هواتف الطلبة "آلات مراقبة" في الجامعات الأمريكية

الكاميرات وأجهزة الاستشعار والميكروفونات المتصلة بشبكة أساسية تسجل نشاط الأفراد وأماكن وجودهم بدقة فائقة
تستخدم عشرات الجامعات الأمريكية هواتف الطلاب في مراقبة أدائهم الأكاديمي، وتحليل سلوكهم، وتقييم صحتهم العقلية.
وتعمل مستشعرات الهواتف قصيرة المدى، وشبكات الـ"واي فاي" داخل نطاق الحرم الجامعي، على تمكين مسؤولي الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة من تتبع مئات الآلاف من الطلاب بشكل أكثر دقة من أي وقت مضى.
لكن بعض الأساتذة والمدافعين عن التعليم يرون أن هذه الأنظمة تمثل سقطة جديدة في التكنولوجيا، لأنها تخترق خصوصية الطلاب.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، أبدى كثير من الأمريكيين قبولاً لتكنولوجيا المراقبة، اعتقاداً منهم بأن أنظمة التتبع هذه ستحسن من سلوك الطلاب.
وتسجل الكاميرات وأجهزة الاستشعار والميكروفونات المتصلة بشبكة أساسية، نشاط الأفراد وأماكن وجودهم بدقة فائقة، ما يقلل من فوضى الحياة اليومية.
وبدلاً من استخدام إحداثيات "جي بي إس"، تعتمد الجامعات على شبكات من أجهزة إرسال بلوتوث ونقاط الوصول اللاسلكية، لتجميع حركات الطلاب من أماكن إقامتهم إلى مدرجات الجامعة.
وقالت إحدى الشركات التي توفر شبكات الـ"واي فاي" الجامعية لمراقبة تحركات الطلاب، إنها تجمع 6000 نقطة بيانات لكل طالب يوميا.
ويصف مسؤولو الجامعات والشركة برامج المراقبة هذه بأنها محفز قوي لنجاح الطلبة، وأن معرفة الجامعة بأماكن وجود هؤلاء الطلاب يسمح لها بالتدخل قبل أن تنشأ المشكلات.
لكن بعض الجامعات تذهب إلى أبعد من ذلك، حيث تستخدم أنظمة تقوم بحساب "درجات المخاطر"، بناءً على عوامل مثل ما إذا كان الطالب يذهب إلى المكتبة بشكل كاف، أم لا.
ويحلم بعض رؤساء الجامعات بأن يتحول الطالب الجامعي إلى طالب نموذجي، يتمسك بأنماط السلوك المنضبطة، التي يتم قياسها كمياً، ومسحها وتحليلها.
وإحدى أبرز مميزات استخدام البيانات، هو اتخاذ إجراء ضد الطلاب المتغيبين، مثل استعادة أموال المنح الدراسية، بحسب ما ذكرته الصحيفة.
وقال روبن، الأستاذ في جامعة سيراكيوز، إن هذه البرامج رفعت نسبة الحضور في الفصول التي كانت خاوية ذات يوم إلى أكثر من 90%.
لكن بعض المعلمين يقولون إن هذا التحرك يهدد بتقويض استقلالية الطلاب، ويمنعهم من متابعة اهتماماتهم خارج قاعة الدراسة، لأنهم يشعرون أنهم يخضعون للرقابة.
من جانبها، أبدت جوانا جراما، مستشارة أمن المعلومات وأخصائية التعليم العالي التي قدمت الاستشارات لوزارة الأمن الداخلي حول خصوصية البيانات، قلقها بشأن تأثير كل هذه الدعاية الرقمية على حياة الطلاب اليومية.
وقالت: "نعمد بذلك إلى شل جيل كامل من الشباب بمراقبتهم وتعقبهم، وأن نملي عليهم تصرفاتهم طوال الوقت، حتى إنهم صاروا لا يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم، أليس هذا قاسيا؟ أم أن هذا هو نمط الحياة الذين تريدونه؟".