تماثيل رموز الحرب الأهلية.. فتيل إشعال الأزمات بأمريكا
صحيفة أمريكية تعرض قوانين الولايات التي تحمي الآثار الكونفدرالية، في أعقاب حادث عنف شارولتسفيل بولاية فرجينيا
سيطرت حالة من التوتر على المشهد في الولايات المتحدة مع أحداث يومي 11 و12 أغسطس/آب التي وقعت في مدينة شارلوتسفيل بولاية فرجينيا؛ بعد اندلاع اشتباكات بين متظاهرين من القوميين البيض ومحتجين مناوئين لهم؛ مما أسفر عن حالة عنف تسبب في وقوع ضحايا.
جاءت تلك التظاهرات عقب تظاهرة أخرى أصغر حجمًا الشهر الماضي، تجمع خلالها العشرات للاحتجاج على خطط المدينة لإزالة تمثال الجنرال روبرت لي، الذي قاد القوات الكونفدرالية في الحرب الأهلية الأمريكية.
المعالم والنصب التذكاري التي بنيت لتخليد ذكرى لي وغيره من قادة الكونفدرالية، الجانب الخاسر في الحرب الأهلية الأمريكية، أصبحت قضية مثيرة للجدل في الولايات المتحدة؛ حيث إن العديد منها بالفعل تمت إزالته أو نقله، بينما تظل تماثيل أخرى مثل تمثال "لي" في شارلوتسفيل مهددة بنفس المصير.
معارضون للتماثيل يقولون إنهم يمثلون بعض الفصول الأكثر قتامة في تاريخ الولايات المتحدة عندما كان الرق قانونيا والعنصرية هي القاعدة.
لكن على الرغم من تلك التظاهرات ومحاولات إزالة رموز العنصرية إلا أن ذلك قد لا يصبح حقيقة واقعة مع وجود بعض القوانين التي تنظم الأمر.
ذكرت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية، أن عدة دول تحت خط مايسون ديكسون، الفاصل بين مريلاند وبنسلفانيا في الولايات المتحدة، وضعت آليات قانونية تمنع وتصعب من أمر إزالة أو تعديل أو نقل الآثار التاريخية التي تقع ضمن إطار الملكية العامة.
في ولاية كارولينا الجنوبية، على سبيل المثال، يتطلب إزالة أي أثر الحصول على ثلثي أصوات المجلس التشريعي، أما في ولاية تينيسي فهناك لجنة تاريخية تشرف على كثير من الآثار، أما المدن في حد ذاتها فلا تملك سلطة الإزالة.
الأمر نفسه في جورجيا؛ حيث تحمي القوانين النصب التذكارية والآثار التي تكرم الخدمة العسكرية من الإزالة أو التعديل أو النقل، بما في ذلك الولايات المتحدة أو العديد من ولاياتها أو الولايات الكونفدرالية الأمريكية.
أما في مسيسيبي ففي عام 2004 مررت الولاية قانوناً يحظر إزالة أو تعديل التماثيل أو نقل النصب التذكارية التي تكرم للجيش، بما في ذلك التماثيل التي تشير إلى الحرب الأهلية، كما حظرت إعادة تسمية الشوارع أو المدارس أو المباني الحكومية التي تم تسميتها للحرب الأهلية أو غيرها من الشخصيات العسكرية أو الأحداث.
وفي كارولاينا الجنوبية، الآثار الكونفدرالية يحميها أيضاً قانون الدولة للتراث، الذي تم تمريره بعد إزالة علم الكونفدرالية عام 2000 من أعلى قبة المجلس التشريعي ونقله إلى نصب تذكاري مجاور؛ حيث يتطلب القانون ثلثي الأصوات بغرفتي تشريع الدولة لإزالة أو تعديل الأثر.
كذلك صعبت الجمعية العامة لولاية تينيسي إمكانية إزالة أثر تاريخي من أي ملكية عامة خلال العام الماضي، مع تمريرها قانون حماية التراث الذي يتطلب تصويت ثلثي أعضاء اللجنة التاريخية، حيث كان القانون قبل ذلك يتطلب أغلبية بسيطة.
من جانبه، وللمرة الثانية دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تماثيل الكونفدرالية، الخميس، مؤكداً أن إزالتهم تقتلع "الثقافة" والتاريخ الأمريكي.
وقال ترامب، في سلسلة تغريدات عبر "تويتر": "من المؤسف رؤية تاريخ وثقافة دولتنا العظيمة يتمزق مع إزالة تماثيلنا وآثارنا الجميلة".
وأضاف: "أنت لا تستطيع تغيير التاريخ.. لكن يمكنك التعلم منه، روبرت لي، ستونوول جاكسون، من التالي واشنطن أم جيفرسون؟، حماقة شديدة. أيضاً، الجمال الذي يتم إخراجه من مدننا وبلداتنا سنفتقده بشدة، ولن نكون قادرين أبداً على أن نجد ما يحل محله".
في السياق نفسه، ذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أنه لا يزال هناك 1500 رمز كونفدرالي على الأراضي العامة بعد أكثر من 150 عاماً على انتهاء الحرب الأهلية، تتركز في أعماق الجنوب لكن تمتد من كاليفورنيا إلى ماساتشوستس.