أجواء الحرب الباردة تعود مع "أبو القنابل" و "أم القنابل"
مع إعلان كل من الولايات المتحدة وروسيا عن امتلاكهما قنابل غير نووية شديدة الانفجار، تعود أجواء الحرب الباردة بين البلدين.
سباق تسلح جديد يظهر في الأفق بين الولايات المتحدة وروسيا، حيث أعلن كل من البلدين امتلاكه قنبلة شديدة الانفجار بقوة توازي القنابل النووية دون تأثير الإشعاعات، في خطوة تعيد للأذهان أجواء الحرب الباردة بينهما، خصوصا مع وجود ملفات متشابكة بين البلدين.
وأعلنت الولايات المتحدة إلقاءها أكبر قنبلة غير نووية في منطقة شرق أفغانستان المعروفة بالوجود المكثف بمسلحي داعش، وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن الضربة نُفذت باستخدام 21,000 رطل من القنبلة المعروفة بأم القنابل من سلاح الجو الأمريكي.
اسم القنبلة العسكري هو " GBU 43\B "، ويبلغ طولها 9 أمتار، ووزنها 10 آلاف كيلو " 10 أطنان" ، فيما يبلغ قطرها 103 سنتيمتر، وسميت إعلاميا باسم "أم القنابل" أو MOAB.
في المقابل، قامت روسيا بالكشف عن امتلاكها قنبلة أقوى من نظيرتها الأمريكية، والتي تتعدى في قدراتها النسخة الأمريكية، وأوضحت وسائل الإعلام الروسية، أن القنبلة الحرارية الروسية "أبو القنابل" تثير موجة تفجيرية أقوى من تلك التي تخلقها القنابل الذرية لكن من دون تأثيرات جانبية كتلك الموجودة بالأسلحة النووية.
إلا أن مراقبين يرون أن كلا من الولايات المتحدة وروسيا بدآ سباق تسلح جديد يعتمد على قدرة كل طرف على عمل ضربات عسكرية جراحية لعمل أكبر قدر من الضرر للأهداف المراد تدميرها لكن دون اللجوء إلى عملية عسكرية موسعة.
ويعد وجود ملفات حساسة بين كل من الولايات المتحدة وروسيا الشرارة التي أطلقت سباق التسلح بين كل منهما، حيث الاختلاف حول الملف السوري ودعم روسيا للأسد، بالإضافة إلى محاولات الروس التغطية على استهداف الأسد للمدنيين باستعمال الأسلحة الكيميائية الدافع الذي جعل الولايات المتحدة تدرس خياراتها العسكرية في سوريا بشكل جدي.
وعلى الجانب الآخر، تعد جزر القرم في أوراسيا نقطة تماس حساسة بين كل من روسيا والناتو بقيادة الولايات المتحدة، حيث تعمل روسيا على إنتاج أسلحة متطورة بتسارع مكثف لطرحها كعامل ردع ضد اي محاولات للدخول في مواجه مباشرة مع روسيا.
لذلك، فإن تلك الملفات الحساسة تدفع العلاقات الأمريكية الروسية للعودة إلى مرحلة الحرب الباردة التي طالت لعقود عديدة بين البلدين، بالإضافة إلى أن الملفات المتشابكة لكلا البلدين قد تدفع بالمرحلة الجديدة لتلك الحرب الباردة إلى مرحلة أكثر حدة.
وبالرغم من أن العملية العسكرية الأمريكية لعرض قدرات "أم القنابل" قد وجهت في أفغانستان ضد مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، إلا أنها رسالة أمريكية مفادها أن الولايات المتحدة تمتلك قدرات حربية وتدميرية كبيرة، وأن الدخول في حرب معها يعني خسارة الطرف الأخر بشكل كبير.
وبالنسبة لروسيا، فتشير عدة تقارير إخبارية عن أن "أبو القنابل" هو سلاح ردع بالمرتبة الأولى، لإرسال رسالة مباشرة للولايات المتحدة مفادها أنه إذا ما بدات مواجة بين البلدين، فإن الخسارة ستكون كبيرة.
aXA6IDMuMTQyLjQzLjE0OCA= جزيرة ام اند امز