التواصل بين المخ والأطراف الصناعية.. حلم قيْد التحقيق
العلماء أنشأوا طريقةً أبسط لدراسة النشاط الكهربائي في المخ، ونتائجهم يمكنها فتح الباب أمام عصر جديد من أجهزة استشعار الدماغ.
منذ عقدين، يعمل كريشنا شنوي، أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة "ستانفورد"، مع علماء الأعصاب في مختبره التعويضي للأطراف الاصطناعية، على أجهزة استشعار للزرع في الدماغ.
وتسمح هذه المعدات بتسجيل وفكّ النشاط الكهربائي للخلايا العصبية التي تتحكم في حركة الجسم.
ويسعى شنوي وفريقه البحثي، على الأمد الطويل، إلى إيجاد تواصل بين الأطراف الصناعية والمخ، حتى يُتاح التحكم فيها بواسطة الفكر الإنساني.
وتستغرق التقنيات المُستَخدمة حالياً لتحليل النشاط العصبي وقتاً طويلاً وشاقاً، و لكن نشرت مجلة "نيورون" بحثاً كشف عبره شينوي وفريقه أنهم أنشأوا طريقةً أبسط بكثير لدراسة النشاط الكهربائي في المخ، مضيفين أن نتائجهم يمكنها فتح الباب أمام عصر جديد من أجهزة استشعار الدماغ، تخلق تواصلاً بين الأطراف الاصطناعية والمخ.
وشرح شنوي الفرق بين الوضع السابق والإنجاز الجديد في تقرير نشره موقع جامعة "ستنافورد"، الأربعاء، قائلاً: "تطلق كل خلية عصبية إشارة كهربائية تحوّل الفكرة في العقل إلى حركة بالعضلات".
وتابع: "لكل خلية بصمة كهربائية خاصة بها ولا يوجد اثنان متطابقان، إذ كنا نقضي كثيراً من الوقت في عزل ودراسة نشاط كل خلية بشكل فردي".
وأفاد: "لتسجيل نشاط عدد من الخلايا العصبية دون تعقيد، استخدمنا نوعاً جديداً من الإلكترود الذي تم تصميمه لالتقاط إشارات المخ لدى الفئران، وقمنا بتكييف هذه التكنولوجيا بغية تسجيل إشارات الدماغ عند قرود الريسوس، حيث نجحنا برصد مئات من الخلايا العصبية في نفس الوقت، وأظهرنا أن هناك إمكانيةً للحصول على صورة دقيقة حول نشاط دماغ القرد".
ويعتقد شنوي أن عملهم سيؤدي في النهاية إلى زراعة عصبية تستخدم إلكترونيات أبسط لتتبُّع عدد أكبر من الخلايا العصبية، ويمكن أن يوفّر ذلك معلومات دقيقة كافية عن إشارات الدماغ للتحكم في اليد الاصطناعية القادرة على القيام بحركات سريعة ودقيقة مثل لعبة البيسبول أو العزف على الكمان".