إحداها لترامب.. جدل بعد اختفاء صور من ملفات إبستين بموقع وزارة العدل
أثار حذف عدد من الصور من ملفات جيفري إبستين المنشورة على الموقع الإلكتروني لوزارة العدل الأمريكية جدلًا واسعًا، بعد تبيّن اختفاء ما لا يقل عن 16 صورة، من بينها صورة يظهر فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست، أُزيلت الصور، السبت، من المنصة التي أنشأتها الوزارة لإتاحة الاطلاع على الوثائق المرتبطة بالتحقيقات في قضية إبستين، من دون تقديم أي توضيح رسمي لأسباب الحذف.
ومن بين المواد التي جرى حذفها صورة لخزانة داخل منزل إبستين في مانهاتن، يظهر فيها درج مفتوح يحتوي على مجموعة من الصور، من بينها صورة واحدة على الأقل للرئيس ترامب.
ولم تصدر وزارة العدل أي تعليق يوضح ملابسات إزالة هذه الصور، ما فتح الباب أمام تساؤلات سياسية وإعلامية متزايدة.
وسارع الديمقراطيون في لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي إلى استغلال اختفاء صورة ترامب، إذ أعادوا نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي، ووجّهوا استفسارات مباشرة إلى المدعية العامة بام بوندي حول دوافع الحذف، مطالبين بمزيد من الشفافية بشأن إدارة ونشر هذه الملفات الحساسة.
ولم يقتصر الحذف على صورة ترامب، إذ اختفت أيضًا اثنتا عشرة صورة أخرى كانت تُظهر ما يُعرف بـ«غرفة التدليك» سيئة السمعة في الطابق الثالث من قصر إبستين في نيويورك.
وتشير التحقيقات إلى أن هذه الغرفة، الواقعة في نهاية ممر يؤدي إلى غرفة نوم إبستين، كانت مسرحًا لعدد من الاعتداءات الجنسية، بما في ذلك اعتداءات على فتيات قاصرات. وكانت أرفف الغرفة، بحسب الصور، تضم أدوات مختلفة من بينها كرة فضية وسلسلة.
وأظهرت الصور التي أُزيلت لوحات وأعمالًا فنية وصورًا فوتوغرافية لنساء عاريات، مع طمس وجوه بعضهن.
وفي المقابل، لا تزال بعض الصور والأعمال الفنية الأخرى المشابهة معروضة على الموقع، كما بقيت بعض صور غرفة التدليك متاحة للجمهور، ما زاد من الغموض بشأن معايير الحذف وحدوده.
وكانت هذه الصور جزءًا من مجموعة ضخمة من الوثائق والمواد التي اضطرت إدارة ترامب إلى نشرها تنفيذًا لقانون أُقرّ الشهر الماضي، يُلزم وزارة العدل بالكشف عن جميع الملفات التي بحوزتها والمتعلقة بإبستين، المدان بجرائم جنسية، والذي توفي في السجن عام 2019 أثناء انتظاره المحاكمة بتهم تتعلق بالاتجار الجنسي بالقاصرين.
ورغم التوقعات الكبيرة، جاءت الملفات المنشورة - التي شملت آلاف الصور ووثائق التحقيق - مخيبة لآمال كثيرين، إذ لم تضف سوى القليل إلى معرفة الرأي العام بتفاصيل سلوك إبستين، كما لم تكشف معلومات جديدة ذات أهمية عن شبكة علاقاته برجال الأعمال والسياسيين الأثرياء والنافذين المرتبطين به.
وعلى غير عادته، لم يُدلِ الرئيس ترامب بأي تعليق على هذه الملفات، التي تضمنت تفاصيل أكثر عن خصمه السياسي، الرئيس السابق بيل كلينتون، مقارنة بما ورد عنه شخصيًا.
وفي الوقت نفسه، أكدت وزارة العدل عزمها نشر دفعات إضافية من الملفات المتعلقة بإبستين خلال الأسابيع المقبلة.
وفي هذا الإطار، أصدرت الوزارة يوم السبت دفعة ثانية من الوثائق شملت محاضر جلسات هيئة المحلفين الكبرى السرّية في التحقيقات الفيدرالية الخاصة بإبستين وشريكته المقربة غيسلين ماكسويل. ورغم أن هذه المحاضر لم تُنشر من قبل، فإنها لم تقدّم بدورها معلومات جوهرية جديدة تتجاوز ما كان معروفًا مسبقًا عن القضيتين.