الكولومبيون يرفضون السلام مع "فارك" بعد محادثات 4 سنوات
الرئيس الكولومبي وحركة "فارك" الثورية المسلحة يصران على السلام رغم رفض الشعب في استفتاء أجري الأحد.
اعترف الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس بالهزيمة في الاستفتاء الذي نظم الأحد والذي رفض الكولومبيون من خلاله اتفاق سلام وقعته الحكومة الكولومبية مع حركة القوات المسلحة الثورية (فارك).
وقال سانتوس في خطاب بعد الاستفتاء: "لن أستسلم وسأواصل السعي إلى السلام"، وذلك بعد أن أظهرت نتيجة الفرز أن 50.21% من الناخبين صوتوا بـ"لا"، بينما صوت 49.78% بـ"نعم" على هذا الاتفاق الذي تفاوضت الحكومة الكولومبية بشأنه مع حركة فارك على مدى 4 سنوات في كوبا.
وأضاف سانتوس في خطابه: "لقد استدعيتكم لكي تقرروا ما إذا كنتم ستدعمون أم لا ما اتفقنا عليه من أجل إنهاء النزاع مع فارك، والغالبية قالت لا".
وأشار إلى أن "الوقف النهائي لإطلاق النار والأعمال الحربية من الجانبين سيبقى قائماً وسارياً"، كما كان معمولاً به منذ دخوله حيز التنفيذ في 29 أغسطس/آب الماضي.
وأردف سانتوس: "سأستدعي الإثنين جميع القوى السياسية، خصوصاً تلك التي اختارت التصويت بالرفض، من أجل الاستماع إليها وفتح آفاق للحوار واتخاذ قرار بالطريق الذي سنتبعه".
وأوضح الرئيس الكولومبي: "أعطيت تعليمات إلى رئيس الفريق الحكومي التفاوضي (أومبرتو دولا كال) والمفوض السامي للسلام (سيرجيو جاراميلو) لكي يتوجها إلى هافانا لإطلاع مفاوضي فارك على نتائج هذا الحوار السياسي".
ومن جانبها، أعربت حركة القوات المسلحة الثورية (فارك) عن أسفها الشديد لرفض الكولومبيين اتفاق السلام الذي وقعته مع الحكومة الكولومبية، وكررت التزامها التوصل إلى حل تفاوضي لإنهاء أكثر من نصف قرن من النزاع المسلح.
وقال قائد القوات المسلحة الثورية (الماركسية) رودريجو لوندونو المعروف باسميه الحركيين تيموليون خيمينيز أو تيموشنكو، في تصريح صحافي بهافانا الكوبية، إن حركة "الفارك تأسف بشدة لكون القوة التدميرية لأولئك الذين يزرعون الكراهية والاستياء قد أثرت على رأي الشعب الكولومبي".
ورغم رفض الشعب الكولومبي لاتفاق السلام مع الحركة، أكد لوندونو أن القوات المسلحة الثورية لا تزال "راغبة في السلام، وتكرر استعدادها لاستخدام الحوار فقط وسيلة للبناء في المستقبل".
أما حركة "جيش التحرير الوطني"، ثاني حركات التمرد في كولومبيا، فدعت إلى مواصلة السعي إلى "حل تفاوضي" للنزاع المسلح في كولومبيا.
وكتب "جيش التحرير الوطني" على "تويتر" بعد إعلان نتائج الاستفتاء، "رغم النتائج، يجب الكفاح من أجل السلام"، مضيفة: "ندعو المجتمع الكولومبي إلى مواصلة البحث على حل تفاوضي للنزاع المسلح.
ورفض الكولومبيون الأحد اتفاق السلام مع "فارك" الذي يهدف إلى وضع حد لنزاع مستمر منذ 52 عاماً، من خلال تصويتهم بـ"لا" في الاستفتاء.
ودعت الحكومة الكولومبية نحو 35 مليون ناخب للمشاركة بـ"نعم" أو "لا" على سؤال: "هل تؤيد الاتفاق النهائي لوقف النزاع وإقامة سلام ثابت ودائم؟"، وهو عنوان وثيقة مؤلفة من 297 صفحة تشكل خلاصة محادثات متنقلة في كوبا انتهت في 24 أغسطس/آب الماضي بعد 4 سنوات.