مع انهيار الليرة.. سوريا ترفع سقف قروض العقارات
تشهد أسعار العقارات ارتفاعات تاريخية في سوريا، إذ صارت قيم بعض العقارات في دمشق تقدر بمليارات الليرات.
لم يتوقف انهيار الليرة السورية عن ترك تبعات حادة على مفاصل الاقتصاد المحلي، أبرزها رفع أسعار السلع والخدمات في السوق المحلية، في وقت ارتفعت فيه نسب الفقر بسبب غلاء الأسعار.
أحدث تجليات أزمة انهيار الليرة السورية في السوق المحلية، إعلان المصرف العقاري السوري، عن رفع سقوف القروض العقارية، مع ارتفاع أسعار مواد البناء وأجور الأيدي العاملة، وعكس الزيادات على أسعار العقار للمستهلك النهائي.
وأصدر المصرف العقاري اليوم الأربعاء، تعميما للجمهور المحلي، رفع بموجبه سقوف القروض الممنوحة بهدف شراء أو إكمال منزل وذلك بنسب فاقت 200%.
وحسب لائحة السقوف الجديدة التي أعلنها المصرف اليوم، فقد ارتفع قرض شراء عقار جاهز أو لم يكتمل بناؤه (شراء على الهيكل وإكمال) إلى 50 مليون ليرة سورية، ارتفاعا من 15 مليون ليرة.
في نفس الاتجاه، ارتفع بالقيمة ذاتها قرض إنشاء عقار جاهز، والقروض المخصصة للجمعيات السكنية التي مشاريعها عبارة عن ضاحية مستقلة. وارتفع قرض إكمال عقار منجز كامل هيكله من 10 ملايين ليرة إلى 25 مليون ليرة سورية.
واشترط المصرف أن يتقدم المقترض بكفيل واحد على الأقل من العاملين في الدولة، في حال كان الدخل المقدم دخلا حرا، كما اشترط أن تكون عقارات الضمانة تقع في مناطق آمنة ومخدمة وقابلة للتسييل، وعلى مسؤولية إدارة الفروع في حال عدم إمكانية تسييلها مستقبلاً.
وتشهد أسعار العقارات ارتفاعات تاريخية في سوريا، إذ صارت قيم بعض العقارات في دمشق تقدر بمليارات الليرات. ويذكر أن المصارف السورية استأنفت منح القروض 2019 بعد توقف لأكثر من خمس سنوات بسبب الأزمة المستمرة في البلاد.
ووصلت أسعار البيوت والشقق السكنية إلى أثمانٍ باهظة، إذ قفزت حوالي خمسة أضعاف خلال عام، وارتفعت بنسبة 15% في شهر مارس/آذار الماضي وحده.
وأدت عوامل عدة في ذلك، وليس تدني مستوى العملة إلا السبب المباشر لتلك الحال، بينما أرخى الطلب المتزايد على الشقق السكنية بثقله على سوق العقارات.
وارتفع الطلب على العقار، مع ظهور بوادر قبل عامين على انهيار سعر صرف العملة المحلية، إذ بدأت شريحة من المواطنين في شراء العقار للحفاظ على قيمة مدخراتهم المالية.
وشكّل ذلك أحد العوامل المشجعة لشراء العقار، إذ يُعتبر أكثر أماناً في سوق تعج بالتقلبات، وتعصف بها التغييرات في سعر الصرف، إذ فقدت الليرة أكثر من 90% من قيمتها عام 2019 مقارنة بعام 2010.
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4xNzUg
جزيرة ام اند امز