4 مراحل و6 قنابل.. الكواليس الكاملة لاستهداف محمد الضيف
في ساعة متأخرة من مساء الجمعة تلقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مكالمة هاتفية من رئيس جهاز الأمن "الشاباك" رونين بار.
قال بار لنتنياهو: "تمت تهيئة الظروف المثلى لاغتيال رئيس الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف وذراعه اليمنى وقائد لواء خان يونس في القسام رافع سلامة".
وفقا للقناة الإخبارية 12 الإسرائيلية، كان على الخط الهاتفي أيضا السكرتير العسكري لرئيس الوزراء الإسرائيلي رومان غوفمان.
ووجه نتنياهو إلى بار، في المكالمة التي جرت بعد منتصف الليل، سؤالين: "الأول وهو مدى ثقة الشاباك بأنه ليس هناك رهائن إسرائيليين في المكان، والثاني وهو مدى تأكد الشاباك بأن العملية لن تؤدي إلى مقتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين خشية الانتقادات الدولية".
جاء رد بار بالنفي فرد نتنياهو بالسؤال عن نوعية القنابل التي ستستخدم في العملية، ثم قال: «بالتوفيق.. حظ سعيد».
حتى ذلك الحين كانت المشاورات تجرى عبر الهاتف، لكن بعد موافقة نتنياهو انتقلت العملية إلى مستويات أخرى.
وفقا للقناة 12، فإنه في وقت لاحق، بعد منتصف الليل، اجتمع وزير الدفاع يوآف غالانت مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي ومدير جهاز الأمن العام رونين بار لتقييم الوضع.
واعتبر الحاضرون أنه بعد وصول المعلومات الاستخباراتية النهائية بأن "الضيف قد خرج من الأنفاق إلى الأرض، نشأت فرصة نادرة لاغتياله".
وتقرر تحرك قوات وحدة خاصة مشتركة من المخابرات العسكرية والشاباك، الذي يجمع المعلومات الاستخباراتية عن أهداف بارزة في حماس.
وفي ساعات، صباح السبت، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي موجة من الغارات الجوية على مخيمات المواصي للاجئين غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.
ووفقا للاستخبارات الإسرائيلية، كان محمد الضيف ونائبه رافع سلامة، قائد لواء خان يونس، موجودين في موقع الهجوم.
وتقول صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "وصلت المعلومات الاستخباراتية المتفجرة والفورية حول وصول الضيف إلى المجمع أثناء الليل".
وتضيف: "مقدما، تم إعداد حزمة هجوم على المجمع، وانتظروا أن يكون الضيف وسلامة معا في نفس المكان".
وأشارت إلى أنه "عندما وصل التحقق الاستخباراتي، تم تنفيذ الهجوم الدقيق".
6 قنابل ثقيلة
وقال موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي: "أكد الشاباك في وقت متأخر من الليل أن الشخص فوق الأرض في خان يونس لم يكن سوى الرجل المطلوب رقم 2 في قطاع غزة، محمد الضيف، وإلى جانبه ووفقا للمعلومات الاستخباراتية الدقيقة التي تم تلقيها، رافع سلامة، قائد لواء خان يونس ونشطاء آخرين".
وأضاف: "ابتداء من الصباح، ألقت القوات الجوية قنابل ثقيلة في المنطقة وهاجمت النقطة، مستغلة فرصة أن الضيف كانت فوق الأرض وأبلغت عن إصابة دقيقة على الهدف".
وتابع: "تم إلقاء أكثر من 6 قنابل ثقيلة على المجمع الذي كان يقيم فيه الضيف ونائبه، وتم تنفيذ المزيد من الضربات في محاولة لمنعه من النجاة".
ضربة من 4 مراحل
وأشار موقع "واينت" الإخباري الإسرائيلي إلى أنه "تم تنفيذ الهجوم نفسه على عدة مراحل".
وقال: "المرحلة الأولى كانت إصابة المبنى في الجزء الذي كان يقيم فيه، أما الضربة الثانية كانت صاروخا دمر المبنى بأكمله، فيما شكلت الضربة الثالثة حزاما ناريا حول المنطقة بأكملها لمنع القوات من القدوم ومساعدته".
وأضاف: "في الجزء الرابع أصاب صاروخا خارقا التحصينات تحت الأرض".
وأشار إلى أنه "يعتقد في إسرائيل أن المجمع كان يحتوي على جزء تحت الأرض أو طريق يؤدي إلى مجمع تحت الأرض، ولذلك، حتى لو تمكن الضيف من الفرار من المبنى باتجاه مترو الأنفاق، ربما يكون قد قتل تحت الأرض".
وقال: "أحد الأسباب التي تسببت بقرار هدم المبنى قبل ضرب تحت الأرض هو أنه من الأسهل على القنبلة الوصول إلى باطن الأرض عندما يتم تسوية المبنى بالأرض".
وأشار الموقع إلى أنه "فيما يتعلق بنتائج العملية، ليس هناك يقين في إسرائيل من تصفية الضيف. لكن تقدر المخابرات 100% أن الضيف كان هناك. فهل أصيب بأذى؟ على الأرجح نعم".
واستدرك: "سواء مات أو أصيب لا تملك إسرائيل المعلومات النهائية بأنه تم القضاء عليه بالفعل".
سجل من المحاولات الفاشلة
وفي حال لم تنجح إسرائيل باغتيال الضيف، فإنها لن تكون المرة الأولى وإنما ستضاف إلى سجل طويل من سجل المحاولات الفاشلة.
ويتم التقدير بأن إسرائيل حاولت اغتياله 9 مرات.
فقد أشار موقع "واللا" إلى أنه "لفترة طويلة، زعمت قوات الأمن أن الضيف أصيب وأجرى عمليات جراحية عدة مرات، وبالكاد كان بإمكانه التنقل من مكان إلى آخر. حتى أنهم فوجئوا بأنه تمكن من إنجاب الأطفال. كانت المفاجأة الحقيقية عندما تمكنت الفرقة 162، بقيادة العميد إيتسيك كوهين، من مداهمة مكتبه تحت الأرض والكشف عن الصور ومقاطع الفيديو التي تشير إلى أنه لائق للمشي وأن وجهه لم يسحق، كما اعتقدوا لسنوات".
ونقل عن مصادر أمنية إسرائيلية أنه على مر السنين فإن خبرته العملياتية الواسعة ضد الجيش الإسرائيلي والشاباك، وإلمامه بالثقافة الإسرائيلية، وطريقة عمل المؤسسة الدفاعية، وتفكير الحكومات الإسرائيلية، جعلته أحد أهم أوراق حماس ضد إسرائيل، التي بلغت ذروتها المريرة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأضافت: "مؤسسة الأمن الإسرائيلية مقتنعة بأن الضيف مسؤول عن التخطيط العملياتي الواسع للهجوم، والعلاقة بين الألوية والكتائب والوحدات الخاصة في الجناح العسكري، واختيار التوقيت".
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية أيضا إنه بناء على المعلومات التي تم جمعها في قطاع غزة كجزء من العملية العسكرية، كانت خطة عملياتية تعمل عليها حماس منذ سنوات عديدة، ونضجت في أكتوبر/تشرين الأول 2022، ولكن تم تنفيذها بعد حوالي عام فقط.