الجامعات الإماراتية.. منظومة عالمية لعقول تواكب المستقبل
تطوير التعليم أنتج منظومة تعليمية رائدة على المستوى الإقليمي والدولي وساهم في تخريج عقول مؤهلة لمتطلبات سوق العمل المحلي والعالمي
الاستثمار في العنصر البشري هو اللبنة الأساسية التي قامت عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ عهد المغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحتى الآن، إذ تُولي القيادة الرشيدة لدولة الإمارات اهتماماً كبيراً لكل ما يُطور الإنسان ويبنيه بمختلف مناحي الحياة.
يأتي في مقدمة ذلك تطوير التعليم، الذي أنتج منظومة تعليمية رائدة على المستوى الإقليمي والدولي، وساهم في تخريج عقول تستطيع مواكبة مختلف التطورات، ومؤهلة لمتطلبات سوق العمل المحلي والعالمي.
ومن منطلق حرص المؤسسات الرسمية على ترجمة رؤية القيادة لواقع ملموس، من خلال تقديم الإرشاد الأكاديمي والمهني للطلبة المُقبلين على العام الجامعي الجديد، كشفت وزارة التربية والتعليم الإماراتية عن دراسة حديثة حول التخصصات المطلوبة في سوق العمل لعام 2018، أجرتها على عيّنة متوازنة تجاوزت 13 ألفاً من خريجي أكثر من 80% من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة، بناءً على منهجية علمية تُقدم صورة واقعية عن كيفية توزيع الخريجين ضمن التخصصات الدراسية، ومدى طلبها في سوق العمل.
وأوضحت الدراسة تصدر التخصصات الهندسية بين المجالات الأكثر طلباً في سوق العمل، تليها تخصصات إدارة الأعمال، ثم العلوم الطبية، وبعدها تخصصات تقنيات المعلومات من حيث عدد الحاصلين على فرص عمل مقارنة بعدد الخريجين.
"العين الإخبارية" استطلعت آراء مجموعة من الخبراء والمتخصصين، حول ما وصلت إليه هذه الدراسة في السياق التالي..
الجامعات حلقة وصل بين الخريج وسوق العمل
جامعة زايد في مقدمة الجامعات الإماراتية التي شاركت في هذه الدراسة، وتعاونت مع وزارة التربية والتعليم للوصول إلى هذه النتائج.
يقول راشد الشامسي، مدير الشؤون المهنية للطلبة والخريجين بجامعة زايد لـ"العين الإخبارية"، إن متطلبات سوق العمل في دولة الإمارات تتجه نحو تخصصات الهندسة، نظراً لكثرة أعداد الشركات الهندسية، وتحديداً في إمارة أبوظبي.
أما كليات التربية وإدارة الأعمال، فيرى "الشامسي" أنها من الكليات الأكثر طلباً لتوظيف الخريجين، بل ويتم إجراء لقاءات التوظيف لهم داخل الحرم الجامعي، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، أما إدارة الأعمال تُعد من مجالات الخدمات المطلوبة في كل أنواع الشركات، وبالتالي يكون الطلب أكبر عليها.
ولفت "الشامسي" إلى أن جامعة زايد تقدم الإرشاد المهني لتأهيل الطلبة لسوق العمل، من خلال مجموعة من البرامج والمبادرات، ومن أمثلتها برنامج "مساري"، الذي يساعدهم على تحديد وجهتهم في سوق العمل، بناءً على مهاراتهم من خلال اختبارات متعددة.
وأشار "الشامسي" إلى أن الخدمات التي تقدمها جامعة زايد كذلك للتوجيه والدعم المهني للطلبة والخريجين لتأهيلهم لسوق العمل، يأتي من بينها إقامة معارض دورية للتوظيف بمشاركة أكبر الشركات، التي تمثل حلقة وصل ما بين الطلبة والخريجين من ناحية، وسوق العمل من ناحية أخرى، إضافة إلى توفير فرص التدريب والتأهيل المستمر، مع عقد شراكات مع الجهات الكبرى ذات الصلة، وهو ما يعود بالنفع على مسؤولي تلك الجهات والخريجين على حد سواء.
بيئة محفزة للاستثمارات
الدكتور راشد علي الزحمي، رئيس قسم الإدارة في كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة الإمارات العربية المتحدة، يرى أن دولة الإمارات أرض الفرص ومقصد المستثمرين ورواد الأعمال، والدليل على ذلك تصدرها عالمياً في مختلف المجالات، لدعمها للمبدعين والمفكرين واستثمارها الحقيقي في العنصر البشري.
وأرجع "الزحمي" السبب في زيادة الطلب على تخصصات إدارة الأعمال في الإمارات، إلى امتلاكها أهم المراكز التجارية العالمية، إضافة إلى كثرة أعداد الشركات بمختلف أنواعها ومستوياتها، مشيراً كذلك إلى أن نظام الضرائب الجديد في دولة الإمارات، مع توافر البيئة الاقتصادية المحفزة للاستثمارات، يزيد أيضاً من الطلب على تخصصات: التسويق، المالية، المحاسبة، وإدارة الجودة.
وأكد الدكتور راشد علي الزحمي، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" أن احتضان دولة الإمارات لأكثر من 200 جنسية على أرضها من ثقافات متنوعة، فرض على المستثمرين والشركات تحقيق التنافسية على المستوى المحلي والعالمي.
وأضاف أن الإمارات تتميز بوجود مراكز رئيسية لشركات إقليمية وعالمية، منها في مجالات الأعمال المصرفية والتأمين والنقل والتوزيع وتكنولوجيا الاتصال والمعلومات وغيرها، وهو ما يزيد الاهتمام باحتياجات سوق العمل لمسوقي المنتجات والخدمات المقدمة من مختلف هذه الشركات، إضافة إلى محاسبين وماليين وغيرهما من التخصصات ذات الصلة لسد هذه المتطلبات.
وعلى جانب الإمكانات التعليمية في دولة الإمارات، قال "الزحمي" إنها تجمع بين العناصر البشرية ذات الكفاءة العالية، التي تتمثل في أعضاء هيئة تدريس ذوي الكفاءة والخبرة العالمية من مختلف دول العالم، إلى جانب توافر إمكانات خدمية وتقنية عالية الجودة لتأهيل الطلبة وسط بيئة داعمة بمواصفات ذات جودة عالمية، الأمر الذي يدعم العلم والعلماء ويحفز على الابتكار، ومن ثم التأهل الأمثل لسوق العمل.