إطلاق نار في مدرسة ثانوية بكولورادو يخلف قتيلا وطفلين مصابين

إطلاق نار داخل مدرسة إيفرغرين الثانوية قرب دنفر يسفر عن مقتل طالب وإصابة اثنين، والشرطة الأمريكية تحقق في ملابسات الهجوم ودوافعه.
أعلنت السلطات المحلية في ولاية كولورادو الأمريكية عن إصابة ثلاثة أشخاص، بينهم طفلان، في حادث إطلاق نار وقع ظهر الأربعاء 10 سبتمبر/ أيلول 2025 داخل مدرسة إيفرغرين الثانوية، الواقعة على بُعد نحو 30 ميلاً جنوب غرب مدينة دنفر.
وبحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن الحادث بدأ حين أطلق أحد طلاب المدرسة النار داخل الحرم المدرسي، متسبباً في إصابة اثنين من زملائه، قبل أن يُقدم على إطلاق النار على نفسه، ليفارق الحياة لاحقاً في المستشفى.
تفاصيل حادث إطلاق النار داخل مدرسة إيفرغرين في كولورادو
ذكرت شرطة مقاطعة جيفرسون أن إطلاق النار بدأ قبيل الساعة 12:30 ظهراً، في أكثر من موقع داخل المدرسة، شمل مناطق داخلية وخارجية.
وأوضحت المتحدثة باسم الشرطة، جاكي كيلي، أن السلاح المستخدم كان من نوع "ريفولفر"، كما أكّدت أن عناصر الأمن لم يطلقوا أي أعيرة نارية أثناء تدخلهم في الموقع.
أما الطالب منفذ الهجوم، فقد نُقل إلى المستشفى إثر إصابته بطلق ناري ذاتي، لكن جرى إعلان وفاته لاحقاً. وتم نقل الطالبين المصابين إلى أحد المستشفيات القريبة، حيث وُصفت حالتهما بالحرجة عند وصولهما.
وقالت ليندسي رادفورد، ممثلة مستشفى سانت أنتوني، إن أحد المصابين استقرت حالته وتم نقله إلى مستشفى آخر لاستكمال الرعاية، فيما بقي الآخر تحت العناية المركزة.
ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد دوافع الحادث، إذ تعمل الشرطة على جمع معلومات من خلال تفتيش منزل المشتبه به، إضافة إلى خزانته الخاصة في المدرسة ومركبته.
كما لم تُحدَّد بعد العلاقة المحتملة بين الضحايا والمهاجم، فيما تم تداول تقارير غير مؤكدة عن وجود إصابة رابعة لم تتمكن الشرطة من التحقق من صحتها حتى الآن.
المجتمع المحلي يعيش حالة صدمة بعد حادث إطلاق النار
تنتمي مدرسة إيفرغرين إلى شبكة المدارس العامة في مقاطعة جيفرسون، وهي المنطقة نفسها التي تضم مدرسة كولومباين الثانوية، المعروفة بالحادث الدموي الذي وقع عام 1999. هذا الربط أعاد إلى الذاكرة مشاعر قديمة من الخوف والقلق لدى السكان المحليين.
وفي تصريحاتها، وصفت تريسي دورلاند، المديرة العامة لمدارس المقاطعة، الحادث بأنه يوم شديد القسوة على المجتمع المدرسي، مؤكدة أن الجميع ما زال متأثراً بما جرى.
كما أعرب مايك ويج، رئيس دائرة الإطفاء في إيفرغرين، عن تأثره الشديد أثناء حديثه عن استجابة المسعفين، مشيراً إلى أن العديد منهم يعيشون في المنطقة نفسها ويعرفون المدرسة جيداً، وهو ما زاد من صعوبة التعامل مع الموقف.
من جانبها، قالت جاكي كيلي إن حالة من الخوف الشديد سيطرت على الطلاب وأولياء الأمور، مع وجود عدد كبير من الطلبة داخل المدرسة وقت وقوع إطلاق النار. وروت الطالبة صوفي كلير مولسو ما حدث برسالة نصية إلى والدتها كتبتها في الساعة 12:31 ظهراً قالت فيها: "أمي، أطلق أحدهم النار في المدرسة. أنا خائفة جداً".
وأضافت في رسالة لاحقة أنها نجحت في الهروب من المكان عبر الأبواب الأمامية، حيث التقاها أحد أصدقائها في الشارع.
والدتها، ليزا ماري شوارتز، وصفت تلك اللحظات بأنها الأصعب في حياتها، مشيرة إلى شعورها بالعجز التام أثناء محاولتها التواصل مع ابنتها لمعرفة موقعها، وقالت: "لم يكن لدي أي سيطرة. لا شيء يمكنني فعله".
وشاركت عدة وكالات اتحادية في التعامل مع الحادث، من بينها مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ومكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية (ATF)، إلى جانب فرق الطوارئ المحلية.
الحاكم جاريد بوليس عبّر عن تضامنه مع المصابين وعائلاتهم، مؤكداً في بيان له أن جميع الطلاب في كولورادو يجب أن يشعروا بالأمان داخل مدارسهم دون الحاجة إلى القلق أو الخوف من مثل هذه الحوادث.
ولا تزال التحقيقات مستمرة، فيما يحاول المجتمع المحلي في إيفرغرين استيعاب ما حدث في وقت تبقى فيه الأسئلة الأساسية دون إجابات واضحة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA== جزيرة ام اند امز