"الإغلاق" يقود حكومة ميركل إلى ساحة القضاء.. صرخة كبرى شركات ألمانيا
يحرك الإغلاق الكامل في ألمانيا انتقادات سياسية لا تنتهي، ودعوات قضائية ضد الحكومة وقائدتها أنجيلا ميركل.
ووفق صحيفة بيلد الألمانية، فإن الشركات المالكة لمتاجر التجزئة نفد صبرها من الإغلاق والخسائر المالية المرتبطة به، وقررت اللجوء للمحكمة.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الشركات مثل سلسلة متاجر الأجهزة OBI، وعملاق الإلكترونيات "ميديا ماركت"، تغلق أبوابها منذ شهور وتخسر أموالا طائلة كل يوم، وقلقة كثيرا من المستقبل.
وتابعت "والآن، نفد صبر هذه الشركات وبدأت انتفاضة ضد الحكومة"، موضحة "لم تعد هذه الشركات راغبة في انتظار تنازلات سياسية".
- "الفاكهة" تهزم "أمازون" في ألمانيا.. أهم تفاصيل القضية
- كورونا المتحور يعمق آلام ألمانيا.. خفض جديد لتوقعات النمو
- عائلات تحكم اقتصاد ألمانيا.. صراع مخيف بين الأجيال
وأوضحت "يحاول عدد كبير من الشركات وضع حد لإغلاق المتاجر في المحكمة، في تحدٍّ قوي للحكومة وميركل".
وعلى سبيل المثال، قدمت شركة "ميديا ماركت"، أكبر شركة لبيع الأجهزة الإلكترونية بالتجزئة في ألمانيا، طلبًا عاجلاً إلى محكمة مونستر الإدارية العليا لرفع الإغلاق في ولاية شمال الراين - وستفاليا، غربي البلاد.
ومن المقرر أن تقدم الشركة طلبات أخرى للمحاكم في ولايات البلاد والعاصمة برلين.
وقال رئيس الشركة فلوريان جيتل، مبررًا هذه الخطوة: "من الواضح أن تجارة التجزئة لم تكن أبدًا نقطة ساخنة للعدوى بفيروس كورونا، وبالتالي يصبح إغلاقها غير مبرر".
أما شركة الأزياء "Breuninger" فرفعت أيضا دعاوى قضائية.
وأوضحت في بيان "رفعنا دعاوى قضائية أمام المحاكم الإدارية في ولايات بادن فورتمبيرغ وهيسن وشمال الراين وستفاليا وتورنغن وساكسونيا، وفي كل مكان نملك فيه متاجر".
وتابعت "الهدف هو التعليق الفوري لإجراءات الإغلاق لأنها غير متناسبة وتعني معاملة غير متكافئة مقارنة بتجارة المواد الغذائية".
الأكثر من ذلك أن شركة الأزياء تطالب الحكومة بتعويض، "لأن كل يوم تغلق متاجرنا يكلف الكثير من المال"، وفق البيان.
وتمثل هذه الدعاوى القضائية عبئا كبيرا على حكومة ميركل قبل اجتماع مهم مع حكام الولايات في ٣ مارس/آذار لبحث مستقبل الإغلاق في البلاد.
وأمس، قالت ميركل إن ألمانيا تشهد موجة ثالثة من "كورونا"، محذرة من التخفيف السريع لقيود الإغلاق.
وساعد إغلاق الأعمال والمتاجر غير الأساسية وفرض ضوابط على الحدود مع النمسا وجمهورية التشيك، اللتين ظهر فيهما تفش لنسخة متحورة أسرع انتشارا من الفيروس، ألمانيا في خفض الإصابات اليومية الجديدة بكوفيد- 19.
لكن بطء التطعيم وخطر تفشي نسخ متحورة سريعة الانتشار تم رصدها بالفعل في ألمانيا يمكن أن يزيد صعوبة تخفيف القيود.