الشواطئ ليست في أمان.. 25 عاماً تكشف خفايا معركة حماية حُرّاس المحيط

إجراء الدراسات العلمية وإعادة تقييم تنبؤاتها من الممكن أن يكون أداة فعّالة للسيطرة على المخاطر البيئية المحتملة.
في مطلع الألفية، أخذت مجموعة بارزة من العلماء على عاتقها تجميع قائمة بالتهديدات التي رأوا أنها قد تؤثر على شواطئ العالم الصخرية خلال ربع القرن الحادي والعشرين، ونشروا ما توّصلوا إليه في عام 2002. تضمنت تلك التوقعات: ارتفاع أعداد الأنواع الغازية، انخفاض التلوث الناتج عن تسربات النفط، التأثيرات الضارة للكائنات المعدلة وراثيًا على المحيطات، إضافة إلى تفاقم أزمة المناخ العالمي. يمر الزمان، وبعد ما يقرب من 25 عامًا، يعود نفس الفريق البحثي بالتعاون مع باحثين آخرين من مجالات متنوعة للنظر في التوقعات التي وضعوها من قبل، ووجدوا أنّ العديد منها صحيحًا، بينما هناك توقعات أخرى لم تكن صائبة. ونشروا دراستهم أونلاين في دورية "مارين بوليوشن بولاتين" (Marine Pollution Bulletin) في 2025.
حراس المحيط
تُعد شواطئ المحيطات العالمية بمثابة الحراس، ما يجعل حمايتها واستمرار التنوع البيولوجي فيها وحفظ نظامها البيئي أمرًا لا بد منه. ويكمن التحدي الأكبر في أنها تواجه العديد من التحديات من اليابسة والبحر. لذلك؛ فإنّ إجراء الدراسات التي تتوقع التغيرات الحاصلة في تلك النظم البيئية مثل التي أجراها الباحثون منذ 25 عامًا أحد الركائز للتنبؤ ببعض التحديات التي قد يواجهها كوكبنا في المستقبل. وإعادة التقييم بعد مرور كل هذا الوقت، ساعد في إعطاء فهم أوسع لما قد تؤول إليه الأمور في ظل ظروف معينة على مسافة زمنية محددة.
تقييم بعد سنوات
والسؤال الأهم هنا، ماذا وجد العلماء بعدما عادوا لتقييم الوضع بعد مرور 25 عامًا؟ حسنًا، لقد أصابوا في بعض التوقعات، وأصابوا جزئيًا في توقعات أخرى، بينما أخطأوا في بعض توقعاتهم، وهناك أحداث أخرى أغفلوا عنها.
صواب
أصاب العلماء في بعض التوقعات، منها: انخفاض معدل وكمية الانسكابات والتسربات النفطية، وجمع الغذاء من الشواطئ الصخرية لأغراض ترفيهية أو تجارية، وإعادة توزيع الأنواع غير المحلية عالميًا مع التغيرات في درجات الحرارة العالمية. إضافة إلى زيادة تدفق الرواسب إلى الأنهار ومصباتها والبحار؛ نتيجة تكثيف الزراعة والتوسع العمراني على ضفاف الأنهار والسواحل.
صواب جزئي
أصاب الباحثون بصورة جزئية في بعض التوقعات، منها عدم تفاؤلهم بانخفاض آثار بعض المركبات الكيميائية مثل ثلاثي بوتيل القصدير (TBT)، والتي صارت فيما بعد موضوع تشريعات دولية. وعلى الرغم من أنهم كانوا على دراية بالتأثيرات الناتجة عن التغيرات المناخية، إلا أنهم لم يُدركوا الآثار المتنوعة التي طالت الأنواع والنظم البيئية. من ناحية أخرى؛ فقد قلل الباحثون من أهمية الظواهر الجوية المتطرفة الناتجة عن التغيرات المناخية. وتنبأ العلماء بزيادة هياكل الدفاع الساحلي لمواجهة ارتفاع منسوب مياه البحر وزيادة الأمواج، لكنهم لم يقدروا بصورة جيدة الآثار المحتملة على النظم البيئية الساحلية الأوسع. وكانوا قد تنبأوا أيضًا بزيادة توظيف المناطق الساحلية في الاستخدام الترفيهي ما يعود بالسلب عليها، لكن مع ذلك، زاد تقدير الناس لتلك المناطق.
أخطاء
أخطأ الباحثون في بعض التوقعات، منها أنّ السواحل أصبحت الآن أكثر عرضة لزيادة تركيزات العناصر الغذائية مثل النيتروجين والفوسفور، مقارنة بما كانت عليه قبل 25 عامًا. كما ثَبُت أنه لا صحة للادعاء القائل بأنّ تكثيف تربية الأحياء المائية؛ خاصة المعدلة وراثيًا فيه مخاطر ومخاوف كثيرة. ولم يتحقق توقعهم بشأن الأضرار الناتجة عن منشآت الطاقة المتجددة البحرية، كما لم تُقدر آثار الأشعة فوق البنفسجية على الأنواع الساحلية بصورة كاملة.
إغفال
هناك بعض التوقعات الأخرى التي أغفل عنها العلماء، منها: تحميض المحيطات وتبعات ذلك على الأنواع البحرية، والآثار المترتبة على التلوث الضوضائي والتلوث الضوئي الاصطناعي والتلوث الدوائي وآثار التعدين الساحلي. كما أغفلوا عن الفيضانات والجفاف الشديد، ونطاق وآثار التلوث البلاستيكي، والآثار المشتركة لمختلف التهديدات البيئية والمركبات الكيميائية.
يحث العلماء دائمًا على أهمية العمل من أجل تعزيز السواحل باعتبارها حراس المحيطات، وإشارة إلى ضرورة الحفاظ عليها، وأهمية تعزيز العمل المحلي والاتفاقيات الشاملة للسيطرة على المفاجآت غير السارة مستقبلًا؛ خاصة مع تفاقم الاحترار العالمي وحدوث تغيرات بيئية مستمرة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز