ورقة توافقية لإعلان مبادئ شامل بين حكومة السودان و"الشعبية"
الوساطة الجنوب سودانية تسلمت رؤية مكتوبة من حكومة الخرطوم والحركة الشعبية بشأن إبرام اتفاق إعلان مبادئ شامل يحدد مسار المفاوضات
طرحت الوساطة الجنوب سودانية ورقة توافقية لتقريب وجهات النظر بين حكومة الخرطوم والحركة الشعبية قطاع الشمال، حيث ينتظر أن تناقش خلال اجتماع غد الإثنين تمهيدا لصياغة اتفاق إعلان مبادئ شامل لمسار التفاوض.
وقالت مصادر لـ"العين الإخبارية"، الأحد، إن خطوة الوساطة تأتي عقب تسلمهما رؤية مكتوبة من طرفي النزاع (الحكومة والحركة الشعبية) بشأن إبرام اتفاق إعلان مبادئ شامل يحدد مسار المفاوضات، الذي سيشمل 3 محاور رئيسية، هي: (القضايا السياسية، والإنسانية، والترتيبات الأمنية).
وكان وفد الحكومة السودانية أعلن، السبت، أنه سلم رده على ورقة الحركة الشعبية التفاوضية إلى الوساطة الجنوبية، فيما طلبت الحركة مهلة ليوم أو يومين تنتهي الإثنين، بغرض الرد على رؤية الحكومة.
وبحسب مصادر سودانية، فإن ورقة الحركة الشعبية تضمنت عدداً من المطالب، بينها الدعوة إلى علمانية الدولة وضرورة مراعاة التنوع الذي تعيشه البلاد عند تقسيم السلطة، وقضايا أخرى.
وأشارت الحركة الشعبية في ورقتها إلى أن تعذر التجاوب مع هذه المطالب يستدعي منح منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حق "تقرير المصير".
ووفق المصادر نفسها فإن وفد الحكومة السودانية، الذي يرأسه الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تحفظ على مطلب علمانية الدولة.
وبدأت المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية قيادة عبدالعزيز الحلو، وتحالف الجبهة الثورية بمسارين منفصلين، منتصف الأسبوع الماضي، وسط تفاؤل واسع ورغبة من الأطراف بتحقيق السلام في البلاد.
بعد ساعات قليلة من بدء المحادثات تمكن وفد حكومة الخرطوم والحركة الشعبية من التوصل لاتفاق أطلق عليه "وثيقة قضايا التفاوض" سعيا للتوصل إلى اتفاق سلام.
وتتضمن الوثيقة -التي وقع عليها ممثل للحركة الشعبية وعضو في مجلس السيادة الانتقالي- القضايا السياسية والإنسانية والترتيبات الأمنية.
ويومها، وصف الجاك محمود الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية-قطاع الشمال هذا الاتفاق بأنه اختراق كبير في ملف التفاوض لم يحدث منذ 8 سنوات.
وقال عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي إن الحكومة تسعى مع من وصفهم بشركاء الكفاح المسلح لإحلال السلام في البلاد، مشيراً إلى أنهم نجحوا في التوصل لاتفاق خلال ساعات، بينما فشلت الحكومة السابقة في إحداث اختراق لمدة 8 سنوات.
وتعد الحركة الشعبية قطاع الشمال قيادة عبدالعزيز الحلو أكبر الفصائل المسلحة في السودان، حيث تسيطر على مناطق واسعة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وتتخذ من مدينة "كاودا" عاصمة للأراضي التي تصفها بـ"المحررة".
وعلى مدى 8 سنوات أعقبت اندلاع الحرب فشلت سلطة المعزول عمر البشير في الاقتراب من مناطق سيطرة قوات الحلو، كما فشلت في تحقيق أي تقدم في مسار التسوية السياسية السلمية معها.
وفي المسار الآخر، تجري الحكومة السودانية محادثات سلام مع تحالف الجبهة الثورية الذي يضم نحو 7 حركات مسلحة تقاتل في دارفور والنيل الأزرق في العاصمة جوبا بوساطة جنوب سودانية. ومن المنتظر أن يبرم الطرفان، الأحد، اتفاق خارطة طريق للتفاوض.
ويمثل المشاركون في محادثات جوبا الحالية كافة الفصائل المسلحة في السودان، باستثناء حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد محمد نور التي تخوض حربا في إقليم دارفور، والتي لم تحسم موقفها حتى الآن من العملية السلمية والانخراط في التفاوض من عدمه.
وتأتي المحادثات الحالية التزاماً بنص الوثيقة الدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية بالسودان، والتي نصت على ضرورة إنهاء الحرب وتحقيق السلام خلال الـ6 أشهر الأولى.
كما يشكل تحقيق السلام في السودان مطلبا شعبيا نادت به الثورة التي أطاحت بالرئيس عمر البشير، فضلا عن أنه كان يمثل أحد أهم اشتراطات الإدارة الأمريكية لإزالة اسم الخرطوم من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
واتخذ مجلس السيادة الانتقالي جملة إجراءات لبناء الثقة وتمهيد طريق محادثات السلام، بينهما وقف شامل لإطلاق النار في كل أنحاء البلاد وإطلاق سراح عدد من سجناء الحركات المسلحة في الخرطوم آخرهم 24 معتقلا، يتبعون لحركة تحرير السودان جناح عبدالواحد محمد نور.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMjMxIA== جزيرة ام اند امز