ما علاقة الحوسبة السحابية بتعطل مواقع الإنترنت؟.. المخبأ السري لبيانات العالم
اكتسبت تطبيقات الحوسبة السحابية ثقة كثير من المؤسسات حول العالم بفضل المزايا الكبيرة التي توفرها للمؤسسات في التعامل مع البيانات.
ومع تعرض العديد من مواقع الإنترنت في العالم للعطل، بينها وسائل إعلام كبرى صباح الثلاثاء، وإعلان شركة "فاستلي" لخدمات الحوسبة السحابية أنه تم تحديد الخلل المتسبب في تعطل مواقع الإنترنت، نقدم في التقرير التالي كل ما تريد معرفته عن الحوسبة السحابية.
وتستند فكرة الحوسبة السحابية على إتاحة تخزين ومعالجة قواعد ضخمة من البيانات باستخدام أنظمة تشغيل متكاملة في أي وقت، عبر جهاز متصل بالإنترنت ومتصفح فقط.
بفضل هذه الخدمة التكنولوجية المتطورة، لم يعد المستخدم بحاجة إلى تخزين البيانات والبرامج على الحاسب الآلي الشخصي، أو احتياج الشركات لإنشاء مراكز بيانات تقليدية بتكلفة مرتفعة.
نشأة الحوسبة السحابية
ولدت فكرة الحوسبة السحابية عام 1960م على يد علماء مثل John McCarthy و Joseph Carl، وكانت تقتصر على تجهيز المعاملات المالية وبيانات التعداد.
وعام 1979 ظهر مصطلح الحوسبة السحابية، واستخدم لأول مرة من قبل أستاذ نظم المعلومات Chellappa Ramnath.
أما التطور الفعلي للحوسبة السحابية فقد بدأ عام 1999، حين قدمت شركة Salesforce موقعها على الإنترنت لتقديم الطلبات إلكترونيا.
وفي عام 2002 أطلقت شركة أمازون سحابتها الأولى، تحت مسمى سحابة أمازون لخدمات الويب، ومنذ هذا التاريخ توسعت العديد من الشركات في تكنولوجيا الحوسبة السحابية مثل مايكروسوفت.
حزمة مزايا
توفر تطبيقات الحوسبة السحابية حزمة من المزايا العملية، مثل الاحتفاظ بنسخة احتياطية من البيانات، وتفادي وقوع أي كوارث بمراكز البيانات أو مقار العمل مثل تلف الأجهزة أو الحرائق.
كما تتيح القدرة على عن تحليل قاعدة ضخمة من البيانات وتحديث البرامج بأمان وفي فترة زمني قصيرة.
وتعتمد الشركات على تطبيقات الويب عبر الحوسبة السحابية لخدمة العملاء.
فعلى سبيل المثال يستعين صناع ألعاب الفيديو بالخدمات السحابية لتوفير ألعاب عبر الإنترنت لملايين اللاعبين حول العالم.
وكذلك تستفيد شركات الخدمات المالية من التطبيقات السحابية لإتاحة الإمكانيات اللازمة لاكتشاف عمليات الاحتيال.
أبرز التطبيقات
وهناك العديد من التطبيقات للحوسبة السحابية التي نستخدمها في حياتنا بشكل شبه يومي، وأخرى تقوم عليها أعمال مؤسسات كاملة.
ومن أبرز تطبيقات الحوسبة السحابية، برامج التواصل الاجتماعي، حيث تحتوى شبكات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستجرام ولينكد إن على كم هائل من البيانات عن المشتركين بها، والتي تحتاج إلى تنظيمها وتخزينها بواسطة الحوسبة السحابية.
كما أن الدردشة المستخدمة عبر هذه المنصات يتم تخزينها إلكترونيا عبر مساحات الحوسبة السحابية مباشرة.
وهناك خدمة التخزين السحابي، والتي تتيح للمستخدمين إمكانية تخزين الملفات الشخصية والوصول إليها من أي مكان طالما هناك اتصال بشبكة الإنترنت.
