلينتون والضحية هم الشعوب العربية.
بعد كل هذا هل هناك من سيأتي ليشكك فيما يكشف من معلومات على أعلى مستوى ومن البريد الالكتروني الخاص لهيلاري كلينتون؟ ارحموا عقول الشعوب العربية يا مسؤولي "قناة الجزيرة".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة