أنفاق «حماس» بعد 9 أشهر من الحرب.. تقديرات إسرائيلية بـ«المفاجأة»
هل شبكة أنفاق «حماس» بعد تسعة أشهر من الحرب هي نفسها قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي؟
سؤال تجيب عنه تقديرات الجيش الإسرائيلي التي تفيد بأن الكثير من شبكة أنفاق حماس لا تزال في “حالة وظيفية جيدة وجهوزية مرتفعة” في أجزاء كثيرة من قطاع غزة، وأنها تشكل خطرا أمنيا على إسرائيل.
ووفق ما طالعته "العين الإخبارية" في موقع "تايمز أوف إسرائيل" يعتقد الجيش أن "حماس" ما زالت تتمتع بالقدرة على شن هجمات عبر الأنفاق بالقرب من الحدود مع إسرائيل .
ويقول الجيش، بحسب ما نقله الموقع عن القناة الـ12 العبرية، إن "أنفاق حماس في حالة جهوزية مرتفعة في مخيمات اللاجئين في وسط القطاع، ومعظم رفح في الجنوب، والشجاعية (شرق مدينة غزة)".
وبالنسبة لأنفاق الوسطى، فهي"تتيح تنفيذ عمليات قتال واقتحام من فوق الأرض وتحتها".
واستندت القناة في ذلك إلى تقييم للجيش الإسرائيلي كتبه مؤخرا.
ترميم أنفاق ومصانع خرسانة
وفي خان يونس، جنوب القطاع، تم ترميم العديد من الأنفاق التي استهدفها الجيش الإسرائيلي، وكذلك المصانع في المنطقة التي تنتج الخرسانة لبناء الأنفاق، بحسب التقرير.
ولفت الموقع الإخباري، إلى أنه على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي ركّز على التصدي لحماس في رفح في الأسابيع الأخيرة، إلا أن الأنفاق العاملة في المنطقة تُمكن عناصرها من الاقتراب من الحدود الإسرائيلية.
أما في مدينة غزة، فالأنفاق "على جهوزية وكفاءة وحالتها تتراوح ما بين متوسطة إلى جيدة، وتسمح لحركة حماس بالاقتراب من الحدود الإسرائيلية"، وفق التقرير نفسه.
هل ستكرر حماس هجوم أكتوبر؟
وفي حال انتهت الحرب الآن، كما قال التقرير، فإن “حماس لا تزال لديها القدرة على تنظيم توغل بالقرب من الحدود وربما حتى عبرها، (وإن كان) ليس على نطاق الماضي”.
وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت حماس هجوما مباغتا استهدف بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، وأسر أكثر من 250 آخرين.
وأحدث ذلك الهجوم صدمة في الأوساط الأمنية والسياسية الإسرائيلية، واندلعت على إثره حرب ما زالت مستمرة في قطاع غزة، موقعة أكثر من 38 ألف قتيل فلسطيني.
وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يزال يركز بشكل كبير على التعامل مع شبكة أنفاق حماس، ويقوم بتدميرها تدريجيا، بما في ذلك بالقرب من الحدود.
ومع ذلك، نوّه التقرير إلى تقديرات القادة العسكريين الذين ما زالوا يقولون "إنه إذا كان من الممكن التفاوض على صفقة مع حماس، "فمن الصواب التوقف الآن لاستعادة الرهائن".
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قدّر كبار مسؤولي الجيش الإسرائيليين، أن شبكة أنفاق حماس في غزة يتراوح طولها بين 350 و450 ميلا، وهو رقم مذهل بالنظر إلى أن المساحة الإجمالية للقطاع والتي تبلغ حوالي 140 ميلا مربعا فقط.
وقال مسؤول عسكري لموقع "تايمز أوف إسرائيل" إن الأمر قد يستغرق سنوات لتفكيك الأنفاق، مشيرا إلى أنه يجب رسم خرائط للممرات تحت الأرض والتحقق من وجود أفخاخ مفخخة ورهائن قبل أن تتمكن القوات الإسرائيلية من تدميرها.
وفي تقرير سابق لها، كشفت "سي إن إن" الأمريكية أن "متاهة" حماس تحت الأرض في غزة. تضم مراكز القيادة والسيطرة التابعة للحركة، وكلها بعيدة عن أعين طائرات الجيش الإسرائيلي وطائرات الاستطلاع بدون طيار.
ويقول خبراء عسكريون إن الأنفاق شكّلت أداة حربية جذابة منذ العصور الوسطى، حيث توفر للجماعات المسلحة، مثل حماس، ميزة في الحرب غير المتكافئة، مما يلغي بعض المزايا التكنولوجية لجيش أكثر تقدما مثل الجيش الإسرائيلي.