جنرال إثيوبي يكشف خطط تطوير الجيش واستراتيجية هزيمة "جبهة تجراي"
قال نائب رئيس أركان الجيش الإثيوبي الجنرال أباباو تاديسي، السبت، إن بلاده تعمل على بناء جيش وطني يواكب التطور الذي وصل إليه العالم.
وأوضح الجنرال تاديسي، في مقابلة مع وسائل إعلام حكومية إثيوبية، أسباب التوجه لبناء قوة عسكرية ضاربة في أفريقيا.
ولفت إلى أن الجيش تم بناؤه على قاعدة الولاء السياسي من قبل جبهة تحرير تجراي، التي قادت المشهد السياسي طيلة الـ27 عاما الماضية، فضلا عن تدميرها القوات الجوية التي كانت شكلية فقط، حيث لم يستثمر فيها خلال تلك السنوات من حكم الجبهة عن قصد مخطط من قبلها.
وأرجع الجنرال الإثيوبي تمكن جبهة تحرير تجراي من الوصول إلى مناطق "وللو، وشوا" القريبة من العاصمة أديس أبابا، إلى استغلال الجبهة للنزعة القومية لتجراي وتصوير الخلاف على أنه يستهدف شعب تجراي بدرجة أولى، ما ساعدها في حشد مئات الآلاف من شباب الإقليم للحرب.
وتابع "لقد تفوقت علينا جبهة تحرير تجراي في تنظيم نفسها وقواتها التي حشدتها، ويصل عددهم إلى 250 ألفا ومثله من الشباب الموالين لها، مقابل 44 ألفا من قوات الجيش الإثيوبي، الذي تم بناؤه إبان فترة حكم الجبهة".
وأضاف الجنرل تاديسي أنه بجانب هذا التفوق البشري لدى جبهة تحرير تجراي، كان لديها عتاد عسكري مثل المدرعات والدبابات والمدفعية والأسلحة المضادة للطائرات، التي أخفتها طيلة الـ27 عاما في إقليم تجراي بحكم وجودها على السلطة حينها.
وقال إن جبهة تحرير تجراي دخلت إقليمي أمهرة وعفار وهي تمتلك 250 ألفا من القوات وعدد 50 دبابة ومدفعا ومضادات الطيران، وكان هدفها الأول القضاء على الجيش والوصول إلى منطقة "ميللي" منفذ البلاد الرئيسي مع جيبوتي بإقليم عفار، وذلك لإجبار الحكومة على التفاوض، من خلال خنق البلاد ثم الوصول لمنطقة "شوا" بإقليم أمهرة القريبة من العاصمة لتهديد الحكومة الفيدرالية.
وأوضح أن جبهة تحرير تجراي كانت تعتمد في هذه الحرب على الأمواج البشرية والتفوق البشري، والدعاية النفسية الحربية بهدف التسريع من الوصول إلى أديس أبابا، لأنهم كانوا يعلمون أن الجيش الإثيوبي يقوم بتجهيزات عسكرية في نفس الوقت الذي يخوض فيه الحرب، من حشد آلاف المجندين لمواجهة التفوق البشري للجبهة.
استراتيجية الدفاع والاستعداد للهجوم
وعن خطتهم لمواجهة هذا التفوق البشري لقوات جبهة تحرير تجراي وتقدمها، قال الجنرال تاديسي، إنهم وضعوا خططهم واستراتيجيتهم المحكمة لإنقاذ إثيوبيا أولا بعد معرفة أماكن قوتهم وضعفهم، وتحديد المواقع ينطلقون منها لمهاجمتها ثانيا.
ولفت إلى أنه من الحكمة وعدم الاندفاع والعقلانية والاستفادة من الاستراتيجيات العسكرية، فهي من كانت سر نجاح الجيش الإثيوبي في التصدي لقوات جبهة تحرير تجراي وتقدمها.
ولفت الجنرال تاديسي إلى أن هناك ما يعرف بـ"استراتيجية مناطق الخطوط الحمراء" والتي كانت تهدف بدرجة أولى إلى منع تمكين قوات جبهة تحرير تجراي من الوصول إلى "ميللي" المنفذ الرئيسي على جيبوتي، ومدينة الحمرة الحدودية مع السودان، وذلك لمنع أي إمدادات قد تصل إلى الجبهة من هذه المناطق باعتبارها مناطق هدف أولي للجبهة.