وتتضمن التطبيقات منصة التدفق عبر الإنترنت، وهي خدمة تسمح للمستخدمين بالتوسع في استخدام الموارد عبر الإنترنت مقابل اشتراك، مع إمكانية زيادة أو خفض حجم الاستخدام حسب رغبة المستخدم، ومن أشهر الأمثلة على هذه الخدمات منصة نتفليكس.
ويوجد تطبق تحليل قواعد البيانات الضخمة التي تم تخزينها وتنظيمها عبر الخوادم السحابية ذات الإمكانية الضخمة، فضلا عن خدمات استضافة الألعاب.
وهناك خدمة الاختبار والتطوير، التي من خلال تستطيع تطوير البرمجيات باستخدام إمكانيات الحوسبة السحابية، دون الحاجة إلى تحمل تكاليف شراء العديد من الأجهزة والبرامج التقنية، مثل تحديث برامج التحليل المالي والمحاسبي.
وتشمل تطبيقات الحوسبة السحابية تشات بوت وهي تعتمد على حلول الذكاء الاصطناعي في محاكاة المحادثات مع العملاء والمستخدمين للرد على استفساراتهم مثل المساعد الشخصي الذكي سيري "Siri" ومساعد جوجل "Google Assistant".
كما تدعم خدمات الحوسبة السحابية عمليات التواصل بين المستخدمين عبر شبكة الإنترنت، سواء عبر البريد الإلكتروني أو المحادثات الصوتية وعبر الفيديو والدردشة.
وتوفر أيضا تطبيقات تعزيز الإنتاجية التي تدعم الموظفين وغيرهم بإمكانية حفظ المستندات اللازمة من خلال بعض البرامج مثل Google doc وMicrosoft office 360، لتفادي حدوث أي خلل بأجهزة الحاسب الآلي الشخصي بما يعوق إتمام الأعمال.
وتتوافر عدة برامج سحابية متخصصة في إدارة الأعمال مثل Salesforce وMarketo وHubspot، وهي تتيح للمؤسسات تخطيط موادرها وإدارة موارد العملاء، من أجل تقديم أفضل خدمة مناسبة وفقا للموارد المتاحة.
وتوجد خدمة التسويق السحابي التي تساعد الشركات في الوصول إلى العملاء المستهدفين بطريقة آلية تعتمد على تحليل سمات قاعدة العملاء وفهم استخداماتهم عبر شبكة الإنترنت.
ووسط تنامي استخدام تكنولوجيا إنترنت الأشياء في حياتنا اليومية، ارتفعت أهمية الحوسبة السحابية المسؤولة عن التعامل مع قاعدة كبيرة من البيانات الخاصة بخدمات وتطبيقات إنترنت الأشياء.
كما تتجه معظم حكومات العالم للاستثمار في الحوسبة السحابية في إطار التحول الرقمي في إدارة الأعمال وتقديم الخدمات، ما خلق كما كبيرا من البيانات اليومية، والتي تكون في حاجة إلى التخزين والتحليل والمعالجة السريعة.
إنفاق ضخم
أنفقت الشركات والمؤسسات العالمية حوالي 41.8 مليار دولار في الربع الأول من عام 2021 بزيادة سنوية قدرها 35%، للحصول على خدمات الحوسبة السحابية في الربع الأول من 2021.
وتعد تلك النفقات العالمية على الحوسبة السحابية رقما قياسيا يتحقق لأول مرة في ظل الطفرة الكبيرة لهذا النوع من الخدمات منذ بدء جائحة كورونا، وفق دراسة نشرتها شركة "كاناليس".
أمازون في الصدارة
وقد عززت "إيه دبليو اس"، وحدة الحوسبة السحابية التابعة لمجموعة أمازون العملاقة في التجارة الإلكترونية، موقعها الريادي في القطاع مع 32 % من حصص السوق.
لكنها تواجه منافسة قوية مع "أزور"، خدمة الحوسبة السحابية التابعة لمايكروسوفت، والتي سجلت نموا بنسبة 50 % للربع الثالث على التوالي.
واستحوذت شركة أزور على 19 % من إجمالي النفقات العالمية على البنية التحتية من الحوسبة السحابية في الربع الأول.
وحققت "جوجل كلاود" نموا مشابها مستحوذة على 7 % من حصص السوق.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTUxIA==
جزيرة ام اند امز