الأذان الجماعي في المسجد الأموي.. تقليد فريد لم يغيره الزمن
في قلب المدينة القديمة بدمشق، ترفع مجموعة من الرجال تجمعهم غرفة واحدة بالمسجد الأموي أذاناً للصلاة ينفرد به المسجد القديم.
في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، يؤذن للصلاة شخص واحد بصوت قوي وجميل، لكن الأمر مختلف في الجامع الأموي، إذ تُردد المجموعة الأذان بإيقاع فريد في تقليد ممتد على مر الزمان.
وفي حين أن هناك روايات عديدة عن أصل هذا التقليد، يقول رئيس مجموعة المؤذنين بالمسجد، محمد زهير بينون، إن إنشاد الأذان كان جماعياً ليكون مسموعاً في جميع أرجاء المدينة، في وقت لم تكن فيه مساجد أخرى قريبة ولا مكبرات للصوت.
ويضاف أن من بين مآذن المسجد الكبيرة، كان الأذان الجماعي يتردد من فوق المئذنة المسماة "العروس"، يدور حولها أعضاء المجموعة حتى يُسمع من جميع الجهات.
ويوضح بينون: "الأذان الجماعي اخترعوه من عهد الصحابة أو من عهد الأمويين. الغاية منه مشان (كي) يوصل لأبعد مدى. ما كان فيه جوامع حول دمشق. كان الغاية منه يوصل لأبعد مدى من الصوت".
ويتابع: "مئذنة العروس كانوا يؤذنون عليها أذان جماعي. بيفتلوا (يدورون) حول المئذنة. عنّا المئذنة الشرقية مئذنة سيدنا عيسى يطلع عليها واحد يؤذن فردي ويفتل (يدور في اتجاهات كثيرة) مشان يوصل الصوت بكل الاتجاهات، والمئذنة الغربية كمان نفس الشي يطلعوا عليها ويؤذنوا أذان فردي ويفتل عليها مشان يوصل الصوت".
بالرغم من نمو المدينة واتساعها وظهور مكبرات الصوت التي جعلت مهمة توصيل الأذان أكثر سهولة، لا يزال أعضاء "مجموعة الأذان" يحافظون على هذا التقليد.
وهناك شروط ينبغي توافرها في مَن يرغب في الانضمام إلى هذه المجموعة، إذ يتعين أن يتمتع بصوت جميل ومعرفة جيدة بالمقامات الموسيقية وأنغام الموسيقى العربية.
ويتردد صوت الأذان الجماعي في جميع الصلوات ما عدا الفجر.