تلي هذه الخطوة، الدفاع عن شمال مناطق "وللو وشوأ" القريبة من العاصمة أديس أبابا بقدر الإمكان لحين وصول المجندين الجدد بالجيش، وتغيير التكتيكات والعمل في نفس الوقت على الإسراع بدعم قوات الجيش وتعزيزه بقوات أخرى وتسليحه بكل أنواع الأسلحة المطلوبة.
ولفت الجنرال الإثيوبي إلى خطة الجبهة بتكثيف هجومها بالأمواج البشرية لمنع وصول القوات المعززة لقوات الجيش بمناطق القتال الجديدة لأنها كانت تعلم ذلك.
وقال إنه بعد اكتمال جميع التجهيزات العسكرية للقوات البرية والجوية بكامل تسليحها "بدأنا الهجوم واستطعنا إلحاق هزائم كبرى بالجبهة، وإجبارها على العودة لإقليمها في غضون 12 يوما فقط، في حين أن وصول جبهة تحرير تجراي لهذه المناطق استغرق أكثر 5 أشهر، وهو ما يفخر به الجيش الإثيوبي الذي استطاع تأكيد كفاءته وقيادته للحرب في فترة وجيزة".
الانطلاق للهجوم
وعن نقطة انطلاق الهجوم الذي بدأه الجيش على جبهة تحرير تجراي، قال الجنرال تاديسي، إن البداية كانت من جبهة "كاساغيتا" بإقليم عفار، ثم منطقة "شوا" بإقليم أمهرة القريبة من العاصمة أديس أبابا.
وقال "كنا نعلم أن القوى الخارجية التي كانت تقف إلى جانب جبهة تحرير تجراي ودعمتها في الوصول إلى العمق، وخططت لتشكيل قوات حفظ سلام وقوات أخرى مساندة للجبهة عند وصولها أديس أبابا، فضلا عن تشكيل حكومة انتقالية لتولي السلطة بقيادة الجبهة والترتيب لانفصال إقليم أوروميا من خلال جماعة أونق شني الإرهابية".
وأضاف أن قيادة رئيس الوزراء الإثيوبي للحرب كان بداية الهجوم على الجبهة، وقال إن آبي أحمد قاد الحرب لأنه كان يعلم هذا المخطط، وعرض نفسه للموت في أي لحظة، لذلك قرر قيادة الحرب لأن الهدف المخفي وراء هذه الحرب المعقد كان تفكيك إثيوبيا.
وتابع "الآن الجبهة تعلم تماما هزيمتها وتعلم أنها لم تحقق هدفها بعدما أجبرت على العودة لإقليمها، ولم تعد بدباباتها وسلاحها الذي دخلت به إقليمي أمهرة وعفار، ولكنها تحشد مئات آلاف من شباب تجراي لمعركة أخرى".
وأكد الجنرال تاديسي أن "الحرب مع جبهة تحرير تجراي لم تنته بعد، وقال نحن الآن في مرحلة تقييم واستعداد للمعركة القادمة، وفي نفس الوقت نعطي فرصة لشعب تجراي بالتفكير مرة أخرى في الحرب التي أصبح وقودها أبناؤه".
وقال إن الهدف الرئيسي للجيش الإثيوبي مازال هو القضاء على الجبهة، لأن وجودها لن يمنح البلاد السلام، وأن من يدعمون الجبهة (لم يسمها) سيحاولون مرة أخرى دفعها لتحقيق أهدافهم.
واختتم الجنرال الإثيوبي حديثه عن الحرب التي شهدتها بلاده مع جبهة تحرير تجراي بالقول "إن إثيوبيا استفادت من الحرب وقامت ببناء جيش وطني قوي أكثر تنظيما وترتيبا من كل النواحي بمختلف قطاعاته البرية والجوية، ومسلح بأسلحة متقدمة، ربما لا يكون لها مثيل بالمنطقة المجاورة لها، وذلك بهدف تأمين أكثر من مائة مليون إثيوبي وحماية سيادة البلاد كدولة قوية في المنطقة".
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuOTMg جزيرة ام اند امز