نزلة البرد التي لا تنتهي.. خبير يكشف السبب الخفي داخل منزلك
 
                                        مع انخفاض درجات الحرارة وبدء موسم الشتاء، يلاحظ الكثيرون استمرار أعراض تشبه نزلات البرد لفترات أطول من المعتاد.
وبينما يظن البعض أنهم يعانون من دور برد متكرر، يؤكد مختصون أن الأمر قد يكون "حساسية شتوية" ناجمة عن مسببات حساسية داخل المنازل، وليس فيروسا موسميا كما يعتقد الكثيرون.
وتتضمن أعراض هذه الحالة سيلان الأنف، حكة العينين، تهيج البشرة، احتقان الجيوب الأنفية والصداع، وهي أعراض تتطابق مع حمى القش المعروفة في فصلي الربيع والصيف عند ارتفاع مستويات حبوب اللقاح. إلا أن الفرق في الشتاء أن مسببات الحساسية تأتي من داخـل المنزل.
ويشير الخبراء إلى أن ما يسمى "حمى القش الشتوية" أو التهاب الأنف التحسسي ينتج عن التعرض إلى عث الغبار، ووبر الحيوانات الأليفة، والعفن الفطري في الأماكن الرطبة مثل المطابخ والحمامات.

ومع زيادة ساعات البقاء داخل المنازل وتشغيل أنظمة التدفئة، تتفاقم هذه الأعراض وقد تستمر لأسابيع أو أشهر. وفي بعض الحالات الشديدة قد تسبب ضيقا في التنفس أو دوارا، خلافا لنزلات البرد التقليدية التي تختفي خلال 7 إلى 10 أيام.
ويقدم المختصون عدة علامات تساعد على التفرقة بين نزلة البرد والحساسية الشتوية؛ فمخاط الحساسية غالبا ما يكون شفافا ومائيا، بينما يصبح أكثر سماكة واصفرارا في حالات الإصابة الفيروسية. كما أن حكة الوجه والعيون ليست عرضا شائعا في نزلات البرد.
ويعد عث الغبار السبب الأكثر شيوعًا في الشتاء، إذ يتغذى على بقايا الجلد ويميل إلى التكاثر في البيئات الدافئة والرطبة، خصوصًا داخل الأغطية والوسائد والسجاد. وتنصح التوصيات باستبدال الوسائد المحشوة بالريش بأخرى صناعية وغسل المفروشات أسبوعيًا على درجات حرارة عالية، إضافة إلى استخدام المكانس المزودة بفلتر لمنع إعادة نشر الغبار داخل المنزل.
كما يُعد العفن الفطري أحد الأسباب المهمة، خاصة في المناطق سيئة التهوية. ويوصي الخبراء بفتح النوافذ عند الإمكان، وتجنب تجفيف الملابس داخل الغرف المغلقة لتقليل الرطوبة التي تشجع على نمو العفن.

ويضيفون أن أوراق الأشجار المتحللة في الشتاء وحتى أشجار عيد الميلاد الحقيقية قد تحمل أنواعًا من العفن تُثير الحساسية لدى البعض.
أما بالنسبة لمحبي الحيوانات الأليفة، فقد تكون زيادة الاحتكاك داخل المنزل في الشتاء سببا إضافيا لحدة الأعراض، ويُفضل إبقاء الحيوانات خارج غرف النوم وغسلها أسبوعيًا للحد من تساقط الوبر.
وفي حال استمرار الأعراض، ينصح الأطباء باستخدام مضادات الهيستامين أو بخاخات الأنف الستيرويدية المتوفرة دون وصفة طبية، والتي أثبتت فعاليتها في تخفيف حساسية الشتاء.
ويختتم الأخصائيون نصائحهم بالتأكيد على أن تحسين التهوية، خفض الرطوبة، والتنظيف المنتظم تعد خطوات بسيطة لكنها فعّالة لتجنب "نزلة البرد التي لا تنتهي" خلال أشهر الشتاء الباردة.
 
                                                            
                                                     
                                                            
                                                     
                                                            
                                                    