كوكو شانيل.. أسطورة الموضة وبنت الملجأ
كوكو شانيل مصممة فرنسية من أصل متواضع شقت طريقها وتمكنت من كسر قوالب المجتمع حتى أصبحت من علامات الرقي والأناقة.
في عام 1883 ببلدة سومور بغرب فرنسا، وُلدت كوكو شانيل، ذات الأصول المتواضعة التي تخلت عنها أسرتها، ونشأت داخل ملجأ للأيتام واستطاعت بمجهودها الشخصي أن تصبح ملكة الأناقة في القرن العشرين.
كانت بداية كوكو شانيل متواضعة، ولكنها مع مرور الوقت عُرفت بأنها صاحبة تصاميم وأزياء مميزة، تعبر عن مختلف الحالات المزاجية للمرأة .. هى امرأة اختارت أن تسلك طريقا غير مضمون النتائج لتتحول فيما بعد إلى نموذج للأناقة والرقي.
اشتهرت "المدمازيل" كما لقبها الكثيرون، بطريقة تصفيف شعرها "آلا جارسون"، وهو ما جعل البعض يرونها بمظهر يميل إلى تقليد الرجال، ولكنها نجحت بأسلوبها الفريد في ذلك العصر في أن تجعل من نفسها أفضل نموذج دعاية لدار أزيائها التي كانت تعد تصميماتها في إطار السعي العام وقتها لتحرير المرأة.
لم يقتصر تميزها على تصميم الأزياء فحسب، حيث حملتها افكارها لابتكار أزياء، وضم أنواع من أقمشة كانت حكرا على الرجل في وقتها إلى خزانة الملابس النسائية، وهو الأمر الذي كان محظوراً على مجتمعها مجرد التفكير فيه، ولاتزال أفكارها عن "الأناقة" حية حتى وقتنا هذا.
كوكو شانيل ملهمة السينما
ألهمت حياة كوكو شانيل العديد من مخرجي السينما الباريسية باعتبارها النافذة الدولية للثقافة الفرنسية، ولجأوا إلى قصة حياة "المدموازيل" سعيا لكي تبقى آراؤها وأفكارها الخاصة بعالم الموضة حية في ذاكرة العالم.
ويرى نقاد السينما الفرنسية أن تجسيد قصة حياة كوكو شانيل على الشاشة الفضية هو الطريقة المثلى لتخليد ذكراها، والإبقاء عليها حية مثلما حدث منذ أعوام مع أفلام جسدت الرموز الفرنسية من أمثال إديث بياف وجورج صاند والماركيز دو ساد.
ومن الأفلام التي تناولت حياتها، كان الفيلم "Coco avant Chanel" (كوكو قبل شانيل) من بطولة الممثلة الفرنسية أودري تاتو، بطلة فيلمي "أميلي" و"شفرة دافنشي" أمام توم هانكس.
وفي سبيل تجسيد هذه الشخصية العالمية تعيّن على توتو التخلي عن جمالها "البريء" التي اتسمت به في أدوارها السابقة والاستعانة بقدرات تعبيرية حادة لتجسد المرأة الأسطورة التي عرفها الجميع بقوة لا يمكن ردعها وطموح وشخصية مسيطرة.
وقالت الممثلة الفرنسية وقت تصوير الفيلم إنها تعتقد "أن كوكو كانت من أوائل الناشطات المدافعات عن حقوق المرأة.. هي بالفعل شخصية عصامية رائعة مليئة بالقوة والمعاني القيمة، وقد علمت نفسها بنفسها وكانت امرأة عصرية جدا بالنسبة للوقت الذي عاشت فيه".
وذكرت أودري تاتو في لقائها مع الصحافة الفرنسية وقت تقديم الفيلم أن "كوكو كانت امرأة في حالة غضب مستمر، ليس من الأشخاص وإنما من مجتمع يسعى لوضع قيود على وجودها وشهيتها للحياة".
وصدرت أفلام أخرى تتناول حياة شانيل وإن كانت أقل تفصيلا مثل "كوكو شانيل وإيجور سترافنسكي" للمخرج جان كونين، والذي يركز على العلاقة بين المصممة الفرنسية والملحن الروسي خلال العشرينيات، ويجسد شخصيتهما عارضة الأزياء آنا موجلاليس ومادس ميكلسين على الترتيب.
وليس من قبيل المصادفة أن تصبح كل من أودري تاتو، وآنا موجلاليس، الممثلتين اللتين جسدتا شخصية كوكو شانيل على شاشة السينما، بطلة الحملة الدعائية لعطور شانيل، وهما "شانيل نمبر 5" و"ألور" عل الترتيب لتنضما إلى قائمة أشهر النجمات اللائي ظهرن في الحملات الدعائية لعطور شانيل مثل كاترين دونوف ونيكول كيدمان.
جدل حول فيلم
من المعروف أن شيرلي ماكلين، التي سيتذكرها الجمهور دائما في دور "إيرما لا دوس" لبيلي ويلدر، جسدت دور كوكو شانيل في فيلم تلفزيوني لقناة "لايفتايم" وهو الدور الذي رشحت عنه لجائزة الكرة الذهبية في العام الماضي.
وتعرضت ماكلين عن دورها في الفيلم لانتقادات لاذعة من كارل لاجرفيلد مدير دار أزياء شانيل حينها، على اعتبار أنها لا تتمتع بالنحافة التي تميزت بها كوكو شانيل طوال حياتها.
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4xMjIg جزيرة ام اند امز